أغلقت قوات الأمن الأمريكية أمس الأول، نصف شارع «إم ستريت» فى منطقة جورج واشنطن الراقية والمزدحمة، حيث يقبع فندق الفورسيزونز الذى يقيم به الرئيس حسنى مبارك والوفد المرافق له من الوزراء ورجال الدولة والحراسات الخاصة، فيما حلقت طائرات الهليكوبتر فوق المكان لتأمين وصوله إلى جراج الفندق من الناحية الخلفية، ليصعد إلى الجناح الرئاسى الذى يقيم فيه. وعلى عكس المشهد الذى تكرر كثيرا من قبل، باقتصار المظاهرات المصاحبة لزيارات الرئيس إلى الولاياتالمتحدة، على التنديد بسياساته من قبل أقباط المهجر ونشطاء سياسيين، فقد اصطف عدد من المصريين فى مظاهرة مؤيدة للرئيس، حاملين الأعلام المصرية والبالونات والشعارات المرحبة به، وقام البعض بالرقص على أنغام المزمار والطبلة للفرقة المصاحبة للمظاهرة، والتى تزعمها «المعلم توتو»، الجزار المصرى الذى هاجر إلى الولاياتالمتحدة عام 1976 ليعمل فى مجال الموسيقى وعزف المزمار وإحياء حفلات الزواج للجالية المصرية والعربية فى مختلف الولاياتالأمريكية مع فرقته. وأوضح توتو - واسمه الأصلى محمود عبدالمعطى حسنين - أن أحد العاملين بالسفارة المصرية اتصل به، وطالبه بالاستعداد ل«إحياء مظاهرة» تأييد للرئيس مبارك عند وصوله إلى فندق الفورسيزون مساء السبت ثم طوال يوم الثلاثاء أمام البيت الأبيض وحديقة لافاييت. وقال: «فى السفارة عارفين إنى عايز أقدم أى حاجة لبلدى، ولهذا جئت من العاشرة صباحا فى هذه الشمس الحارقة لأرحب بالرئيس، بل تركت عملى فى مسلخ تقطيع اللحم، حيث أعمل جزارا لكى أشارك فى هذه المظاهرة التأييدية». وأوضح توتو أنه يحصل على 800 دولار لإحياء حفلات الزفاف بالمزمار والطبل، لكنه حصل من السفارة المصرية على 400 دولار فقط له ولفرقته لإحياء المظاهرة. فيما أشرف إيهاب عسل، صاحب سلسلة مطاعم وقهاوى البرنس المصرية، على تجميع المصريين وتنظيم الهتافات والمسيرة بما لا يخل بالأمن، وقال إنه شجع الزبائن والعاملين لديه بالمقهى والمطعم على المشاركة فى المظاهرة. وتعالت الهتافات مع مرور موكب الرئيس من على بعد عشرين مترا إلى داخل الجراج فى نهاية شارع إم ستريت، وقام «عسل» بتوزيع وجبات الطعام على الحاضرين، بينما اختفت سيارة الرئيس عن الأنظار بعد دخولها إلى مبنى الفندق الخلفى.