هيلين كيلر.. المرأة العمياء التى رأت الحقيقة

صدر حديثاً عن «عالم الكتب»، كتاب «هيلين كيلر الإعجاز والإنجاز - مقالات فى فلسفة الحياة والتربية والثقافة» نقله إلى العربية كل من الدكتور السيد محمد دعدور والدكتور محمد حسن المرسى، ونجلاء السيد سليم.
يعرض الكتاب لقصة حياة هيلين كيلر المعجزة والأسطورة، التى ولدت فى 27 يونيو عام 1880 فى مدينة تاسكومبيا بولاية ألاباما الأمريكية لأب كان محارباً فى أثناء الحرب الأهلية آنذاك ثم أصبح فيما بعد مالكاً لإحدى الصحف وبعد أشهر معدودة من مولدها مرضت مرضا شديداً حار فيه الأطباء وفقدت السمع والبصر ونتيجة لذلك أصبحت بكماء إلى أن التقت بمعلمتها، آن سوليفان، والتى قامت بتعليمها القراءة والكتابة عن طريق كتابة الحروف على راحة يدها.
مقالات هيلين كيلر معظمها نقلاً عن مجلة المنزل ومن مجلات أخرى متنوعة، تناقش فيها موضوعات مختلفة وما يميزها أن نسبة كبيرة من أعمالها انعكاس لتجربتها الشخصية وقوة إرادتها، ففى مقالها «مستقبلى كما أراه» تقول: «لقد أحسست بالمتعة التى يشعر بها الإنسان القوى الذى يمسك بزمام الأمور بما يجعله سيد الموقف، فليست الظروف المعاكسة ألد أعدائنا، بل عدونا الأول العزيمة الفاترة وأنا أعلم أن المجالات التى يمكن أن أعمل بها محدودة ولكنها بالنسبة لى بدائل عديدة..
ويمكننى أن أحلم بدولة مثالية فى المستقبل لا يوجد بها أناس يعيشون حياة رغداء تاركين الآخرين للمعاناة والشقاء وحينئذ سيتمكن المكفوف من أن يرى ويتمكن الأصم من أن يسمع».
وفى مقال بعنوان هذا ما أؤمن به تقول: «الإيمان الحق لا يعرف معنى الخوف وهو بالنسبة لى مثل صمام الأمان الذى يحمينى من اليأس والمؤمن لا يفتر عزمه سريعا، فعندما أفكر فى معاناة البشر.. ورغم ذلك ينتابنى شعور بأن البشر سينتقلون من ظلمة الجهل والكراهية إلى ضوء نهار أبهى، مثلما حدث لتلك الفتاة الصغيرة الصماء والمكفوفة التى كنت يوما إياها».
وفى مقال بعنوان نستطيع أن نفعل المزيد تقول:على بوابة أحد القصور العتيقة فى فرنسا، كتب شعار «هناك المزيد بداخلك» عندما تحسست بيدى هذا الشعار الذى نحت على الصخر منذ قرون مضت وجدت روحى ترد بحماسة: حقا هذه حقيقة.. هناك مصادر وقوى لانهائية بداخلنا، تحتاج فقط أن نفتش عنها ونهتم بها.. ربما اكتشفنا أننا نمتلك إحدى المواهب التى تمكننا من إبداع الجمال أو السعادة.
وتحت عنوان الأحلام التى تصبح حقيقة تقول: لقد أصبحت حياتى سعيدة.. لدى وفرة من الأشياء الشيقة التى يمكن أن أقوم بها ونادرا ما أفكر فى أوجه القصور التى لدى.. ولربما كانت هناك مجرد لحظات للاشتياق ولكنها تمرق كما يمرق النسيم عبر الزهور، فالهواء يسرى ولكن الزهور لا تفقد تماسكها.
كتاب هيلين يحوى سطوراً يجب أن يقرأها كل من يشعر بكدر الحياة وضيقها ليرى نموذجاً فريداً للصبر والتحدى وقهر المستحيل.