خالد النبوى: دخول الفيلم المسابقة مثل دخول مصر كأس العالم

«سعادة غامرة وشعور بأن مصر دخلت كأس العالم فى السينما».. هكذا يصف خالد النبوى فرحته بمشاركة فيلمه «المسافر» فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا، لينافس 22 فيلما أخرى.
وبالرغم من حصول خالد النبوى على جوائز عديدة فى مهرجانات دولية، فإن مشاركة «المسافر» فى مهرجان فينسيا كان لها نكهة خاصة- بحسب تصريحه- لسببين، الأول أنه من إنتاج الدولة التى هجرت الإنتاج السينمائى لأكثر من 38 عاما أى منذ عام1971، والسبب الآخر أن مهرجان فينسيا يعد واحدا من أكبر المهرجانات السينمائية فى العالم.
■ كيف تلقيت خبر مشاركة «المسافر» فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا؟
- شعرت بسعادة لا توصف، وأحسست أن هذا انتصار للسينما المصرية كلها، بل مكسب لكل المصريين وليس لصناع الفيلم وحدهم، ومجرد أن يتم وضع فيلمنا فى تنافس مع 22 فيلما تم اختيارها بعناية من بين الإنتاج السينمائى العالمى فهذا يؤكد علو مكانة «المسافر».
■ تقدم المرحلتين الأولى والثانية للشخصية الرئيسية بالفيلم، ألم تشعر بصعوبة ذلك؟
- شعرت فعلا بصعوبة المهمة، خصوصا أن المرحلة الثالثة للشخصية نفسها تم إسنادها للممثل المصرى العالمى عمر الشريف، ومنذ أن علمت باختيارى ومعى عمر الشريف لتقديم شخصية واحدة هى «حسن» موظف البريد وأنا أشعر بحمل أمانة كبيرة أتمنى أن أكون موفقا لحملها، لأن ضخامة موهبة وقدر عمر الشريف تهز أى ممثل يقف أمامه، فما بالك إذا كان هذا الممثل سيشاركه فى تقديم الشخصية نفسها.
■ وكيف واجهت تلك الصعوبة؟
- كان علينا أن نتوحد فى أشياء كثيرة حتى لا يشعر المشاهد بأى اختلاف لأننا فى النهاية نقدم شخصية واحدة، لذا كنت حريصا على الحضور للبلاتوه لمشاهدة عمر الشريف، وهو يمثل مشاهد المرحلة الثالثة التى بدأنا بها التصوير، كما كنت أجلس معه فى وقت البريك لأعرف منه طريقة المشى وحركة الأيدى والأكتاف حتى أقدم أداء منسجما مع أدائه لشخصية الموظف حسن.
■ تقدم مرحلة 48 ومرحلة 73 لشخصية حسن، فأيهما أصعب؟
- المرحلة الثانية هى الأصعب، لأن الشخصية يفترض أنها بلغت من العمر 55 عاما كما يجب أن تتسم بصفات معينة تؤهلها للنقلة الثالثة أى للمرحلة التى سيقدمها عمر الشريف فى 2001 طبقا للزمن الدرامى بالفيلم، أما المرحلة الأولى فكانت أسهل عندى لأن الشخصية لا يتعدى عمرها 30 عاما، وعموما نحن حاولنا فى كل المراحل إظهار ملامح حياة المصريين فى كل فترة زمنية يمر بها الفيلم.
■ ما أهم شىء جذبك لهذا الفيلم وجعلك تتفرغ له؟
- هناك أشياء كثيرة جذبتنى ل«المسافر» ومنها أن دراما الفيلم تمر على فترات تاريخية مهمة دون التطرق لأى أحداث سياسية، بحيث تظهر ملامح الحياة المصرية من خلال حسن موظف البريد، واعتقد أن السيناريو كان موفقا جدا حين جعل البطل موظفا لأن الوظيفة تهم معظم المصريين، والموظف ركن أساسى وأصيل فى المجتمع المصرى.
■ بالنسبة لشكل الشخصية فى مرحلتها الثانية كيف تحكمت فيه بحيث تمهد للانتقال للمرحلة الثالثة؟
- هنا تفاصيل كثيرة اتفقنا عليها من أجل تلك النقلة ومنها أننى أطلقت شعرى وشاربى لأقترب من حيث الشبه من عمر الشريف فى تجسيده للشخصية نفسها فى المرحلة الثالثة.
■ ألم تشعر بقلق قبل التعاقد على فيلم من إنتاج الدولة بسبب ما يتردد عن ضعف الإنتاج الحكومى؟
- لم أشعر بأى قلق بل فرحت لأن عودة الدولة لإنتاج السينما ذكرتنى بأفلام ناجحة جدا أنتجتها الدولة فيما قبل ومنها «الأرض» و«بداية ونهاية» و«الناصر صلاح الدين»، ثم اطمأن قلبى أكثر حين علمت أن وزارة الثقافة رصدت ميزانية سخية مقارنة بإمكانياتها.
■ وكيف ترى فترة ابتعاد الدولة عن الإنتاج السينمائى؟
- أرى أن خطأ تاريخيا وقعت فيه مصر منذ 1971 حين رفعت يدها عن الإنتاج السينمائى لأن الفيلم يعد مصدرا مهما للدخل القومى ورافدا ثقافيا مهما، وبالتالى فعودة الدولة للإنتاج السينمائى تعد شيئا رائعا جدا.
■ البعض يرى أن مردود ذلك قد يتأخر، فما تعليقك؟
- بالعكس مردود ذلك لن يتأخر كثيرا، فعلى المستوى الاقتصادى يعتبر الفيلم مروجا جيدا للسياحة فى مصر، والدولة تنفق 10 ملايين دولار سنويا من أجل الترويج لمصر سياحيا، وحين ننتج فيلما ب3 ملايين دولار فقط ويعرض فى مهرجان دولى كبير، بالتأكيد سيكون له مردوده على السياحة والاقتصاد المصريين.