بعد ساعات من إعلان نتائج انتخابات اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينى (فتح) التى اكتسحتها وجوه جديدة فى «انقلاب غير متوقع»، كما وصفه العديد من المحللين، بل والمشاركين فى المؤتمر نفسه، قررت اللجنة القيادية للحركة فى قطاع غزة تقديم استقالتها، احتجاجا على النتائج، وأكد أحد أعضاء اللجنة القيادية فى غزة رفضه الاعتراف بنتائج انتخابات اللجنة المركزية فى المؤتمر العام السادس المنعقد فى بيت لحم. واتهم أحمد نصر، المرشح الخاسر لعضوية اللجنة، وعضو المجلس الثورى المنصرم، أطرافا لم يسمها ب «تزوير» نتائج الانتخابات، قائلا إن «التزوير» جرى لصالح «ذوى النفوذ السياسى والمالى»، وقال نصر، وهو عضو فى المجلس الثورى، إن النتائج التى أفرزها الاقتراع كانت «بمثابة مسخ للقضية الفلسطينية ولا تعبر عن رأى ونتائج المؤتمر الحقيقية»، وأضاف «أن الفائزين الجدد فى الانتخابات شماعة استخدمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) لتعليق فشله السياسى عليهم»، على حد قوله. وحول مستقبل الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المزمع عقده فى القاهرة أواخر الشهر الجارى، قال نصر «تحتاج حماس إلى أدوات صراع، وهذه الأدوات أفرزتها الآن نتائج مؤتمر فتح السادس»، وكان قياديون فى «فتح» من القطاع قد أكدوا أن العشرات من مندوبى المؤتمر السادس فى غزة تم إبعادهم عن الانتخابات التى اضطروا إلى المشاركة فيها عبر الهاتف ووسائل اتصال أخرى. وبناء على ذلك، قررت اللجنة القيادية لحركة «قتح» فى غزة تقديم استقالتها احتجاجا على النتائج أيضا، وصرحت مصادر مقربة لوكالة «سما» الإخبارية بأن اللجنة القيادية قررت بإجماع 11 عضوا تقديم استقالتها، وتكليف زكريا الأغا بكتابة كتاب الاستقالة إلى «فتح» والرئيس أبو مازن، احتجاجا على تزوير الانتخابات والتلاعب بتصويت أعضاء المؤتمر فى القطاع، واحتجاجا على الأخطاء الجسيمة التى وقع فيها منظمو المؤتمر، والتى حرمت 89 عضوا من القطاع من عملية التصويت. وفى المقابل، لم يبد نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية، أحد الفائزين القلائل من «الحرس القديم»، اعتراضا على النتائج، وقال إن الوجوه الجديدة التى فازت هى وجوه لقادة ليست فقط من الصف الثانى، بل كان معظمهم يدعو للمشاركة فى اجتماعات اللجنة المركزية، مشيرا إلى أنهم يتمتعون بخبرة طويلة وساهموا فى نشاطات الحركة العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية. وأضاف، فى تصريحات تليفزيونية، أن هذه القيادات الجديدة لا تمثل خطوطا أيديولوجية مختلفة، وإنهم بمثابة دماء جديدة لديها الرغبة الحقيقية فى إثبات وجودها من خلال العمل المطلوب، الذى وصفه بالعمل الشاق خلال المرحلة القادمة، وأنهم يمثلون كل الأطياف وتعودوا العمل سويا، على حد قوله. من جانبه، اعتبر ناصر القدوة، العضو الجديد فى «مركزية فتح»، أن العنوان الرئيسى للانتخابات هو «التغيير»، الذى رأى أنه «أتى باتجاهات مختلفة، وليس باتجاه واحد، مما يعكس حقيقة الأوضاع فى الحركة»، واصفا هذا التغيير بأنه «أمر إيجابى جديد». وبينما استبعدت مصادر حكومية إسرائيلية الإفراج عن القيادى الأسير مروان البرغوثى بعد فوزه بعضوية «المركزية»، أكدت قرينته فدوى البرغوثى أن كونه معتقلا لن يكون عائقا أمام تأديته لواجبه. جاء ذلك فى وقت أرجئ فيه إعلان نتائج انتخابات المجلس الثورى، وصرح منير سلامة، المدير التنفيذى للمؤتمر، بأن عملية الفرز قد تستمر 3 أيام لأسباب إدارية، موضحا أنها تحتاج لوقت أطول من انتخابات «المركزية» نظرا لضخامة عدد المرشحين. وعلى صعيد آخر، نفت حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقالة فى غزة وجود تنظيمات «ذات أجندة سياسية خارجية» فى القطاع، وقال إيهاب الغصين، الناطق باسم وزارة الداخلية، فى بيان إنه «لا صحة بالمطلق لما يتردد عن وجود أى جماعات أو تنظيمات ذات ارتباطات خارجية أو تعمل لصالح جهات أجنبية فى قطاع غزة»، وكانت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية قد تحدثت عن تسلل عشرات «الإرهابيين إلى القطاع خلال السنة الأخيرة يعملون فى إطار منظمات متطرفة تتماثل مع شبكات الجهاد العالمى».