على الرغم من مبادرات الإصلاح التى يتولاها وزير الإعلام من أجل تعديل مسار الإعلام عموماً والدراما التليفزيونية خصوصاً، فإن الوكالات الإعلانية لا تزال هى المتحكم الأول فى رسم وتحديد سياسات العرض لكل الأعمال الدرامية على شاشات التليفزيون المصرى، وهذا طبيعى بمنطق السوق، فبعد إنشاء وكالة «صوت القاهرة للإعلان» وعملها كوسيط بين طرفين هما: الوكالات الإعلانية والتليفزيون المصرى، كان من المتوقع أن تقلل هذه الخطوة من سطوة الإعلان، وإفساح المجال لتحديد أماكن ومواعيد العرض بناء على معايير فنية بحتة بعيدة عن المعلن، الذى ينساق وراء النجم بصرف النظر عن المستوى الفنى للعمل، إلا أن كل هذا لم يحدث، بل ازدادت سطوة المعلن لدرجة جعلته يحدد أماكن عرض بعض الأعمال الدرامية وربما مواعيد العرض أيضا. السرية والعمل فى صمت هما المبدآن اللذان اتفق عليهما كل مسؤولى وكالات الإعلان بشكل ضمنى خلال تلك الفترة على وجه التحديد، وهم يرفضون الحديث عن أى تفاصيل بخصوص خططهم فى توزيع الإعلانات على أعمال رمضان. أحد كبار المنتجين المخضرمين تحدث عن إشكالية الإعلان فى التليفزيون المصرى طالباً عدم ذكر اسمه، فقال: هناك شواهد كثيرة تؤكد أن هناك بعض التعاقدات ترتكز على المجاملة وكمثال شراء التليفزيون المصرى العديد من الأعمال التى لا تزال قيد التصوير دون أن يشاهد حلقات منها، ومنها مسلسلا «قانون المراغى» و«كلام نسوان» اللذان لا يوجد نجوم سوبر ستار فيهما، وذلك لمجرد أن المنتج هو محمود بركة منتج «البيت بيتك»، وهذا يعنى أن بعض التعاقدات تستند للخواطر وليس للتقييم الفنى. وأشار المصدر نفسه إلى أن وكالة صوت القاهرة لم تضف جديداً بل انتزعت حق التعاقد مع الوكالات الإعلانية من القطاع الاقتصادى لتمارسه بمفردها تاركة للقطاع الاقتصادى مهمة تسويق أعمال الاتحاد فقط داخل وخارج مصر، وبالتالى أصبحت وكالة «صوت القاهرة» مجرد وسيط بين التليفزيون وعدة وكالات أهمها «الأهرام» و«طارق نور» و«عمرو عفيفى». وذكر المصدر نفسه أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون إذا كان يحقق ربحاً من وراء وكالات الإعلان ولا يزال محتفظاً بسعر أفضل للدقيقة الإعلانية، فهذا بسبب نسبة المشاهدة الكبيرة التى يحققها التليفزيون الرسمى، وإذا اعتبرنا ذلك ميزة ومكسباً من الناحية الاقتصادية فإنه يقابله تحكم الوكالات فى رسم خريطة العرض ولو على حساب القيمة والمستوى الفنى. قال المصدر إن اتحاد الإذاعة والتليفزيون حاول 3 مرات على مدار تاريخه أن ينشئ وكالة لجلب الإعلان، لكن كل محاولة كانت تنتهى بالفشل، لأن الوكالات الإعلانية الخاصة تتعامل بمرونة مع المعلن وقد تمنحه هدايا حتى تحصل على إعلانه، بينما يستحيل عمل هذا فى وكالة إعلانات حكومية. وأكد المنتج أحمد الجابرى أن الوكالات الإعلانية هى المتحكمة فى رسم خريطة العرض لكل الأعمال الدرامية، لأنها تبنى إعلاناتها على مسلسلات النجوم.