(1) موسم جديد.. فى صحة الكرة المصرية منذ ساعات قليلة.. بدأ الموسم الثالث والخمسون لدورى كرة القدم فى مصر.. وكعادتنا فى كل أمور حياتنا وجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. لم يبدأ هذا الموسم الكروى الجديد إلا وقد انتهت كل خلافاتنا وباتت مؤسسة الكرة فى بلادنا تشهد هدوءا رائعا واستقرارا جميلا تسانده قوانين ولوائح صارمة وملزمة ونظم وقواعد ظاهرة ودائمة.. وأنا أعرف مقدما أن هناك من سيعارضنى ويشكك فى شهادتى بشأن استقرار واحترام وازدهار وانضباط مؤسسة الكرة المصرية.. إنهم هؤلاء القلة المنحرفة الحاقدة من غواة هدم الإنجازات وهواة التشكيك فى كل شىء وكل أحد.. وهؤلاء سيملكون القدرة الهائلة والمزعجة والمربكة على تناسى وتجاهل كل نجاحات وإنجازات اتحاد الكرة وأنديتها ولا يتوقفون إلا أمام بعض التفاصيل الصغيرة والساذجة التى أبدا لن تعرقل مسيرة النمو والنجاح.. سيقولون لك إن اتحاد الكرة الذى سيبدأ هذه المسابقة الجديدة لا يزال يصر على تجاهل منح جوائز مالية لمن يفوز بها، رغم أن الاتحاد نفسه بات يبيع المسابقة بملايين كثيرة ويبيع حقوق رعاية الكرة المصرية نفسها، ورغم ذلك يتقاضى الاتحاد ما يستحقه وأكثر لكنه يرفض تماما أن يمنح أى حقوق أو مكافآت لمن يجتهد ويفوز.. سيقولون أيضا إن هذا الاتحاد الذى سيدير هذه المسابقة بكل أنديتها ودرجاتها لا يزال عاجزا عن وضع لوائح صارمة ومنضبطة وبمنتهى الخبث وعدم الإحساس بالمسؤولية سيشير هؤلاء إلى قضية نادى الشركة المصرية للاتصالات التى أحالتها فيفا للمحكمة الرياضية الدولية، وقد تنتهى هذه القضية بإعادة الاتصالات للدورى الممتاز مما يعنى أن يجتمع الجميع ويقرروا إعادة المسابقة من جديد.. فلن يحدث ذلك وقريبا جدا سنجد أخبارا وصورا لعناق حار وحميم بين سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والمهندس عقيل بشير رئيس المصرية للاتصالات، على غرار حسن فريد والمادة 18.. ويشير هؤلاء الخبثاء أيضا إلى تهديدات أندية المظاليم بالانسحاب من الدورى بعد التلاعب فى التوزيع الجغرافى للمجموعات حتى يسهل ذلك طريق نادى طنطا للصعود للدورى الممتاز.. وبالطبع يسخر هؤلاء الخبثاء من عجز الاتحاد عن اختيار امرأة تنضم لمجلس إدارة الاتحاد وفقا للوائح الرسمية.. وينسى هؤلاء الحاقدون أن الاتحاد كان مضطرا للبحث والتنقيب ولم يجد بين عشرين مليون امرأة مصرية من تنجح وتستحق أن تجلس على مقعد سحر الهوارى.. والاتحاد معذور بطبيعة الحال.. فهناك مناصب أخرى كثيرة بقيت شاغرة لأن جموع المصريين ليس فيهم من يشغلها.. وعلى أى حال قررت سحر الهوارى أن تريحنا كلنا من وجع الدماغ فأجرت مشاوراتها مع فيفا لتطلب من الاتحاد المصرى عقد جمعية عمومية غير عادية فى شهر سبتمبر لتغيير لوائح الاتحاد وتقليص عدد الأعضاء المعينين إلى اثنين فقط وبالتالى لا يكون هناك أى مجال لتعيين أى امرأة أخرى وتبقى سحر الهوارى وحدها التى سيتم تعيينها مستشارة للاتحاد تحضر اجتماعاته وتشارك فى قراراته كأى عضو مجلس إدارة. هؤلاء الحاقدون والكارهون لأى نجاح.. سيرفضون أيضا محاولاتى للتأكيد على أن أنديتنا على خير ما يرام.. أحوالها وأخبارها وإدارتها وواقعها ومستقبلها.. والدليل هو تأهل ناديين جديدين للمسابقة هذا الموسم لأول مرة فى تاريخها.. الجونة والإنتاج الحربى.. وهو ما يعنى أننا نسير على الطريق الصحيح لنحيل دورى الكرة فى مصر إلى دورى للوزارات والمؤسسات والشركات.. والأهم من ذلك كله هو نجاح كل مرامينا وجهودنا الصادقة المخلصة الواعية لأن نمتلك خلال سنوات قليلة «دورى» بلا جمهور.. دورى يحفل بالوزراء والمسؤولين والإمكانات والأموال لكنه سيقام فى ملاعب لن يعرفها ولن يذهب إليها أحد.. والحمد لله أن أصبح لدينا فى الموسم الجديد ستة أندية جماهيرية فقط وكل الأمل فى أن تظل تتناقص هذه الأندية موسمًا بعد آخر.. حتى تختفى كلها ويختفى الناس.. وبالتالى يختفى التعصب والتوتر والضغوط الأمنية وأى تجاوزات يشهدها الزحام.. كما أننى لن أساير هؤلاء الحاقدين الذين يسخرون من انضباط أنديتنا والتزامها باللوائح والنظم والعهود والقوانين.. وأشاركهم الضحك على مسرحية انضمام شريف عبدالفضيل للأهلى.. لأن هؤلاء يتخيلون أن انتقال لاعب من ناد إلى ناد آخر مسألة سهلة أو عادية يمكن أن تتم بدون كل هذه المؤامرات والغموض والمطاردات والحيل والأكاذيب.. ويحاول هؤلاء الاستشهاد بما يجرى فى أوروبا وأنديتها ولكنهم ينسون أننا بلد العراقة والتاريخ والحضارة غير أننا مولعون بالدراما ولا نعشق الأشياء المباشرة والواضحة سواء فى الحكم أو السياسات أو الإدارة أو حتى انتقال لاعبى الكرة. هؤلاء ينسون أيضا أن الإسماعيلى كان فى حاجة عاجلة لأموال الأهلى ليشترى الحضرى من سيون.. والزمالك تهرب مسؤولوه من أى التزام مالى مع نصر أبوالحسن ولم يجتمعوا على قرار أو موقف واحد.. ليبدأ بذلك عصر وفاق جديد أحمر وأصفر وعصر شقاق بين الأبيض والأصفر.. ولا أحد بالطبع يعرف فيم كان الشقاق أو لماذا كان الوفاق.. فليس كل ذلك مهما.. الأهم هو إدارة الأهلى التى تعاقدت مع أفارقة ثم اكتشفت أنها اشترت لاعبين ممن ليسوا يملكونهم وأن لاعبا مثل الليبيرى فرانسيس باتت له فى اتحاد الكرة ثلاث بطاقات مزورة أو ناقصة.. أو لاعب مثل بن جلون لا أحد يعرف لماذا تم استبعاده فجأة، وقد تبين أن الزمالك لم يطارده ولم يتفاوض معه أصلا.. ولكن اكتشف الأهلى بعد التعاقد مع اللاعب أنه مصاب ولن يلعب.. تمامًا مثل إدارة الزمالك التى تعاقدت مع ابن عبيدى بيليه، وبعد التعاقد تبين أنه مصاب بقطع فى الغضروف.. والمشكلة أن أنديتنا الموقرة المحترمة والرائعة على استعداد لأن تدفع المال.. لكنها ليست على استعداد لأن تمارس أبسط حقوقها وتجرى الكشف الطبى قبل التعاقد أو تتحرى الدقة فيمن يملك اللاعبين قبل شرائهم.. وقبل ذلك كله.. ضرورة أن تتعلم أنديتنا تحديد تعاقداتها، وفقا لاحتياجاتها الفعلية وليس أخذًا بهوجة التسابق مع المنافسين وهوس الإعلام والمطارات على الطريقة المصرية وهو ما انتهى بنا إلى أن يبدأ الموسم الجديد وقد عاد اثنا عشر لاعبًا محترفًا مرة واحدة إلى مصر.. وبدأ إعلام الألوان تزيين ذلك على أنه انتصار بينما هو إخفاق مزرٍ لكل هؤلاء الذين راحوا هناك وتكاسلوا ولم يفرضوا أنفسهم أو مواهبهم على أحد فاضطروا للعودة.. ثم تبقى مشكلة أخرى تتعلق بتمويل الأندية.. فأحمد متولى قرر رفع دعوى قضائية ضد النادى المصرى يطالب فيها بالأموال التى كان والده الراحل سيد متولى قدمها للنادى المصرى.. ومن حق أحمد متولى بالطبع أن يطالب بأموال أبيه.. ومن حق ممدوح عباس أن يطالب بديونه لدى الزمالك.. ولكن أتمنى أن تستوعب أنديتنا مثل هذا الدرس وتتأكد أنه لا أحد يدفع المال عشقًا وغرامًا.. ولا حتى من باب الدعم والانتماء.. إنما هى تجارة وأقنعة واختلاق مبررات وهمية للاستمرار فى السلطة والإدارة ولكن على حساب الأندية نفسها وليس على حساب أى أحد آخر. وما أخشاه الآن.. هو أن يبقى على حالهم هؤلاء الحاقدون والرافضون للنجاح والاعتراف بعظمة السيرة والمسيرة.. وأن يصدقهم الناس فيفقدوا إعجابهم واحترامهم لاتحاد الكرة ولمختلف أندية الكرة ولا يبتهجوا بهذا العيد.. عيد انطلاق موسم كروى جديد.. كل عام وكل مسابقة وكل دورى وأنتم طيبون وتستحقون أن يتلاعب بكم الجميع وأن يخدعكم ويتاجر بكم وبأحلامكم ومشاعركم أى مسؤول. (2) أسامة الشيخ.. والمواطن المصرى تعجبت من كل هؤلاء الذين انشغلوا بالصراع الدرامى الرهيب الذى انتهى بانتقال شريف عبدالفضيل للأهلى بينما كان مندوب الإسماعيلى يتناول الكباب والكفتة فى الزمالك وشقيق اللاعب يضع شروطا تعجيزية لن يقبلها الزمالك.. وعلى الرغم من أنه صراع درامى مثير جعلنا نعيش جو الشهر الفضيل قبل أن تأتينا مسلسلات رمضان بالفعل.. إلا أن الأكثر درامة وإثارة كان الاتفاق على حقوق البث التليفزيونى لمباريات الموسم الجديد.. والحمد لله أنهم اتفقوا قبل انطلاق المسابقة بساعات قليلة حتى يهدأ ويستريح الجميع.. ولكن من حقنا أن نسأل عن بنود هذا الاتفاق وكل تفاصيله.. ولا أقصد الرقم الذى ستدفعه كل قناة فضائية أو سيدفعه التليفزيون المصرى.. وإنما أسأل: هل تضمن هذا الاتفاق حسمًا نهائيًا لمسألة شارة البث التى تملكها الدولة بحيث لن نجد هذه المشكلة تثار من جديد عند أى تعاقد جديد؟.. والأهم من ذلك كله هل تم أى اتفاق نهائى وواضح بشأن من يملك هذه الحقوق الخاصة بالبث التليفزيونى؟.. هل هى الأندية كما هو مفترض وعلى غرار ما يجرى فى العالم.. أم هو اتحاد الكرة حتى ولو تحت غطاء رئاسته للجنة من الأندية بزعم أنها أندية «قاصر» وقليلة الخبرة لا تملك حق الحديث مباشرة عن حقوقها ومطالبها؟.. أم هو المهندس أسامة الشيخ الذى بات وحده الآن يحدد المباريات التى ستذاع أم لا ويقرر الرقم الذى يعجبه ثمنًا لإذاعة أى مباراة ومن الذى من حقه الإذاعة؟.. والأغرب من ذلك أن كل ذلك يتم تحت لافتة حقوق المواطن المصرى وضمان حصوله عليها.. وهذا هو منتهى الاستفزاز والسخرية اللامتناهية من عقول الجميع فى مصر.. فالناس تعرف منذ البداية أنه صراع على المال والمكاسب وسوق الإعلانات كل موسم وليس أى شىء آخر.. أما المواطن المصرى.. فاتركوه فى حاله ولهمومه وشكاواه التى لا يسمعها أحد منكم.. ولو كنتم حريصين بالفعل.. وبكل هذا الحماس والغيرة.. على حقوق أى مواطن فى مصر.. فأين هو إعلامكم الرسمى من أزمات المياه ورغيف العيش والأمان الغائب وتدهور التعليم وكوارث الطرق.. أم أن المواطن المصرى فى رأيكم ليس لديه عندكم أى حقوق إلا مشاهدة مباريات الأهلى والزمالك؟! (3) رسائل قصيرة.. جدا ■ أشكر هادى فهمى، رئيس الاتحاد المصرى لكرة اليد، لأنه لم يستجب لأى ضغوط وأى محاولات للإحراج والتوريط ورفض استضافة رئيس الاتحاد الإسرائيلى لكرة اليد فى القاهرة أثناء إقامة بطولة العالم لشباب اليد التى انطلقت أمس الأول. ■ أظن بعد تعاقد أبوتريكة مع الأهلى لأربع سنوات مقبلة.. ينبغى أن يخفت صوت كل هؤلاء الذين سخروا من لاعب مصرى عظيم بموهبته والتزامه وأخلاقه واتهموه ظلمًا بالتمثيل والمناورة وادعاء مسرحيات وقصص ملفقة بحثًا عن مزيد من الربح.. فقد ثبت للجميع أن أبوتريكة لاعب مختلف تماما.. ورائع وعظيم وأخلاقى بالفعل. ■ كل الاحترام والتقدير لمحمود أحمد على.. رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية.. لأنه قال عقب نجاحه أنه رغم اللوائح التى تجيز له الجمع بين رئاسة اللجنة ورئاسة اتحاد كرة السلة فإنه سيترك اتحاد السلة اقتناعًا منه بأنه لا يجوز الجمع بين المنصبين.. وأنه لا يريد أن يكون الخصم والحكم فى وقت واحد.. بداية محترمة لرجل محترم سيرأس جهة رفيعة المستوى تستحق أن يعود لها احترامها ومكانتها وحقوقها الضائعة. ■ سعدت بنجاح كل الأصدقاء الأعزاء فى الانتخابات الأخيرة لمجلس إدارة الأهلى.. ولكننى أتوقف عند خالد مرتجى كواجهة جديدة ورائعة للأهلى فى السنوات المقبلة وأن مدرسة الأهلى العريقة لا تزال قادرة على تخريج قادة جدد.. أما العامرى فاروق فأقول له إن مصر كلها تابعت معه السباق وكانت معه.. أقول له أيضا إن التاريخ لا يذكر ولا يتوقف إلا أمام الذين قالوا لا فى وجه كل من قالوا نعم. ■ بعد قرار رئيس الوزراء بمنح المحافظين سلطة التصرف فى أراضى الأوقاف.. وتفاصيل كثيرة مفادها أنه لن تكون هناك أوقاف ولا هيئة تديرها.. كنت أتمنى أن يلتفت مسؤولو الزمالك لهذا الأمر المهم ويبدأوا التفاوض حول أرض الزمالك وإسقاط كل ديون النادى الكبير للهيئة خاصة أن الحقيقة هى أن الزمالك يملك هذه الأرض بالفعل وليست هيئة أو وزارة الأوقاف.. ولكن مجلس إدارة الزمالك مهموم الآن بتصميم شعار جديد للزمالك بطل القرن حتى يقدموه للناس فى احتفالات المئوية.. والمشكلة أن رءوف جاسر، نائب رئيس النادى، يريد رفع دعوى قضائية فى المحكمة الرياضية الدولية للمطالبة بلقب نادى القرن.. وأمام هذا الفكر أنا مضطر للاعتذار لمرتضى منصور. ■ يا ليت انتخابات الاتحاد السكندرى تقام كل أسبوع وليس كل أربع سنوات حتى نجد كل هذا الحب وكل هذا العطاء والكرم والانتماء للنادى العريق.. أنا وجماهير وعشاق الاتحاد قضينا عامين كاملين نصرخ بحثًا عن أرض للنادى.. سيد البلد وسيد الإسكندرية كلها.. ولا أحد يسمعنا أو يلتفت إلينا.. وفجأة تقترب الانتخابات فتتوافر الأرض والإمكانات بلا سقف وحدود.. الحمد لله. ■ لو كنت رئيسًا لناد مصرى الآن.. كنت سأدفع الكثير من المال وأخصص الكثير من الوقت والجهد للخلاص من اثنين مزعجين جدا.. فرج عامر، رئيس سموحة، وحسين صبور، رئيس الصيد.. فالاثنان نجحا إنشائيًا واجتماعيًا ورياضيًا فيما أخفق فيه الآخرون بلا استثناء. ■ لو لديكم وقت.. تابعوا وشاهدوا واقرأوا عن نور الشربينى.. لاعبة الإسكواش الناشئة التى فازت منذ يومين ببطولة العالم.. والتى احترمها الاتحاد الدولى للعبة واصفًا إياها بالمعجزة باعتبارها أصغر لاعبة فى التاريخ تفوز ببطولة عالم.. ولكن سوء حظ نور أنها مصرية وأنها حققت المعجزة ومصر كلها تتعاقد مع أبوتريكة وتطارد شريف عبدالفضيل وتتوسل لعمرو زكى بالبقاء فى الزمالك واللعب بجوار ميدو. [email protected]