ليس موقعاً أثرياً ولا معلماً من معالم المنطقة، لكنه الأكثر زيارة بالنسبة لرواد نيويورك، سواء سكاناً أو سائحين وزواراً، فلا تكتمل زيارة نيويورك سوى بطبق فتة بالثوم واللحم الضانى يعده الشيخ «محمد المصرى» كما يحلو لزبائنه أن ينادوه، فالمصرى الذى قضى سنوات شبابه فى المنطقة اعتاد أن يقدم طبق الفتة لكل زوار شارع «تايم سكوير» أشهر شوارع نيويورك.. وقد ساعده على هذا موقعه المتميز، حيث يحتل بعربته البسيطة المرخصة من بلدية نيويورك واجهة فندق الهيلتون، ويصطف أمام عربته طابور من الزبائن يذكر المارة وتحديداً المصريين بطوابير المجمعات الاستهلاكية فى مصر.. «المصرى» ينافس كل المطاعم الموجودة فى المنطقة وحتى عربات الأطعمة الشعبية، ليس فقط فى سعر طبق الفتة باللحمة الضانى والذى يقدمه مقابل 6 دولارات رغم حجمه الكبير، لكنه ينافس أيضاً بنوعية الطعام، فلا أحد من أصحاب المطاعم ولا العربات يقدم هذه الأكلة المصرية الأصيلة، بالمذاق والتوابل المصرية مما يجعل زيارة عربة «المصرى» وتناول فتة الثوم باللحم الضانى طقساً للسائحين وأهالى المنطقة، لا يحيدون عنه أبداً. السنوات التى قضاها المصرى فى أهم شوارع نيويورك لم تغير فى طبيعته المصرية الأصيلة، بل دفعته إلى تقديم وجبات مخفضة السعر لسائقى التاكسى ودوريات شرطة نيويورك مقابل اشتراك شهرى «أبونيه» كما اعتاد على تقديم طبق الفتة مجاناً لرجال الإسعاف والإنقاذ طوال فترة عملهم بعد انهيار برجى التجارة فى حادث 11 سبتمبر. تزاحم الزبائن أمام الشيخ المصرى كان سبباً فى شكوى فندق الهيلتون من الازدحام الشديد ودفع مسؤوليه إلى التفاوض مع الشيخ المصرى للتنازل عن موقعه مقابل عدة آلاف من الدولارات تتيح له افتتاح مطعم أرستقراطى، لكن الشيخ المصرى رفض عروض الفندق وتمسك بموقعه الشعبى وعشرة زبائن الفتة.