تواصلت أمس عمليات البحث المكثفة فى مياه المحيط الأطلنطى فى محاولات «يائسة» للعثور على طائرة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» التى اختفت أثناء تحليقها فوق المحيط وعلى متنها 228 شخصا يمثلون 32 دولة، أمس الأول، وأعلنت الشركة الفرنسية عن تحديد مكان اختفاء الطائرة، فيما قال طيار برازيلى إنه شاهد «قطعًا محترقة» فى المحيط الأطلنطى. وتشارك فى عمليات البحث سفن وطائرات من فرنسا والبرازيل وإسبانيا والسنغال والولايات المتحدة التى عرضت المشاركة بتقديم المعلومات المستقاة بواسطة الأقمار الاصطناعية. واستمرت عمليات المسح الجوى بأحدث المعدات المتوافرة لدى الطائرات، فيما قررت فرنسا إرسال طائرتين إضافيتين للمشاركة فى أعمال البحث. وأعلن الناطق باسم رئاسة الأركان الفرنسية أن طائرة استطلاع متمركزة فى داكار انطلقت ظهر أمس الأول من العاصمة السنغالية للمشاركة فى عمليات البحث، بإشراف مركز الإنقاذ السنغالى. وأضاف، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»: إن طائرتى فالكون 50 وأخرى «بريجيه أتلانتيك» ستتوجه إلى داكار لتعزيز عمليات البحث. وتصطدم إمكانية الاستعانة بقنوات الرصد بالأقمار الاصطناعية بعائق سوء الأحوال الجوية إضافة إلى اتساع منطقة البحث. وقالت شركة «تى. إيه. إم» البرازيلية للطيران إن طاقم إحدى طائراتها رأى «قطعة محترقة» على سطح المحيط على بعد 1300 كيلومتر قبالة جزيرة فرناندو دى نورنها قبالة الساحل البرازيلى، ولكن القوات الجوية البرازيلية قالت إن سفينة تجارية فى المنطقة لم تجد أى أثر لحطام محترق من الطائرة التابعة ل»إير فرانس». وفى الوقت نفسه، أعلنت القوات الجوية البرازيلية أمس أن طائرات عسكرية برازيلية شاهدت حطاما على بعد 650 كيلومتراً قبالة الساحل الشمالى للبرازيل، يمكن أن يكون جزءاً من الطائرة، وقال متحدث باسم القوات الجوية فى بيان تليفزيونى إن الحطام الذى لم يتم بعد التأكد من أنه أجزاء من الطائرة الفرنسية يضم أشياء معدنية ومقاعد الطائرة وقال الكولونيل جورجى إمارال من القوات الجوية البرازيلية: «سنظل نبحث طوال الليل، وسنظل نبحث حتى الفجر، علينا أن نعمل وكأن من الممكن العثور على ناجين». وفى حالة عدم العثور على ناجين سيكون هذا الحادث أسوأ كارثة فى تاريخ الشركة الممتد 75 عاما، والأكثر ضحايا حتى من تحطم طائرة كونكورد تابعة للشركة فى عام 2000. من جانبه، أعلن مدير عام شركة «إير فرانس» بيير هنرى جورجون أنه تم تحديد المنطقة التى اختفت فيها طائرة الشركة التى كانت فى طريقها من «ريو دى جانيرو» إلى مطار شارل ديجول بباريس، وأوضح أن المكان يقع فى نطاق يبلغ بضعة عشرات من الأميال البحرية. واستطرد جورجون خلال مؤتمر صحفى له، مساء أمس الأول، بمطار شارل ديجول، مضيفا: «إن الحادث وقع فى منتصف المسافة تقريبا بين سواحل البرازيل والسواحل الأفريقية فى المحيط الأطلنطى». وفى غضون، ذلك بدأ يتكشف مزيد من المعلومات عن جنسيات وهويات ركاب الطائرة المفقودة، حيث أوضحت شركة الخطوط الجوية الفرنسية أن ركاب الرحلة 447 المفقودة البالغ عددهم 216، بخلاف طاقمها المكون من 12 فردا، يحملون 32 جنسية وهم: 61 فرنسيا، و58 برازيليا، و26 ألمانيًا، و9 إيطاليين، و9 صينيين، و6 سويسريين و5 لبنانيين، و5 بريطانيين و4 مجريين، و3 سلوفاكيين، و3 إيرلنديين، و3 نرويجيين، وإسبانيان، وأمريكيان، ومغربيان، بالإضافة إلى راكب واحد من كل من جنوب أفريقيا والأرجنتين والنمسا وبلجيكا وكندا وكرواتيا والدنمارك واستونيا وجامبيا وأيسلندا وهولندا والفلبين ورمانيا وروسيا والسويد وتركيا. والتقى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى مع بعض عائلات الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، فى مطار شارل ديجول فى باريس. وقال ساركوزى إنه أبلغهم «الحقيقة.. احتمالات العثور على أحياء ضئيلة جدا». وأكدت أسرة أورليانز إى براجانسا، الملكية غير الحاكمة فى البرازيل فى بيان أن أحد أعضائها كان على متن طائرة شركة «إير فرانس».
