لقى كتاب «فقه الجهاد» للدكتور يوسف القرضاوى، رئيس اتحاد علماء المسلمين، ترحيباً شديداً فى أوساط الإسلاميين من مختلف التيارات الدينية، فبينما وصفته الجماعة الإسلامية بأنه جزء من بناء المراجعات الفكرية والفقهية التى توصلت إليه طيلة السنوات العشر الماضية، اعتبرته جماعة الإخوان المسلمين يمثل الفكر الوسطى وجزءاً أصيلاً من أفكار الجماعة منذ نشأتها. يقول الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «إن طرح الدكتور القرضاوى بشأن الجهاد سبقت إليه الجماعة الإسلامية من خلال مراجعاتها لمفهوم الجهاد، وإن الجماعة تؤيد هذه الأفكار وترى أنها حصيلة جهد جهيد وفكر ناضح». وأضاف الدكتور ناجح: من أهم ما وفق فيه الدكتور يوسف القرضاوى فى كتابه، أنه حدد 4 نقاط يقاس على أساسها مدى موافقة هذا الجهاد لما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية، وهى: متى يكون الجهاد؟ وأين يكون؟ ولمن يوجه؟ مع تحديد النية الصادقة لمن يمارسونه. واستطرد أن الدكتور القرضاوى فطن من خلال تأصيله هذا المفهوم إلى أن بعض الحركات الإسلامية تجاهد فى المكان والزمان الخطأ وأنها توجه جهادها أيضاً إلى المكان الخطأ. وضرب مثالاً لذلك من خلال تعمد بعض هذه الحركات قتل المدنيين، رغم أن أبجديات فقه الجهاد عدم قتل مدنى «رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً أو صانعاً أو تاجراً». ولفت إلى أن الدكتور القرضاوى وصل إلى قناعة فى غاية الأهمية فحواها أن الجهاد لا يمكن أن تمارسه إلا شريحة خاصة، وألا يكون موجهاً لعامة الناس، وهذا ما وقع فيه تنظيم القاعدة من خلال عمليات فى إندونيسيا والدار البيضاء والرياض والجزائر. وحول أهمية طرح الدكتور القرضاوى قال عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «إن هذا الكتاب سوف يكون نواة جيدة لتعليم الأجيال المقبلة الحلال والحرام فى هذا الباب المهم الذى ضل من خلاله كثيرون». وتوقع أن يصل تأثير هذا الكتاب إلى المسلمين فى كل مكان وبالتالى سوف يكون بصمة حقيقية فى الفكر الإسلامى واجتهاداته. وقال الدكتور السيد عبدالستار المليجى، القيادى البارز فى جماعة الإخوان المسلمين: هناك عدد من الملاحظات نأخذها على الكتاب، منها أنه تحدث عن رؤية بعض المجموعات للجهاد مثل السلفية الجهادية، وتنظيم القاعدة، والحكومات والمؤرخين والفقهاء، دون أن يتحدث عن مفهوم الجهاد عند جماعة الإخوان المسلمين. وختم الدكتور المليجى كلامه بأنه ما زال يستخدم لفظ الجهاد بطريقة غير واضحة فى كتابة فمرة يستخدمه بمعنى القتال، وهو المعنى العام، ومرة أخرى يستخدمه بمعنى جهاد النفس ضد الأعداء والجهاد بالكلمة، وربما تكون كل هذه التوصيفات زادت المعنى إبهاماً، وأضاف أنه وقع فى خطأ عدم مناسبة ألفاظه ومصطلحاته لمؤسسات الدولة الحديثة، فتحدث عن أن الجهاد عمل جماعى وليس فردياً وبالتالى لم يتحدث عن القوات المسلحة على اعتبارها المنوطة بهذا الجهاد فى نموذج الدولة الحديثة. وقال الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين: «إن طرح د. القرضاوى كان معتدلاً لمفهوم الجهاد، نظراً لأن شخصيته تحظى بثقة واعتدال وشعبية عالمية، ولأن مواقفه الثابتة والمعتدلة أهلته لهذا المكان». وأضاف أن مواقفه ووسطيته سوف تؤثر إيجابياً على مراجعات الجماعات الإسلامية النشطة، التى تمارس عنفاً تحت دعوى الجهاد. ولفت، إلى أن كتابه سوف يؤثر فى وجدان الملايين، لأنه بمثابة مرجع سيذكره التاريخ لرجاحة عقلة وفقهه وعلمه. وعن رأيه فى مجمل ما نشر فى كتاب فقه الجهاد، قال عضو مجلس شورى الجماعة: «تناول القرضاوى مفهوم الجهاد بهذه الأسانيد سوف يؤثر فى جميع الحركات الإسلامية».