سألنى زميل شاب عن مواصفات المدير الناجح أو رئيس العمل الناجح، وكذلك عن مواصفات رئيس العمل الفاشل. قلت له، لنتكلم عن الناجحين من رؤساء العمل أولا. لقد حرصت الشركات العملاقة فى العالم وكذلك معاهد علوم الإدارة على مدى سنوات عديدة على وضع قواعد للإدارة ومواصفات للمدير أو رئيس الشركة أو المؤسسة الناجح، من هذه المواصفات القدرة على جعل الآخرين يشعرون بالفخر من الانتماء إليه، أن يغرس الإيمان والاحترام والثقة فى نفوس من يتعامل معهم، أن يملك القدرة على بث الحماس فيمن حوله تجاه كل مسؤولية أو واجب يكلف به، أن ينقل للعاملين تحت إشرافه الإحساس بأن تأدية العمل رسالة مقدسة، أن يستخدم التفويض لتوفير فرص العمل للآخرين، أن يستمع بانتباه ويعطى العناية لما يقوله الآخرون. من صفات رئيس الشركة أو المؤسسة الناجح، أن يلتزم ويحفظ عهوده، أن يفى بالمواعيد المحددة وينهى المهام فى وقتها، أن يتحمل تصرفاته ويقبل مسؤولية تحمل الأخطاء، وألا يخاف من الاعتراف بأخطائه أمام المسؤولين، وأن يكون لديه القدرة على الاحتفاظ بأعصابه عندما تنهال عليه المشاكل، وأن يلتزم بميثاق أخلاقيات العمل والقيم الأخلاقية، وأن يفعل الصواب أخلاقيا ومعنويا، وألا يسىء استخدام الإدارة الممنوحة له، وأن يحترم آراء الآخرين وأعمالهم ولا يحط من شأنها بصرف النظر عن وضعهم الوظيفى. قلت لزميلى الشاب، إن الطراز القديم من رؤساء العمل يظنون أن وظيفتهم، السيطرة على الآخرين، لكن عليهم أن يتفهموا جيدا أنه يجب عليهم التخلى عن التحكم والسيطرة لكى يحصلوا على نتائج إيجابية. أما المدير أو رئيس المؤسسة السيئ، فهو على النقيض من ذلك، لأنه صاحب شخصية ضعيفة، يرتبك عندما يتعرض لمشكلة حقيقية، يصدر قرارات هزيلة لمجرد إرضاء الآخرين، يتخبط فى تصرفاته، لا يعرف ماذا يريد بالتحديد، ولا يعرف العاملون معه ماذا يريد، يدارى فشله ببيانات كاذبة عن نجاح مؤسسته، يدعى أن المؤسسة فى عهده حققت ما لم تحققه من قبل، أعرف أحدهم كتب عنه رئيس المؤسسة السابق منشورا وزعه على العاملين فى المؤسسة الذين يبلغ عددهم الآلاف كما علقه بجوار ساعة توقيع الموظفين وبجوار أبواب المصاعد حتى يضمن أن يقرأه جميع العاملين بالمؤسسة وبعدها لم يتحمل وجوده فنفاه إلى مكان خارج المؤسسة، المضحك المبكى أن هذا المنفى عاد مرة أخرى ليدير هذه المؤسسة، بالطبع بعد أن خرج الرئيس السابق إلى المعاش. المدير الفاشل هو الذى لا يتعب نفسه بابتكار الأساليب لتطوير وتنمية المؤسسة، فهذا عمل شاق لا يجب أن يشغل باله به، فهو جاء فى ظروف لن تتكرر، وبالتالى عليه أن يستفيد من هذه الظروف خاصة أنه لا يعلم، إلى أى مدى سيكون موجودا فى هذا المكان الذى يأكل منه «البغاشة». فالعمولات بالملايين وكل يوم يمر على وجوده فى هذا المكان يزيد من رصيده فى البنوك، وهو لا يهمه إذا كان يحافظ على أرصدة الشركة أو المؤسسة التى يديرها، المهم أن يحصد أكبر المبالغ الممكنة، حتى لو كان فى سبيل ذلك يبيع بعض أصول المؤسسة من أراض أو مبان أو آلات أو غيرها، فالعمولات هى الأهم. قلت لصديقى، تسألنى عن مواصفات المدير الناجح والمدير الفاشل، ويجب أن أشير لك إلى نقطة مهمة ننظر لها كمصريين بعين الاعتبار، يجب ألا ينظر المدير وهو الشخصية الأكبر فى المؤسسة إلى ما بين أيدى الآخرين أو مكاسبهم أو مناصبهم. فالمفترض أنه صاحب أكبر منصب، وببساطة التعبير البلدى، أنه كبير «العيلة» أو المؤسسة أو الشركة التى يرأسها، كما أن عليه ألا يدخل فى صراعات مع رؤساء القطاعات أو المديرين الأصغر فى مناصبهم لأنه يفترض أنه ليس طرفا، بل هو حكم بين الجميع. كل هذه المواصفات يا صديقى العزيز فى الجزء الأول يجب أن تتوافر فى المدير الناجح، أما الصفات الموجودة فى الجزء الثانى من المقال فهى لا تتوافر إلا فى المديرين الفاشلين فحسب.