هو واحد من أبرز فرسان الرواية الرومانسية فى مصر والعالم العربى وأحد أعمدة الرواية العربية التى امتدت مسيرته فيها من عام 1947م إلى عام 1970م بدأها بروايته «لقيطة» وأنهاها برواية «قصة لم تتم» وعبر هذه المسيرة الممتدة على مدى ربع قرن أثرى محمد عبد الحليم عبدالله المكتبة العربية بسبع وعشرين رواية شكلت إغواء للسينمائيين وصناع الدراما فتحول العديد منها إلى أعمال فنية ومنها فيلم «ليلة غرام» عن رواية «لقيطة» وفيلم «عاشت للحب» عن «شجرة اللبلاب». فضلا عن أفلام حملت الاسم الأصلى وهى «غصن الزيتون» و«سكون العاصفة» و«الليلة الموعودة» لقد عنى عبد الحليم عبد الله فى رواياته بالتعرض لآمال وهموم الفلاحين وتطلعات وهموم أبناء الطبقة البرجوازية والقروى فى مواجهة المدينة فضلا عما كانت تتميز به شخصياته الروائية بنزوعها إلى المثالية والفضيلة. وكانت المرأة فى أعماله إيجابية ومحركة للأحداث وفى مرحلة النضوج زاوج بين الرومانسية والواقعية غير أن هذا لم يكن ليشغله عن الهموم العامة والقضايا الكبرى ولدى ابنته الإعلامية السيدة حنان عبد الحليم عبدالله نجد الخبر اليقين عن حياة هذا المبدع الكبير فهو مولود فى 20 مارس من عام 1913م فى قرية كفر بولين التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة. التحق بكتاب القرية وأتم حفظ القرآن وتلقى تعليمه الأولى فى دمنهور ثم أتم تعليمه الثانوى فى القاهرة وتخرج فى كلية دار العلوم عام 1937م وعمل محررا فى مجمع اللغة العربية وقد بدأ مسيرته الإبداعية بكتابة الشعر لكنه تحول إلى القصة والرواية وقد حظى بالكثير من أوجه التقدير ومنها جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية لقيطة وجائزة وزارة المعارف عن روايته «بعد الغروب» وجائزة دار الهلال عن قصة «ابن العمدة» وجائزة الدولة عن روايته «شمس الخريف» كما منح اسمه بعد وفاته وسام الجمهورية عام 1972 ولكن ما من أثر يدل عليه فى محافظته فلم تهتم الدولة بتحويل منزله هناك إلى متحف ولم تقم احتفالية لإحياء ذكراه مثلما أقيمت لغيره ومما تضيفه لنا ابنته السيدة حنان عبدالحليم أنه أثناء دراسته فى دار العلوم كتب أولى محاولاته الروائية تحت عنوان «غرام حائر» لكنه لم يكن راضيا عنها ولم ينشرها فى حياته وقد نشرتها أسرته بعد رحيله توثيقا لمسيرته وقد توفى (فى مثل هذا اليوم) من عام 1970 عن عمر يناهز السابعة والخمسين بانفجار فى المخ أثناء إحدى زياراته لقريته التى أحبها وفاضت روحه فى مستشفى دمنهور ودفن فى قريته نزولا على وصيته.