كوريا الشمالية تطلق صاروخين جديدين بعد يوم من تجربتها النووية

بعد ساعات قليلة من إدانة مجلس الأمن تجربتها النووية الجديدة مقررا صياغة قرار يُفترض أن يتضمن عقوبات جديدة عليها، أطلقت كوريا الشمالية، وفى تحدٍ جديد للمجتمع الدولى، أمس صاروخين مداهما 130 كيلومترا.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن مصدر مسؤول فى الحكومة الكورية الجنوبية قوله: «إن بيونج يانج أطلقت صاروخ أرض-جو، وصاروخ أرض-بحر، قبالة سواحلها الشرقية قرب مدينة هامهونج، بعد يوم من إطلاقها 3 صواريخ قريبة المدى وإجرائها تجربة نووية ثانية أثارت موجة انتقادات دولية عارمة».
وقال المصدر الكورى الجنوبى إن «أجهزة الاستخبارات تقوم بتحليل الدوافع خلف عملية الإطلاق»، مشيرا إلى أن الصاروخين قريبا المدى (130 كيلومترا).
وتأتى هذه التطورات بعد ساعات قليلة من إدانة مجلس الأمن فى جلسته الطارئة مساء أمس الأول التجربة النووية الثانية التى قامت بها كوريا الشمالية، أمس الأول، بعد الاختبار الذى قامت به فى أكتوبر 2006. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن مرة أخرى خلال ساعات لإصدار قرار بالعقوبات على بيونج يانج.
وقال سفير روسيا فى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين بصفته رئيسا لمجلس الأمن إن «أعضاء المجلس عبّروا عن معارضتهم الحازمة وإدانتهم للتجربة النووية التى أجرتها كوريا الشمالية وتشكل انتهاكا واضحا للقرار 1718». وقال دبلوماسيون غربيون آخرون بعد ذلك إنهم يأملون فى قرار يتضمن عقوبات جديدة ضد النظام الشيوعى فى بيونج يانج.
وردا على التجربة النووية لبيونج يانج، أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستصبح عضوا كامل العضوية فى المبادرة الأمنية لمنع الانتشار النووى التى تقودها الولايات المتحدة، وتهدف إلى منع الاتجار بأسلحة الدمار الشامل، خاصة بالنسبة لكوريا الشمالية. وكانت كوريا الجنوبية عضوا بصفة مراقب فى المبادرة، خوفا من إغضاب جارتها الشمالية التى أكدت مؤخرا أنها ستعتبر انضمام سول إعلان حرب.
وفى سياق متصل، اتهمت كوريا الشمالية إدارة الرئيس باراك اوباما بأنها مازالت معادية. وقالت وكالة الأنباء المركزية فى بيونج يانج: «من الواضح أنه لا شىء تغير فى السياسة الأمريكية المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الشمالية..
حتى فى ظل الحكومة الأمريكية الجديدة». وأضافت قولها: «جيشنا وشعبنا مستعدان استعدادا كاملا للمعركة ولصد أى محاولة أمريكية طائشة لشن هجوم وقائى».
وأجرى أوباما محادثات هاتفية مع الرئيس الكورى الجنوبى لى ميون باك، ورئيس الوزراء اليابانى تارو اسو «لتنسيق رد الفعل على التجربة النووية الكورية الشمالية»، مؤكدا لميون «الالتزام التام» لواشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية.
كما خرج أوباما صباح أمس رغم كونه يوم عطلة رسمية داعيا بلهجة حازمة إلى تحرك دولى للتصدى لبيونج يانج، بعد ساعات من إصداره بيانا مستنكرا التجربة الكورية الشمالية. وقال أوباما: «إن أنشطة كوريا الشمالية النووية والباليستية تمثل تهديدا خطيرا للسلام والأمن العالميين، وإننى أدين بشدة هذه التصرفات الطائشة».
وتابع: «يتعين الآن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولى التحرك»، مؤكدا أن سلوك كوريا الشمالية يستدعى «زيادة الضغوط الدولية» وأن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها على التصدى لهذا الموقف.
اعتبر السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر، نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية والخبير الدولى فى الحد من التسلح ومنع الانتشار النووى، أن التجربة النووية التى أجرتها كوريا الشمالية تهز نظام منع الانتشار النووى على مستوى العالم، وتثير المخاوف من تكرار هذه التجربة من دول أخرى، خصوصا إسرائيل التى قد تقوم بعمل تجربة نووية.
وأوضح شاكر أن هذه التجربة المقلقة للغاية جاءت فى وقت دعا فيه أوباما إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وتعهده بالعمل من أجل ذلك، كما جاءت فى وقت مشجع للغاية ومناخ إيجابى ساد اجتماع اللجنة الأخير لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووى فى نيويورك.
واستبعد شاكر القيام بعمل عسكرى ضد كوريا الشمالية لأن الأمر سيعتمد بصفة أساسية على الدور الصينى لحل هذه القضية، داعيا فى الوقت نفسه لإيجاد حلول حتى لا يعود سباق التسلح إلى العالم.