زوار القناطر بيزيدوا وإصابات التيفود بتزيد: أصل يوم الفسحة ب50 جنيه «حاجة ببلاش كده»

الثامنة صباحاً هى إشارة البدء بالنسبة لأسر المناطق المجاورة لمدينة القناطر الخيرية، حيث يبدأ توافدهم على منطقة الشلالات، لقضاء يوم من أيام الصيف، باعتبار المنطقة هى شاطئهم المفضل، وذلك عملاً بالمثل الشعبى القائل: «على أد لحافك مد رجليك».
يوم كامل قضته «المصرى اليوم» مع ما يقرب من 20 أسرة حرمتهم ظروفهم المادية من ارتياد المصايف والمدن الساحلية، فاستعاضوا عنها بشاطئ الفقراء.. تعاملوا مع النهر باعتباره بحرهم، فأقاموا الخيام والشمسيات، مفترشين الخضرة بالملاءات والحصر، يطلقون العنان لخيالهم فى تصور المنطقة وكأنها شاطئ العجمى فى الإسكندرية.
150 شخصاً هم حجم استيعاب شاطئ القناطر، كما اصطلح الأهالى على تسميته، تزيد فى أيام العطل والإجازات الرسمية إلى ضعف هذا العدد، والكل يتحمل تحت شعار: «أهو الصيف كده يحب الزحمة والميه».
لم ينتبه أى من سكان المنطقة أو الوافدين للتصييف فيها إلى الخطورة التى تحيط بهم، بسبب انتشار عدوى الإصابة بالتيفود، والتى اجتاحت مؤخراً عدداً من قرى القليوبية، ولم يفكر أحدهم فى احتمالات العدوى، التى تزيد بنسبة 100٪ بسبب انتشار باعة القهوة والشاى والمشاريب، والتى يعتمدون فى جزء كبير منها على المياه الملوثة.
أم عمر «55 عاماً»، حرصت على اصطحاب أبنائها ال6 من قرية «ذات الكوم» فى 6 أكتوبر، لقضاء يوم الإجازة فى مياه القناطر ، رغم ما يتردد عن تفشى عدوى التيفود فى بعض قرى القليوبية، وبررت عدم خوفها ب: «مافيش أمراض ولا حاجة، أنا باجى مع الولاد مرتين فى الشهر، واليوم الواحد فى مصيف القناطر بيقف عليا ب50 جنيه، يعنى حاجة ببلاش كده، والأولاد بيرجعوا مبسوطين، ده غير إن القناطر قريبة وبناخد أكلنا معانا وساعات بنصطاد سمك ونشويه على الشط».
بالمنطق نفسه، جاءت حنان محمد، ربة منزل، بصحبة أطفالها من إمبابة، إلى منطقة الشلالات فى القناطر الخيرية، وقالت: «رغم أن الميه مش نضيفة ومليانة طين وفيه قمامة حوالين الخيم، لكن كله يهون عشان رخص المصيف.. وده بصراحة اللى بيشجعنا إننا نيجى».
وجاء أحمد السيد من بنها بصحبة عدد من أصدقائه للعوم وصيد السمك، وقال: «أعلم أن التيفود منتشر فى القليوبية، بس نعمل إيه، الواحد عايز يخرج يوم أجازته، وبناخد حذرنا ومش بنشرب من مية النيل، وأهوه ربنا بيستر».