بدأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما يوم السبت زيارته الرسمية إلى غانا التى وصلها مساء الجمعة حيث ألقى كلمة أمام البرلمان وزار قلعة تاريخية تشكل رمزا لفترة تجارة العبيد فى القارة الأفريقية. ونقلت صحيفة الإندبندنت عن عدد من المواطنين الغانيين قولهم «نحن نحب أوباما نريده أن يحكم كل الدول الأفريقية». وأضافت الصحيفة أن الآلاف من سكان العاصمة اشتروا قمصانا تحمل صورة أوباما أو صورة العائلة الرئاسية الأمريكية، حيث يحظى الرئيس الأمريكى ذو الأصول الإفريقية بشعبية عالية. وتحدث أوباما أمام البرلمانيين عن الديمقراطية والتنمية خلال زيارته الرسمية التى تستغرق 24 ساعة وهى الأولى له إلى دولة فى أفريقيا جنوب الصحراء منذ توليه مهامه. كما أجرى أوباما محادثات مع نظيره جون اتا ميلز الذى تولى السلطة فى يناير ثم يزور مستشفى لمرضى الملاريا. وقد وصل الرئيس الأمريكى وزوجته ميشيل، التى تنحدر من عائلة تعرضت للعبودية، إلى غانا الجمعة الماضي قادما من ايطاليا حيث شارك فى قمة مجموعة الثمانى. واختار أول رئيس أسود للولايات المتحدة غانا، المستعمرة البريطانية السابقة على الساحل الغربى لأفريقيا، بسبب رصيدها فى مجال الديمقراطية والاستقرار فى العقد الماضى. يُذكر أن غانا مرت منذ الاطاحة برئيسها الأسبق كوامى نكروما فى 1964 بفترة من اضطرابات السياسية، انتهت فى 1983، لتدخل بعدها البلاد مرحلة استقرار ديمقراطى جعلتها نموذجا بين الدول الأفريقية. وقال أوباما قبل مغادرته إلى أكرا «أحد أسباب زيارتنا إلى غانا هو وجود ديمقراطية فاعلة فى هذا البلد ورئيس جاد فى تقليص الفساد، كما أنها سجلت نموا اقتصاديا كبيرا». واضاف «أود أن أؤكد نقطة أنه فى حال كانت الحكومة مستقرة ولا تخوض نزاعات قبلية وتعطى شعبها الثقة والأمن فانها ستكافئ على عملها». يُذكر أن حكومة غانا خفضت نسب الفقر فى البلاد من 52% إلى 28% خلال الفترة من 1992 و2006، بحسب ما ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية. وكان الرئيس الأمريكى قام بدور أساسى خلال قمة مجموعة الثمانى فى إقناع حوالى 30 دولة بتخصيص عشرين مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام لمكافحة الجوع فى العالم، لاسيما مساعدة المزارعين على زيادة محاصيلهم فى الدول النامية. وقال أوباما فى إيطاليا «ليس هناك أى سبب يمنع أفريقيا من أن تحقق الاكتفاء الذاتى حين يتعلق الأمر بالغذاء». زار أوباما وزوجته ميشيل قلعة فى كايب كوست (على بعد 160 كم غرب اكرا) تشكل رمزا للعبودية، بناها السويديون واستخدمها الدنماركيون ثم البريطانيون. كما ألقى الرئيس كلمة فى هذه المناسبة فى هذه القلعة الواقعة على البحر والتى انطلق منها آلاف الأفارقة إلى أوروبا وأمريكا وجزر الكاريبى فى «رحلة بدون عودة». من المعروف أن البرتغاليين الذين كانوا أول من نزل من الأوروبيين على شواطئ غانا قاموا ببناء عدد من القلاع لتصبح مراكز تجارة الرق، كان من أشهرها قلعة المينا فى 1481، والتى استخدمها البريطانيون بعدهم حتى القرار البريطانى بمنع تجارة الرق فى1807. ومن ناحيتها، أعربت بيتى مولد دريسو وزيرة العدل فى غانا عن أملها فى أن تسهم زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لبلادها فى تعزيز العدل والحكم الرشيد.