هز إطلاق نار وانفجارات فندقا فاخرا في مدينة مومباي الهندية في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت وهو آخر ساحة قتال بعد ثلاثة ايام من الهجمات التي شنها اسلاميون في العاصمة المالية للهند فيما ارتفع عدد قتلى سلسلة الهجمات التي وقعت في مدينة مومباي العاصمة المالية للهند الى 155.. بينهم 21 أجنبيا منهم خمسة أميريكيين ومثلهم من الصهاينة وكنديان، وذلك بعد 59 ساعة من الهجمات. وأعلن قائدا الشرطة والقوات الهندية الخاصة صباح اليوم انتهاء حصار فندق تاج محل في مدينة مومباي بعد القضاء على آخر المتحصنين بداخله. وأكد قائد القوات الخاصة جى كى دوت وقائد شرطة مومباي حسن غفور انتهاء العمليات في فندق تاج محل. وأعلنا مقتل ثلاثة المهاجمين في الهجوم.
وقد اعترفت الخارجية الأميركية بمقتل خمسة من رعاياها في هجمات مومباي وأن عددا آخر ما زال في عداد المفقودين، فيما أشارت كندا إلى مصرع اثنين من رعاياها.
وانحت الهند باللائمة على "عناصر" من باكستان لتزيد بذلك من حدة التوتر بين البلدين المسلحين نوويا. وقالت باكستان ان البلدين يواجهان عدوا مشتركا وانها سترسل رئيس جهاز المخابرات الباكستاني لاقتسام معلومات المخابرات بشأن الهجمات. واقتحمت قوات هندية خاصة مركزا يهوديا وفندقا فاخرا اخر هو ترايدنت-اوبروي يوم الخميس. وقتلت هذه القوات اثنين من المهاجمين في المركز اليهودي بعد انزال حبال من طائرات هليكوبتر فوق سطحه ولكنها أخفقت في انقاذ ارواح خمس رهائن من بينهم حاخام يتخذ من نيويورك مقرا له وزوجته. واطلق الكوماندوس سراح 143 رهينة في فندق ترايدنت اوبروي ومن بينهم سائحون ورجال اعمال اجانب خرجوا بروايات مروعة عن سفك الدماء بالداخل. وقتل مسلحان. وفي الوقت الذي هلل فيه المارة وهتفوا"النصر للهند الأم"دخل جنود كثيرون فندق تاج محل حيث استمر القتال لاكثر من 48 ساعة. وقال جيوتي كريشنا دوت قائد حرس الامن الوطني شبه العسكري "في ضوء اطلاق النار والمواقع التي يحتلونها اقول انه يوجد اثنان او ثلاثة منهم على الاقل، وقالت الشرطة انه تم العثور على 24 جثة بالداخل ولكن هذا العدد قد يرتفع. وتصاعدت أعمدة من الدخان الاسود من فندق تاج محل بمدينة مومباي الهندية يوم السبت في الوقت الذي تبادلت فيه قوات الامن الهندية اطلاق نار بشكل كثيف مع اسلاميين متشددين متحصنين بالداخل. وقال شاهد من رويترز ان حريقا شب داخل الفندق. واظهر التلفزيون السنة من اللهب في منطقة بالطابق الاول. من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه لا توجد أدلة حتى الان تؤكد تقارير بأن بريطانيين من اصل باكستاني شاركوا في هجمات مومباي وحذر من انه من السابق لاوانه استخلاص أي نتائج. وكانت صحيفة ايفينينج ستاندارد اللندنية قد ذكرت نقلا عن مصادر في الحكومة الهندية ان بعض المسلحين بريطانيون. وقالت برلمانية أوروبية ايضا انها سمعت ان بريطانيين من اصل باكستاني شاركوا في الهجمات. وقال مصدر أمني بريطاني لرويترز انه من السابق لاوانه القول بأن التقارير التي ذكرت ان مواطنين بريطانيين شاركوا في الهجمات دقيقة. وكانت مومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، قد شهدت تفجيرات استهدفت مطارا وفندقين خمسة نجوم "تاج محل" و"اوبروى" ومبنى "ناريمان هاوس" حيث احتجز بداخله اسرائيليون ومحطة للسكك الحديدية وعدد من المواقع الهامة.
المنفذون يعتبرون الهجمات ثأراً لمسلمي كشمير وبعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء الهندي منموهان سينج شعبه للوحدة في مواجهة من أسماهم بالأعداء، أكد محللون اقتصاديون أن التفجيرات الدامية التي أصابت مدينة "مومباي" تمثل ضربة قوية للاقتصاد الهندي، مدللين على ذلك إغلاق بورصات الأسهم والسلع، فيما أكد منفذو العمليات أنها جاءت انتقاماً من جرائم حكومة نيودلهي ضد الملسمين بكشمير. ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن عدد من المحللين، قولهم:" إن الاقتصاد الهندي سيعاني من تداعيات هجمات مومباي وخلفت أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى إلى جانب احتجاز عدد من الرهائن بينهم غربيون"، متوقعًا انخفاض قيمة الروبية الهندية التي سجلت هذا العام ثالث أسوأ أداء بين العملات الآسيوية الناشطة. تأثر الاستثمار كما حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" من أن تعطيل التداولات المالية في مومباي التي تعد المركز المالي للهند وتقويض السوق الهندية الواعدة والصاعدة نتيجتان لسلسلة أعمال عنف تشهدها البلاد، موضحةً أن الهدف من مهاجمة فنادق فخمة يرتادها رجال أعمال دوليون في مومباي هو تقويض ثقة المستثمرين الأجانب في الهند. وتمثل تلك الهجمات في نظر الصحيفة استهدافًا للطفرة الاقتصادية التي شهدتها الهند وتمثلت في ارتفاع نسبة النمو إلى 9% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، كما لاحظت الصحيفة الاقتصادية أن جل الهجمات التي شهدتها الهند في الآونة الأخيرة استهدفت أسواقًا مزدحمة تمثل رمزًا لانتعاش الاقتصاد الهندي، وقد أسفرت الهجمات عن مقتل أكثر من مائة شخص وجرح مئات آخرين. ضربات للثأر وعلى صعيد آخر, أجرى مسلح محاصر بمركز يهودي في مدينة مومباي اتصالاً هاتفيًا مع قناة تلفزيونية هندية اليوم الخميس وأبدى الاستعداد للتفاوض مع الحكومة الهندية، معربًا في الوقت ذاته عن الاستياء الكبير من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الهندية في إقليم كشمير المسلم. وقال الرجل الذي عرفته القناة الهندية باسم عمران وكان يتحدث الأوردية بلكنة كشميرية: "اطلبوا من الحكومة ان تتحدث معنا وسنفرج عن الرهائن، هل تعرفون كم عدد الناس الذين يقتلون في كشمير؟ هل تعرفون كيف يقتل جيشكم المسلمين؟ هل تعرفون عدد من قتل منهم في كشمير هذا الأسبوع فقط؟". إجراءات ضرورية ومن جهة أخرى, أكد رئيس الوزراء الهندي منموهان سينج أن بلاده ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية الشعب ، داعيًا الشعب الهندي للوقوف موحدًا لقطع الطريق على ما أسماهم بالأعداء ، فيما تستعد الشرطة لاقتحام فندقي تاج وأوبروي مركز يهودي في مومباي. وشدد سينج في كلمته التي ألقاها عقب سلسلة الانفجارات "على ضرورة تشكيل وكالة فيدرالية لتحقيق في العمليات الإرهابية ، وذلك في اشارة لضعف الاستخبارات الهندية والتي لم تلاحظ كميات الأسلحة الكبيرة التي أدخلها المسلحون إلى البلاد وساهمت في تنفيذ هذه العمليات المنسقة في مدينة مومباي والتي جرت في أكثر من مكان. وقال:"سنتخذ عدد من الاجراءات لتقوية أيدي سلطاتنا من الاستخبارات والشرطة وسنقوم بما يلزم لمطاردة الاشخاص والمنظمات". وتعهد سينج باتخاذ إجراءات مع جيران الهند لضمان عدم تكرار هذه الهجمات ، مرجحًا وقوف جهات خارجية وراء تفجيرات مومباي دون أن يشير صراحة بالاسم إلى أي دولة، وتزامنت تصريحات سينج مع الأنباء التي تتردد بشأن استعداد الشرطة الهندية لاقتحام فندقي أوبروي وتاج محل ومركز يهودي ، فيما لايزال 200 نزيل من الفندق قيد الاحتجاز. اعتداء جديد وفي حلقة جديدة من سلسة الانفجارات التي تجتاح مدينة مومباي الهندية، ذكرت أحدث الأنباء ان انفجارا ضخما هز مبنى يقطنه حاخامات إسرائيليون وعائلاتهم في ضاحية كلابا جنوبي مومباي وقالت ليلي بفالييم الصحفية الهندية إن الإسرائيليين يستأجرون هذا المبنى منذ عامين وان هناك طفل إسرائيلي أطلق سراحه من المبنى وسمعت أن أحد المسلحين تم إلقاء القبض عليه. واعتبرت الصحفية أن استئجار الإسرائيليين لمبنى بهذه المنطقة التي تعد منطقة شعبية حيث يكثر بها باعة الخضروات واللحوم، هو أمر غير طبيعي ومخالف لعادات الأجانب الذين يستأجرون بيوت بأماكن راقية، وكان مصدر إسرائيلي قال إن المسلحين الذين خطفوا الليلة الماضية أجانب، وقاموا بتفجيرات ببومباي بالهند يحتجزون مبعوث منظمة "خباد اليهودية" الحاخام "جبرائيل هولتسبرج" وزوجته. وقال مانونج جوشي رئيس تحرير جريدة "ميل توداي" إن القوات الهندية تمكنت من انقاذ جميع نزلاء فندق تاج بومباي ولا يوجد رهائن لكن يوجد رهائن في اوبروي، مؤكداً أنه تم تحرير رهائن فندق تاج محل اما المبنيين الاخرين (ناريمان خهاوس وترانتند اوبروي) فهناك وضع لازال فيه رهائن. رفض التفاوض وقالت السلطات الهندية إنها لن تتفاوض مع الخاطفين ولم تكشف عما إذا كانت لديهم مطالب أم لا، فيما تستعد قوات الكوماندوز الهندية لاقتحام فندقي تاج محل وترايدنت اوبروي ومركزًا يهوديًا في مومباي حيث يحاصر مسلحون العشرات كرهائن، وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 15 إسرائيليًا هم بين الرهائن المحتجزين بأيدي منفذي الهجمات. وكان قد تم تحرير الرهائن في فندق "تاج محل" الذي يرتاده الغربيون، وبدأت الشرطة بتمشيط الفندق، وأثناء ذلك، وقعت اشتباكات بالفندق، وبعد مضي بعض الوقت شوهدت النيران تندلع في الفندق مرة أخرى، فيما سمعت أصوات سلسلة من الانفجارات بالفندق، وشوهدت النيران تندلع من الطابق الثالث للفندق الفخم، الذي يرتاده في العادة السياح الأجانب. وقدر عدد الانفجارات التي وقعت في الفندق بنحو ثمانية انفجارات، كما سمع في الأثناء أصوات عيارات نارية داخل الفندق، وأفادت الشرطة أنه يعتقد أن المسلحين مازالوا في الفندق وأنهم مازالوا يحتجزون عدداً من الرهائن. يذكر أن مسلمي الهند يمثلون 13.5% من السكان البالغ عددهم مليارا و95 مليون نسمة، بحسب إحصاءات رسمية ، وشهدت مدينة "أليجارا" الصناعية الواقعة بشمال الهند، والمعروفة بجامعتها الإسلامية الشهيرة، واحدة من أحدث موجات العنف الطائفي في إبريل الماضي. واندلعت أعمال العنف في "أليجارا" جراء انتهاك متطرفين هندوس للقانون، وبناء معبد على أرض غير مخصصة له، واستمرار توسيعه رغم قربه الشديد من أحد المساجد ، وهو ما أدى إلى صدامات طائفية بين المسلمين والهندوس، رافقها أعمال قتل وقذف بالحجارة وسرقات وحرائق متعمدة في مناطق متعددة على الجانبين ، وقتل في تلك الأحداث سبعة على الأقل ، فيما جرح عشرات آخرون.
التفجيرات تعرقل سياسة أوباما
وترى صحيفة نيويورك تايمز أن تفجيرات مومباي الأخيرة ظهرت في وقت حاسم تتحرك فيه الجارتان النوويتان الهند وباكستان نحو تطوير العلاقات بينهما بتشجيع من الولاياتالمتحدة وتحديداً الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب باراك أوباما، مما يضع الشكوك في أهداف مرتكبي هذه الهجمات.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني أمس إنه يمكن لخطوات التحرك هذه أن تنحرف بسرعة عن مسارها، مع ما تتركه من تبعات عميقة على الولاياتالمتحدة إذا وجدت الهند –التي بدأت تثير شكوكها بباكستان- بصمات باكستانية في هذه العمليات.
وترى الصحيفة أنه بغض النظر عمن يقف وراء هذه الهجمات فإن حجمها واختيارها أهدافاً دولية سيزيد من صعوبة جدول أعمال الإدارة الأميركية المقبلة.
إن هجمات عنيفة مثل هجمات مومباي –سواء أكانت بتدبير محلي أو خارجي أو مزيج بين الاثنين- قد تفسد العلاقات بين الهند وباكستان وتغذي عدم الثقة وتعرقل طموحات أميركا بتحقيق مصالحة في المنطقة
وتقول الصحيفة إن المصالحة بين الهند وباكستان برزت كعقيدة أساسية في مسار السياسة الخارجية للرئيس المنتخب باراك أوباما، وخاصة القائد الجديد للقيادة المركزية الجنرال ديفد بتراوس، حيث تتمثل النقطة الرئيسية بإقناع باكستان بتركيز جهودها العسكرية أكثر نحو مناطقها القبلية بدلاً من تركيزها على الهند.
ويدور محور هذه الإستراتيجية حول توجيه الجهود العسكرية لباكستان بعيداً عن الهند ضد مقاتلي طالبان وحلفائهم من القاعدة، مما سيساعد بإضعاف هؤلاء المقاتلين الذين يحاربون القوات الأميركية وقوات الناتو بضراوة في أفغانستان.
إلا أن هجمات مثل هجمات مومباي –سواء أكانت على يد مسلحين محليين أو آخرين من خارج البلاد أو مزيجاً بين الاثنين- قد تفسد العلاقات وتغذي عدم الثقة وتعرقل -حالياً على الأقل- طموحات أميركا بتحقيق مصالحة في المنطقة.
وتظهر المؤشرات الأولية لتأثير هذه الهجمات بالنبرة الشديدة التي استخدمها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ -الذي يوصف بالاعتدال- في إلقاء اللوم ضمنياً على باكستان، عندما قال إن "صلات خارجية" لها علاقة بهذه الهجمات التي ارتكبتها جماعة "لها قواعد خارج البلاد". مضيفاً أن جيرانهم سيدفعون "الثمن" إذا تبين أنه بلادهم استخدمت منطلقاً لهذه الهجمات.
باكستان تنفي وقررت باكستان -التي أدانت الهجمات- إرسال ممثل عن مخابراتها للمساعدة في التحقيق, وطلبت من الهند ألا تقحم السياسة في الموضوع، في إشارة إلى تلميحات هندية إلى دور باكستاني.
وقال سفيرها في واشنطن حسين حقاني "ليس عدلا نسب هذه الأعمال الإرهابية إلى باكستان والباكستانيين حتى قبل بدء التحقيق".
وحسب بيان باكستاني تحدث رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ هاتفيا مع نظيره الباكستاني عن تقارير أولية تشير إلى مدينة كراتشي, دون أن يحدد البيان أي دور للمدينة في الهجمات التي استهدفت عشرة مواقع وأوقعت أيضا 370 جريحا.
وفي وقت سابق تحدث سينغ عن مسلحين قدموا من دول مجاورة حذرها من ثمن تدفعه إن لم تتحرك لوقف استعمال أراضيها في شن هجمات. وسبق للهند اتهام باكستان في هجمات سابقة, بما فيها تفجير انتحاري استهدف سفارتها في العاصمة الأفغانية.
اتهام جماعات كشميرية
وقال مسؤول أمريكي في مكافحة ما يسمى بالإرهاب إن من المبكر الحديث عن هوية منفذي الهجوم, "لكن بعض ما حدث يذكر بعمليات إرهابية سابقة نفذتها جماعات مثل لشكر طيبة وجيش محمد".
ونفت لشكر طيبة (عسكر طيبة) علاقتها بالهجمات, بعد أن نقلت وكالة برس ترست الهندية عن الأمن حديثه عن اعتقال ثلاثة مسلحين -أحدهم باكستاني- في فندق تاج محل, ينتمون إلى التنظيم الذي يطالب باستقلال كشمير.
وحسب الوكالة, أبلغ الباكستاني المحققين أن 12 مسلحا دخلوا الهند بمركب رسا على بعد عشرة أميال من مياه الهند الإقليمية ووصلوا إلى مومباي بقوارب سريعة.
وقالت الولاياتالمتحدة إن رعاياها في مومباي ما زالوا معرضين للخطر, ونصحتهم بعدم السفر إلى المدينة, وقررت إرسال فريق تحقيق. كما أرسلت بريطانيا محققين, ودعت إلى عدم المسارعة بالحديث عن أصول بريطانية لبعض المهاجمين, كما ذكرت وسائل إعلام بريطانية نقلا عن محطة تلفزيون هندية. وقال رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون بعد محادثة هاتفية مع نظيره الهندي إن مانموهان سينغ لم يبلغه بوجود حلقة بريطانية في الموضوع.