السؤال قد يكون عبثياً إذا كنا نريد أن نقدم حلاً لمشكلة فلسطين.. خاصة أن ما يحدث فى فلسطين ليس بعيداً عن «الإبادة الجماعية»، اللافت أن كووك يشير إلى نجاح إسرائيل فى استغلال الاضطهاد التاريخى لليهود، الذى بلغ ذروته فى الهولوكست، فى تأسيس الدولة، وكذلك فى تقية نفسها من انتقاد سياستها ضد الفلسطينيين. من ناحية أخرى يقدم كووك الحل، الذى يتمثل فى العصيان المدنى، هذا سيحقق التأثير المطلوب، خاصة إذا شارك فيه بعض رموز اليسار الإسرائيلى.. اللافت أن فتح وحماس لم تمارسا هذا النشاط.. النواة التى من الممكن أن تتطور فى أحد الأيام لتشكل عصياناً مدنياً واضحاً ومؤثراً، «المسيرات الأسبوعية باتجاه جدار الفصل». وقد تعرضت لمضايقات من جانب «فتح». جيش إسرائيل يخشى هذه النوعية من التحركات، هذا ما يؤكده كووك، فقد فجرت حماس أجزاء من «الجدار الذى يفصل غزة عن مصر» لتمهل أهالى غزة فرصة وجيزة لكسر الحصار بالدخول إلى سيناء، يقول نائب وزير الدفاع، ماتان فيلناى، حيث يقول: «كلما زادت صواريخ القسام ووصلت إلى مدى أبعد، سينزل الفلسطينيونبغزة بأنفسهم محارق أكبر لأننا سنستخدم كل قوتنا للدفاع عن أنفسنا».. من ناحية أخرى يختتم كووك كتابه بالتعليق على حل الدولتين، المطروح الآن بقوة، لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، الذى يراه كووك مستحيلاً، بسبب «صهيونية» إسرائيل، التى لن تسمح «لا بدولة واحدة ولا بدولتين».. ما الحل إذاً؟ يرى المؤلف أن الحل «توجيه طاقتنا لفعل شىء أكثر نفعاً: نزع المصداقية عن إسرائيل كدولة يهودية وتشويه سمعتها، ومعها الإيديولوجيا الصهيونية التى تساندها وتبقيها كذلك.. وبدون وجود الصهيونية لن تكون ثمة عقبة فى قيام دولة واحدة أو دولتين» أى أن كووك يرى أن الحل هو العدالة للطرفين معاً، نزع الصهيونية عن إسرائيل، واسترداد الفلسطينيين حقهم فى الوطن.