تحولت «جلسة التعارف» التى دعا إليها حمدى خليفة، نقيب المحامين مساء أمس الأول، فى مقر النادى النهرى بالمعادى، بين أعضاء المجلس الجديد إلى اشتباكات وتبادل الألفاظ النابية بين بعض أنصار سامح عاشور النقيب السابق والمحامين بعد توجيه عدد من الاتهامات ب«الفساد المالى» للمجلس السابق، خاصة فى مشروع علاج المحامين. انتهى اللقاء إلى إصدار عدد من التوصيات وتأجيل تشكيل هيئة المجلس إلى الخميس المقبل، على أن يكون اللقاء فى مقر النقابة العامة فى وسط البلد، واتفقوا على البدء فى منظومة مالية جديدة وفتح باب علاج المحامين لمدة شهر، بالمنظومة المالية القديمة مؤقتاً، حتى تتم تسوية حسابات المستشفيات القديمة ووضع ضوابط مالية جديدة. بدأت الجلسة بكلمة لنقيب المحامين، أكد فيها ضرورة العمل الجماعى، على استقلال النقابة والعمل فوراً فى البرنامج الانتخابى، وطرح أى خلافات حزبية أو شخصية خارج النقابة، مشيراً إلى أنه لن يهمش أحداً أو يترك أحداً يستحوذ على النقابة ثم أعطى خليفة الكلمة لجميع أعضاء المجلس للتعريف بأنفسهم ساد خلالها التوافق بين أعضاء المجلس، حيث أكد خلالها الأعضاء ضرورة الحفاظ على وحدة النقابة، مشددين على الدور القومى للنقابة. وقال خليفة إن النائب عمر هريدى محامٍ فقط وعضو مجلس نقابة عندما عرفه النقيب على زملائه، وأضاف أنه يسعى إلى نقابة مستقلة بلا تحزب أو سياسة، داعياً الجميع إلى خلع رداءه الحزبى على أعتاب النقابة، بينما دعا محمد طوسون مسؤول ملف نقابة المحامين بجماعة الإخوان المسلمين، إلى العمل فوراً على تقديم خدمات مميزة للمحامين. وركز بعض أعضاء المجلس على المخالفات المالية للمجلس السابق، الأمر الذى جعل بعض أعضاء المجلس خالد أبوكريشة وسعيد عبدالخالق يعترضون ثم تصاعد الأمر بعد أن صرخ أحد المحامين قائلاً «أموال النقابة أمانة فى أعناقكم.. حرام ما يحدث فى أموال المحامين» داعياً إلى فتح تحقيق فى «مخالفات مالية» فى المجلس السابق، الأمر الذى أدى إلى إثارة عضوى المجلس، على قائمة سامح عاشور، الفائزين خالد أبوكريشة وسعيد عبدالخالق، اللذين أبديا اعتراضهما على مثل تلك الدعوات، وأعلنا انسحابهما من القاعة لولا تدخل بعض أنصارهما ودخلوا إلى منتصف القاعة وأخذوا يهتفون «سامح سامح»، الأمر الذى أدى إلى وقوع اشتباكات وتبادل للألفاظ، وألقى عدد من المحامين الكراسى على بعضهم البعض، وسط هتافات النقيب «عيب عليكم، لابد أن نحترم بعضنا البعض ونحن نحترم المجلس السابق وندعوه لمعاونتنا والاستفادة من خبراته». استمرت الاشتباكات نحو 15 دقيقة، تبادل خلالها المحامون من أنصار عاشور الضرب والسباب، ولم يسلم منها الصحفيون حيث تعرض جميع الصحفيين للشتائم ومطاردتهم لمنعهم من تصوير ما يجرى، وتعرض طاقم تصوير برنامج «الحياة اليوم» للضرب بعد تصويرهم للواقعة، وحاولوا كسر الكاميرا الخاصة بهم، وبعد اشتداد «المعركة» أمر النقيب الجديد بخروج جميع المحامين والصحفيين من القاعة، وأعلن عن عقده اجتماعاً مغلقاً بأعضاء المجلس لمدة ساعة، فلم يخرج أنصار النقيب السابق، الأمر الذى أدى إلى استدعاء أمن النادى، الذى قام بإخراجهم، واستكمل المحامون شجارهم أمام بوابة القاعة بعد أن تم طردهم. عقد الاجتماع المغلق لأكثر من ساعة ونصف الساعة وظل المحامون خلالها يستمعون للأحداث داخل المجلس من خلال نوافذ القاعة، وسمع خلالها أصوات خلافات حادة بين بعض أعضاء المجلس ثم سمح النقيب بإدخال الصحفيين ليقدم خليفة اعتذار المجلس لهم عن الانتهاكات التى تعرضوا لها فى بادرة طيبة من النقيب والمجلس الجديد، مؤكداً أنه مصمم على أن يدعو وسائل الإعلام فى جميع المناسبات الخاصة بالمجلس لإبداء نوع من الشفافية والعلانية على قرارات المجلس، ثم أكد أن ما شهدته الجلسة الأولى للمجلس لا يعبر عن أحد منه بل عن قلة لابد من تجاوزها، معبراً عن احترامه للمجلس السابق. وعلمت «المصرى اليوم» أن نقيب المحامين، قال خلال الاجتماع المغلق، إنه لا يريد أن يخرج ما حدث من خلافات لأجهزة الإعلام وأن يكون ما حدث «درساً» لهم، وأن يفتحوا صفحة جديدة، وتم تأجيل أى مناقشات عن تشكيل هيئة المجلس، حتى يخرج المجلس بقرارات توافقية، ورد عليه أعضاء المجلس بالتأكيد على استقلالية النقابة، وعزمهم طرح الخلافات جانباً، فردد أحد الأعضاء «أفلحتم إن صدقتم»، بينما قال أحد أعضاء المجلس: إن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد»، وقام النقيب بتقطيع «تورتة» أعدت للاحتفال بأول لقاء للمجلس الجديد، وأمسك السكين وقام بالتلويح بها قائلاً: إذا لم تتفقوا سأذبحكم، سننجح ولن يعرف مجلسنا الفشل. من جانبه علق مجدى عبدالحليم، رئيس حركة «محامون بلا قيود» بأن ما حدث أمر طبيعى ومتوقع، حيث إن كل عضو فى المجلس مازال متمسكاً بمبادئه وميوله السياسية يدافع عنها بعيداً عن الضوابط النقابية. فى السياق نفسه عقد أكثر من 40 من قيادات اليسار، يمثلهم نشطاء لجنة الحريات بالنقابة ورابطة الهلالى اجتماعاً موازياً فى القاعة المقابلة لاجتماع مجلس النقابة شارك فيه أحمد سيف الإسلام، مدير مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان وخالد على وأحمد على وآخرون وضعوا خلاله برنامج عمل هدفه الحفاظ على استقلالية النقابة فى ظل ما سموه «محاولات الحزب الوطنى للسيطرة على النقابة»، وتم الاتفاق على تكوين لجنة ممثلة لجميع المحافظات لتنفيذ البرنامج.