الخنزير.. دائماً مُتهم وللحمه مذاق لحم البشر

يهتم هذا الرجل بالألوان والحيوانات والطيور، كتب عن اللون الأزرق، الدب والغراب، وهذه المرة يؤرخ الفرنسى «ميشيل باستورو» للخنزير، فالأخير الذى أصبح بطلاً سيئ السمعة فى كل مكان بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير،
كان موضوع أحدث مؤلفات «باستورو» الذى حمل عنوان «الخنزير، تاريخ القريب غير المحبوب»، وصدر عن دار نشر «جاليمار»، يرى المؤلف أن ثمة قرابة بيولوجية بين الخنزير والإنسان،
الأمر الذى كان يعلمه أطباء العصور القديمة ومن بعدهم الأطباء العرب فى العصور الوسطى، حيث تتشابه أعضاء الاثنين تماماً من الداخل، حتى إن أنثى الخنزير يُمكنها أن تكون أماً حاضنة أثناء إجراء العمليات الجراحية، الأمر الذى حدث بالفعل فى كندا،
ويتساءل: «أى مشاكل نفسية يمكن أن تعترينا عندما نفكر أنه بوسعنا التواجد فى بطن خنزير؟»، ويُعلن أيضاً فى كتابه أن ثمة تشابهاً بين لحم البشر ولحم الخنزير: «للاثنين المذاق نفسه».
ويرى «باستورو» أن فى دفس الخنزير وجهه دوماً فى الأرض بغرض التفتيش عما يأكله دلالة على التصاق الخطيئة به فى الوقت الذى يعتد به آخرون ويرونه مُفيداً، والكتاب رحلة تاريخية متعمقة تُعالج كل ما يتعلق بهذا الحيوان من العصور القديمة إلى الوقت الحالى ويخلص مؤلفه إلى القول إن هذا الخنزير يستحق احتراماً أكثر للخدمات التى يقدمها!
وحين سُئل باستورو فى حوار أجرى معه عن أنفلونزا الخنازير، أجاب أنه أدرك سريعاً كيف سيتم إلصاق التهمة بالخنزير مع نسيان أن جزءاً من أمراض الحيوانات مصدرها الإنسان نفسه جراء تعامله السيئ معها،
وهكذا يتهم الخنزير ثانية كما اتُهم فى القرن الرابع عشر بأنه السبب فى الطاعون، فعند حدوث أى طاعون تتهم دائماً الفئات المُبعدة أو التى تثير النفور كأصحاب بعض المهن والحيوانات التى لا نحبها: «الغراب، الذئب»، لكن يظل الخنزير دوماً المتهم الأول.