اتفق الكثيرون ممن أطلعوا على رواية أهداف سويف "خارطة الحب" على أن هذه الرواية دارت حول قصة حب بهدف التخفيف من رسالتها السياسية, وكان هناك اتفاق عام على أنها رواية رومانسية ذات رسالة كما يسميها الفرنسيون, فالموضوع الرئيسى لهذه الرواية هو تأثير الاستعمار الخانق والتدمير الذاتى للمثالية السياسية فى مصر على مدى قرن من الزمان. وعندما ناقشت سويف روايتها مع قراء جريدة الجارديان البريطانية أوضحت أنها أرادت فى المقام الأول أن تكتب قصة رومانسية وتأتى السياسة فى المقام الثانى، وعلق أحد القراء قائلاً, عندما قرأت هذه الرواية لأول مرة اعتقدت أن السياسة تغلبت على الرومانسية. لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق, وردت سويف قائلة, الرومانسية هى ما اعتقدت أنه أنك بدأت فى كتابة قصة حب، فهل كانت القضية هى فقط أنك لن تستطيع أن توقف نفسك من أن تضفى عليها بعداً سياسياً. كانت أهداف سويف سعيدة بالقول, إن الرواية تشبه نمط "ميلزوبون" فى المنطلق الرومانسى، "سيدة إنجليزية لطيفة كانت تعيش فى القرن التاسع عشر اختطفت أثناء سفرها فى الصحراء المصرية متنكرة فى زى صبى، وتقع فى حب شاب مصرى متشدد استطاع أن يقنع خاطفيها بإطلاق سراحها .. وقد قرأت سويف بعض أعمال ميلزوبون. واستطاعت أن تشخص بشكل أكثر دقة كيف أن القصص الرومانسية بين الشرق والغرب تم تناولها من هذا النوع الداخلى. إحدى القارئات قالت, إنها شعرت بأن ما اهتمت به سويف هو العلاقات بين النساء فى الرواية .. وهذه هى الرومانسية, وكان ذلك المحور السياسى فى الرواية. ووافقت سويف على هذا أيضا. وقالت قارئة أخرى أن ما جعلها تعتقد أن الأمر صعب، هو عندما أعادت سويف "آنا" بطلة الرواية مرة أخرى إلى إنجلترا بعد مقتل زوجها، فانهارت العلاقة بينها وبين ليلى .. وتساءلت ما إذا كانت آنا ستكون سعيدة هناك, كانت تريد أن تعرف الكثير عن حياة آنا عندما عادت إلى إنجلترا. وكانت مصر هى المكان الذى كانت تعيش فيه شخصيات سويف. ووافقت الكاتبة على أن تصوير مصر بالصورة التى قدمتها، وجعلها مكاناً للحدائق الخفية والغرف المبردة والشربات اللذيذ كان نوعاً من المخاطر .. ربما كان هذا انتقائيا, لكنه لم يكن غير صحيح. فقد بدأت سويف قصتها الرومانسية كرواية تاريخية تقليدية ثم بدأت فى سرد قصة حب بين رجل مصرى وسيدة إنجليزية بداية القرن العشرين على عكس كل التوقعات, لكنها شعرت بأنها كانت غير قادرة على التظاهر طوال الرواية أنها عام 1900. فكان ينبغى أن يتم تناول عام 1900 من منظور آخر فى وقت لاحق وهكذا بدأت الحاجة إلى قصة موازية من نهاية القرن العشرين. ودارت الكثير من المناقشات عن لغة الرواية,. وهل شعرت الكاتبة بالحرية أكثر وهى تكتب باللغة العربية؟ أم الإنجليزية؟, خاصة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الدين والجنس والحب, وردت سويف على هذا الأمر قائلة, إنه لا فارق, وتحدثت عن قصة مجيئها إلى إنجلترا كطفلة, وعندما تعلمت القراءة بالإنجليزية لأول مرة قبل أن تعود إلى مصر عندما بلغت الثامنة وإعادة تعلم اللغة العربية مرة أخرى, وحافظت سويف على القراءة باللغة الإنجليزية بسبب تعدد أشكال اللغة العربية المقروءة والمكتوبة, كما أنها كانت محاطة بكتب أمها التى كانت تدرس الأدب الإنجليزى, لكن الرواية أيضا موجهة للمتحدثين باللغة العربية. وسئلت سويف عن القيود السياسية والاجتماعية الموجودة فى العالم العربى,. وهل هذا لا يعنى أنها تشعر بحرية أكبر فى الكتابة بالإنجليزية؟. ولم تكن سويف متأكدة تماماً من هذه القيود المفروضة، ووجدت نفسها تشعر بالقلق ليس حيال أى تابوهات ثقافية, لكنها كانت ببساطة تشعر بالقلق حيال ما قد يشعر به أباؤها تجاه المشاهد فى خيالها, وأوضحت أنها تعرضت للهجوم فى مصر لتناولها بشكل دقيق علاقة جنسية فى إحدى روايتها لأنها لم تكتبها بالعربية, وكأنها تريد أن تقول شيئاً ما للقادة الغربيين, وهو أن على المصريين أن يتحدثوا عن هذا الأمر بين أنفسهم, لا أعتقد أن هناك فرق فى الكتابة بين العربية والإنجليزية.