استقبلت غانا الرئيس الأمريكى باراك أوباما استقبال الأبطال فى أول زيارة يقوم بها لدولة أفريقية من دول جنوب الصحراء منذ توليه الرئاسة، كأول رئيس أمريكى من أصل أفريقى. كان وصول أوباما أمس الأول لحظة مثيرة للمشاعر بالنسبة للأفارقة، وكان فى استقبال أوباما وزوجته وابنتيهما رئيس غانا جون أتا ميلز، الذى انتخب رئيسا فى ديسمبر الماضى فى انتخابات هادئة وشفافة. وصافح أوباما كبار الشخصيات المحلية، وبعضهم كان يرتدى الزى الوطنى التقليدى، وسار لفترة وجيزة على دقات قارعى الطبول التقليدية فى العاصمة أكرا المطلة على الساحل. وقال إن غانا يمكن أن تكون نموذجا للنجاح تحتذى به بقية الدول الأفريقية، وإنه اختار زيارتها فى أعقاب قمة مجموعة الثمانى لتوضيح أن «أفريقيا ليست معزولة عن شؤون العالم»، معتبرا أن اقتصاد البلاد تمت إدارته «بشكل جيد». وازدحم الغانيون فى الشوارع المظلمة الواقعة حول المطار على أمل إلقاء نظرة على أوباما أفريقى الأصل. وقال سائق غطى حافلته بصور أوباما: «إنها لحظة عظيمة لغانا وأفريقيا، وعلينا أن نحتفل». بينما قالت أخرى فى الثمانينيات من عمرها: «أريد رؤية أول رئيس أمريكى أسود قبل موتى، وبعدها يمكننى أن أستريح فى قبرى لأننى عشت لليوم الذى رأيت فيه رجلا من أكثر الشخصيات نفوذا فى العالم يزور البلاد». ومن المقرر أن يلقى أوباما كلمة أمام البرلمان الغانى قبل زيارته قلعة «كيب كوست»، التى استخدمت فى تجارة العبيد عبر الأطلسى، وسيقضى أوباما وعائلته أقل من 24 ساعة فى الدولة الأفريقية قبل عودته إلى الولاياتالمتحدة. وقال أوباما قبل مغادرته إيطاليا وبعد لقائه بابا الفاتيكان، إن جزءا من سبب سفره إلى غانا هو «وجود ديمقراطية عاملة هناك ورئيس جاد بشأن تقليص الفساد»، هذا بخلاف النمو الاقتصادى الذى وصفه أوباما بال«كبير»، وساعدت الإصلاحات الاقتصادية فى غانا الشهيرة بإنتاجها للكاكاو والذهب والتى تستعد لبدء ضخ النفط العام المقبل، على اجتذاب استثمارات ونمو بشكل لم يسبق له مثيل قبل تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية.