عاودت البورصة الانخفاض الحاد أمس تحت ضغط من المبيعات المكثفة من قبل المستثمرين الأجانب فيما فشلت مشتريات المصريين والعرب فى وقف نزيف الخسائر وسط تواجد ضعيف للمؤسسات بعد يوم واحد من الصعود. وتأثرت التعاملات بالانخفاضات الملحوظة فى الأسواق العالمية خاصة الأمريكية والأوروبية، وأغلق المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «egx30» على هبوط 4.38% فاقدا 253 نقطة ليستقر عند 5524 نقطة، فيما انخفض مؤشر الاسعار «egx70» 2.5% بفعل انخفاض اسعار إغلاق 145ورقة مالية فى مقابل ارتفاع 19 ورقة أخرى، واستحوذت المؤسسات على نسبة تقل عن ثلث التعاملات الاجمالية فيما وصفه المتعاملون بالإحجام من جانب المؤسسات عن ضخ سيولة فى السوق. وتجاوزت التعاملات الاجمالية 1.1 مليار جنيه، وسط انخفاض جماعى للأسهم القائدة بنسب تراوحت بين 1 و6% ولم تشهد أسهم المؤشر الرئيسى اى ارتفاعات. وتصدرت الانخفاضات فى الأسهم القائدة أسهم اوراسكوم تليكوم واوراسكوم للانشاء والمجموعة المالية هيرمس والبنك التجارى الدولى ومجموعة طلعت مصطفى. وكان أكبر الانخفاضات من نصيب أسهم بنك المؤسسة العربية المصرفية والبنك الوطنى المصرى وشركة الملاحة الوطنية والبنك المصرى لتنمية الصادرات بنسب تراوحت بين 7 و19%، فى المقابل كانت الارتفاعات الأكبر من نصيب اسهم زهراء المعادى للاستثمار والسويس للاكياس وآمون للادوية والعامة لصناعة الورق راكتا بنسب ارتفاع بين 4 و13%. وقال حنفى عوض المدير التنفيذى لاحدى شركات الاوراق المالية إن السوق تأثرت بالانخفاضات الحادة بالاسواق العالمية، مؤكدا عدم وجود اى أحداث داخلية لها تأثيرات سلبية، غير أن بعض المستثمرين اتجهوا لعمليات بيع تخوفا من الهبوط خاصة فى ظل عدم دخول المؤسسات المحلية فى السوق بقوة. واتفق معتصم الشهيدى العضو المنتدب لاحدى الشركات مع الرأى السابق، مؤكدا عدم وجود مؤشرات سلبية للسوق المصرية، مشيرا إلى ان هبوط أمس يرجع إلى عمليات البيع من قبل الأجانب. من جانب آخر قال حسام أبوموسى، مدير الاستثمار بشركة «أكتيس»، إن استراتيجية الصندوق الاستثمارية فى مصر تركز على 4 قطاعات يتصدرها القطاع الاستهلاكى والقطاع المصرفى إلى جانب القطاع الصناعى، وأخيرا قطاع الخدمات، والتى لم يتم الاستثمار فيها حتى الآن، لكن الصندوق يبحث فرصا جيدة فى السوق المصرية. وأضاف أن القطاع المصرفى لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية بسبب الإصلاحات التى تمت على مدار السنوات الماضية، فى إشارة إلى صفقة الاستحواذ التى نفذتها الشركة أمس، على 50% من حصة ريبللود فى البنك التجارى الدولى فى صفقة قيمتها 244 مليون دولار. أعلنت شركة أكتيس أمس عن استحواذها على 50% من حصة ريبللود فى رأسمال البنك التجارى الدولى الذى يرأسه هشام عز العرب لتنخفض حصة ريبللود فى البنك الى 9.3% على أن تدخل شركة أكتيس مساهما فى البنك بحصة مماثلة. ومن المقرر أن يتم تنفيذ الصفقة فى بورصة لندن على شهادات الإيداع الدولية الخاصة بالبنك والمتداولة هناك خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث تستحوذ «اكتيس» على 27.3 مليون شهادة إيداع دولية بسعر 8.9 دولار للشهادة. وكشف مسؤول طلب عدم ذكر اسمه عن أن صندوق أكتيس كان يستهدف الاستحواذ على حصة أكبر، لكن القواعد المنظمة لعمل البنوك تمنع الاستحواذ على حصة تزيد على 10% مما دفع الصندوق للاستحواذ على 9.3% من رأسمال البنك. وعلمت «المصرى اليوم» أن المجموعة المالية هيرمس لعبت دور مستشار المشترى فى صفقة استحواذ شركة اكتيس على اسهم البنك التجارى. وقال مصدر فى البنك التجارى الدولى إنه لا نية لزيادة عدد أعضاء مجلس إدارة البنك بعد إتمام الصفقة، ومن الممكن أن تتنازل ريبل وود عن أحد مقعديها فى المجلس للشركة بعد ثلاثة أشهر، ولا توجد نية لزيادة رأسمال البنك فى الوقت الحالى، علما بأنه يبلغ 5 مليارات جنيه.
