ياسر أيوب يكتب: عاطف عبدالواحد

لا أكتب اليوم عن عاطف عبدالواحد كمجرد صديق وزميل فى مجلة الأهرام الرياضى.. وإنما باعتباره ممثلا لصحافة رياضية فى مصر لاتزال تسعى وتحاول القيام بدورها وواجبها..
وفى الوقت الذى بات يسهل فيه اتهام الصحافة الرياضية المصرية - مقروءة ومرئية -بالخروج على كل القواعد الأخلاقية والانشغال بحروب داخلية تسقط فيها المبادئ والقيم..
وبالجهل والغفلة السياسية التى تجعل مصر تخسر كل بلد نلعب معه أو فيه مباراة لكرة القدم.. من الجزائر إلى تونس ومن السودان إلى أنجولا.. يأتى عاطف عبد الواحد ليقول لنا إنه لاتزال هناك صحافة لا تريد إلا الحقيقة ولا تسعى إلا لكشف الحقائق وتعرية العيوب والأخطاء بقصد الإصلاح والتغيير وليس من أجل أى مصالح مخفية أو حسابات خاصة وشخصية..
وقد عرفت عاطف طول الوقت صحفيا مهموما بالأوراق، باحثا عن أصولها، ساعيا وراء العقود الحقيقية بين أنديتنا ولاعبيها، التى غالبا تبقى حبيسة الأدراج المغلقة بكل ما فيها من أسرار وخطايا..
ونجح عاطف هذا الأسبوع فى الوصول للعقد الحقيقى بين الزمالك وبين عمرو زكى.. والمفاجأة الأولى أن الزمالك لم يكن فى حاجة أصلا لهذا التعاقد الجديد مع لاعبه، لأنه كان هناك عقد سار بين النادى واللاعب تم الاتفاق عليه عند شراء الزمالك لعمرو زكى من لوكوموتيف الروسى..
وهو العقد الذى تفاوض على بنوده مرتضى منصور، الذى رحل قبل حسم كل الأمور، فقام بالتوقيع على العقد رؤوف جاسر باعتباره رئيسا بالإنابة.. وقبل أن ينتهى هذا التعاقد بسنتين كاملتين.. عاد الزمالك ليوقع عقدا جديدا مع نفس اللاعب..
وبالتحديد يوم الاثنين 21 يوليو عام 2008، وقام بالتوقيع عليه ممدوح عباس ممثلا ورئيسا لنادى الزمالك.. وعمرو زكى.. وهو عقد ينص على أن يلعب عمرو زكى للزمالك أربعة مواسم مقابل خمسة عشر مليونا وخمسمائة ألف جنيه.. ووفقا لهذا العقد.. التزم الزمالك بأن يدفع للاعب مائة ألف جنيه فقط فى الموسم الأول، لأن اللاعب كان معارا لنادى ويجان الإنجليزى..
 وفى الموسم الثانى - أى الموسم الحالى - كان العقد ينص على أن يتقاضى اللاعب خمسة ملايين ومائتى ألف جنيه.. ومن المفروض أن يتم تقسيم هذا المبلغ وفقا للعقود الموحدة باتحاد الكرة، بحيث يتقاضى اللاعب ربع المبلغ فى بداية الموسم.. ونصف المبلغ عبارة عن أقساط شهرية.. ليتبقى الربع الأخير، الذى لابد أن يشارك اللاعب فى ثمانين بالمائة من المباريات ليحصل عليه.. والمفاجأة الثانية هنا أن الزمالك لم يلتزم بذلك.. وإنما دفع للاعب ثلاثة ملايين وستمائة ألف جنيه مرة واحدة وقبل حتى أن يبدأ الموسم..
ولهذا كان من الطبيعى أن يتمرد اللاعب وألا يواصل التدريب أو يخشى من أى عقوبات.. فكل حقوق اللاعب باتت فى جيبه، حتى قبل أن يلعب أى مباراة.. وهو ما يجعلنا نتهم إدارة الزمالك بالعجز والترهل والتهاون فى الدفاع عن حقوق النادى.. ولاأزال أنتظر من عاطف عبدالواحد أيضا حقائق وتفاصيل تجديد تعاقد الأهلى مع محمد بركات، لنعرف حقيقة دموع العشق والغرام، وسر التوقيع على بياض وبعد خمس دقائق فقط مع محمود الخطيب.. لاأزال أنتظر أن تخرج العقود كلها إلى النور لنعرف الحقائق وكيف تدار مؤسسة الكرة فى بلادنا.
yayoub@gmail.com