إسرائيل تعتبر حرب غزة «مبررة».. وتعترف للمرة الأولى باستخدام الفوسفور الأبيض

برر تقرير للحكومة الإسرائيلية الحرب التى خاضتها تل أبيب على قطاع غزة أوائل العام الجارى واعتبرتها «حقا والتزاما»، وأقر التقرير للمرة الأولى باستخدام القوات الإسرائيلية الفوسفور الأبيض خلال الحرب ولكنه برر استخدامه بعدم وجود «خرق للقانون الدولى».
ودافع بيان فى 163 صفحة للحكومة عن الحرب التى استمرت 22 يوما ضد غزة باعتبارها ردا «ضروريا ومتناسبا» على إطلاق حماس صواريخ على إسرائيل. وصدر التقرير تحسبا لتحقيق تجريه الأمم المتحدة حول ارتكاب جرائم حرب فى غزة، والمتوقع أن يكتمل الشهر المقبل.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على القطاع عن استشهاد قتل 1400 فلسطينى، كثير منهم من المدنيين و13 إسرائيليا فى الحرب التى شنتها إسرائيل فى الفترة بين 27 ديسمبر 2008 و18 يناير 2009، ورفضت إسرائيل مرارا اتهامات من عدة جماعات لحقوق الإنسان بارتكاب جرائم حرب.
وتصف إسرائيل فى تقريرها الذى نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية الحرب على غزة بأنها جاءت ردا على إطلاق ناشطى حركة حماس 12 ألف صاروخ خلال 8 أعوام، بالإضافة إلى تفجيرات انتحارية قتلت 1100 شخص فى إسرائيل.
وأكد التقرير مجددا إصرار إسرائيل على امتثالها للقانون الدولى فى حربها، مشيرا فى هذا السياق إلى أنها «تجرى تحقيقات شاملة» فى 100 شكوى معلقة بهذه الحرب بعد تحريات من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان.
وأضاف التقرير إن إسرائيل فتحت 13 ملفا جنائيا معظمها يتعلق بمزاعم بأن جنودا إسرائيليين استخدموا مدنيين دروعا بشرية أو أتلفوا ممتلكات عمدا. وقالت إسرائيل فى السابق إن تحقيقا داخليا أجرته قواتها المسلحة لم يكشف عن أى أدلة على أى إساءة تصرف على نحو خطير من جانب القوات فى الحرب على غزة.
وأقرت إسرائيل صراحة، وللمرة الأولى، فى التقرير بأن جيشها «استخدم ذخائر تحتوى على الفوسفور الأبيض» فى غزة لكنها نفت انتهاك القانون الدولى قائلة «إنها لم تطلق مثل هذه الأسلحة داخل المناطق الآهلة بالسكان».
وكانت إسرائيل أعلنت أنها تحقق فى اتهامات بأنها استخدمت أسلحة مزودة بالفوسفور الذى يسبب حروقا خطيرة دون أن تنفى مباشرة أو تؤكد أنها فعلت ذلك.
ولم تتعاون إسرائيل مع تحقيق للأمم المتحدة ترأسه كبير ممثلى الادعاء السابق للأمم المتحدة فى جرائم الحرب ريتشارد جولدستون، متهمة المنظمة الدولية بالانحياز ضدها.
وعلى صعيد آخر، أكدت مؤسسة الأقصى للتراث أن فلسطينيى 48 وأهل القدس المحتلة وقيادات وطنية وإسلامية فى المدينة أحبطوا أمس الأول محاولات جماعات يهودية لاقتحام المسجد الأقصى.
وقالت المؤسسة «إن رباط المسلمين حال دون اقتحام الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى كما خططت لذلك»، مشيرة إلى أنه لم يتسلل إلى الأقصى إلا عشرات اليهود فى ساعات صباح أمس الأول، «حيث كان وجود المسلمين قليلا نسبيا».
وأضافت أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت بعض «المرابطين»، الذين تزايدت أعدادهم عند الظهر تلبية لنداء مؤسسة الأقصى والهيئة الإسلامية العليا فى القدس. وكانت جماعات يهودية قد أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى فى ذكرى ما تسميه «خراب الهيكل».
وأوضح المحامى زاهى نجيدات، الناطق باسم الحركة الإسلامية التى يقودها الشيخ رائد صلاح، أن اعتصام فلسطينيى 48 والمقدسيين أمام باب المغاربة «أحبط الاقتحام الجماعى الذى كانت جماعات المتطرفين اليهود تنوى تنفيذه».