سجل الرئيس الأمريكى باراك أوباما لحظات تاريخية، بمجرد أن حطت طائرته الرئاسية فى مطار «كوتوكا» الدولى فى غانا، حاملة أول عائلة من جذور أفريقية، تسكن البيت الأبيض، وتدفقت الجماهير، متحدية الطرق المغلقة والأمطار الغزيرة، مرحبة ب«عودة ابن القارة السوداء»، واستحوذت الزيارة على وسائل الإعلام فى أكرا عاصمة «غانا» واحتفت مانشيتات الصحف بالاختيار الذى أجمع مراقبون على كونه يأتى من منطلق رصيدها الديمقراطى، مقارنة بالدول الأفريقية المجاورة. من ناحية أخرى، تأتى زيارة أوباما لأكرا لتؤكد دوافعه لاختيار القاهرة التى وجه منها خطابه للعالم الإسلامى، والتى تتمثل فى تغيير الصورة النمطية للولايات المتحدةالأمريكية. وكان وصول أوباما إلى أكرا، أمس الأول، لحظة مثيرة للمشاعر بالنسبة للأفارقة، خاصة بعدما أعلن أن غانا يمكن أن تكون نموذجاً للنجاح تحتذى به بقية الدول الأفريقية، وأنه اختار زيارتها فى أعقاب قمة مجموعة الثمانى، لتوضيح أن أفريقيا ليست معزولة عن شؤون العالم. وازدحم الغانيون فى الشوارع المظلمة الواقعة حول المطار على أمل إلقاء نظرة على أوباما أفريقى الأصل، وقالت عجوز فى الثمانينيات من عمرها: «أريد رؤية أول رئيس أمريكى أسود، قبل موتى بعدها يمكننى أن أستريح فى قبرى لأننى عشت لليوم الذى رأيت فيه رجلاً من أكثر الشخصيات نفوذاً فى العالم يزور البلاد». ومن المقرر أن يلقى أوباما كلمة أمام البرلمان الغانى قبل زيارته قلعة «كيب كوست» التى استخدمت فى تجارة العبيد عبر الأطلنطى، وسيقضى أوباما وعائلته أقل من 24 ساعة فى الدولة الأفريقية قبل عودته إلى الولاياتالمتحدة.