«عداء الإسلام».. ظاهرة جديدة أم قنبلة موقوتة صنعها المهاجرون

أعادت مأساة مروة الشربينى، التى راحت ضحية للعنصرية، بسبب «أرجوحة أطفال»، الجدل حول أوضاع المسلمين فى الغرب، ما لهم وما عليهم، بداية من مطالباتهم بحرية ممارسة عقيدتهم، مرورًا ببناء المساجد، ووصولاً إلى تمسكهم بإقامة المآذن ورفع الأذان، قتلت مروة لمجرد أنها تجرأت وطلبت أن يجلس طفلها بجوار ابنة أحد المواطنين الألمان على الأرجوحة،
وفتحت بابًا واسعًا للنقاش بين أولئك الذين يرون أن «العداء للإسلام» ظاهرة حديثة أفرزتها «الحرب ضد الإرهاب»، وأولئك الذين يؤكدون أنها «قنبلة موقوتة»، صنعها «الجيلان الثانى والثالث» من الجاليات المسلمة بالخارج.
ففى حين يخوض السويسريون جدلا كبيرا حول إقامة المآذن، تحولت المساجد نفسها فى ألمانيا إلى إشكالية كبرى، رغم الإقرار دستوريًا بحرية ممارسة المعتقدات الدينية، فأقيمت لها الندوات، وألفت من أجلها الكتب، وبالرغم من اندماج الجاليات المسلمة منذ عقود طويلة فى نسيج المجتمع الألمانى، لم يكن الجدل حول بناء المساجد بهذه القوة التى يحظى بها الآن،
وهو ما فسره مراقبون ب«ظهور أجيال جديدة من الجالية المسلمة»، الأمر الذى اهتمت به مؤسسة «هيربيرت كفانت» الألمانية، المعنية بحوار الأديان، فخصصت له ندوة فى كولونيا مؤخرًا، دعت لها ممثلين عن الجالية الإسلامية وباحثين فى حوار الأديان، وعرضت لكتاب صدر خصيصًا لتناول مسألة «المساجد فى ألمانيا».
صحيح أن الدستور الألمانى يكفل بناء المساجد، لكن فئة من المجتمع ترى المساجد بشكلها التقليدى وعمارتها الشرقية لا تتماشى وطبيعة الثقافة الألمانية، وتؤثر سلبًا فى النسق الهندسى والمعمارى، وهو ما لا يجمع عليه الألمان بأى حال، إذ يرى بعضهم أن بناء المساجد حق دستورى للجاليات الإسلامية، التى تعتبر بدورها أن إقامة المساجد من أهم وسائل اندماجهم فى المجتمعات الغربية.
وبررت كرستينا شيرماخر، الباحثة فى القضايا الإسلامية، الجدل المعاصر بأن هذه المسألة لم تكن ضمن أولويات ما وصفته ب«الجيل الأول» من المسلمين الذين وفدوا إلى ألمانيا، ونقل عنها موقع «دويتشه فيله» الألمانى، قولها إنه «تم تجاهل هذه المسألة خلال العقود الماضية، سواء من قبل المسلمين أو غير المسلمين».