الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد تحذر من اختفاء الأراضى الزراعية فى مصر بعد 60 عامًا

حذرت أحدث الدراسات العلمية التى أجراها علماء الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء من احتمال اختفاء المساحة الكلية للأراضى الزراعية فى مصر بعد حوالى 60 عامًا، إذا استمر التوسع العُمرانى العشوائى بمعدلاته الحالية المرتفعة،
وقال الدكتور عباس زغلول، رئيس شعبة التطبيقات الهندسية والمياه بالهيئة، إن أحدث الدراسات التى أجراها باستخدام مرئيات الأقمار الصناعية أثبتت وجود تغيرات فى مساحة الأراضى الزراعية ببعض محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن المساحة الزراعية بمحافظة كفر الشيخ تراجعت بنسبة 20٪ خلال العقدين الماضيين،
وفقدت منطقة شرق الدلتا حوالى 34٪ من مساحة أراضيها الزراعية، وأضاف أن بعض العلماء توقعوا، مع حلول عام 2050، أن تخسر مصر حوالى 17٪ من مساحة الدلتا نتيجة الزحف العُمرانى العشوائى على الأراضى الزراعية.
وأوضح أن المتابعة التى يجريها علماء الهيئة على صور الأقمار الاصطناعية على فترات زمنية مختلفة توضح انتشار القرى والمراكز والمدن بصورة سرطانية تلتهم الأراضى الزراعية.
وأشار زغلول إلى أنه لا توجد إحصائية دقيقة حول مساحة الأراضى الزراعية فى مصر بالرغم من مشروعات التوسع الزراعى واستصلاح الأراضى، حيث تأخذ الإحصائيات فى الاعتبار مساحة الأراضى الجديدة وتغفل عن تحديد المساحات التى تم استقطاعها،
وأكد ضرورة إعلان الوادى والدلتا محمية طبيعية يحظر البناء عليها، وعدم شق طرق مواصلات دائرية حول المدن الكبرى فى الدلتا، على أن يتم تحسين شبكة الطرق الحالية وتوسيعها وزيادة الخدمات عليها بدلاً من إهمالها واستقطاع مساحات من الأراضى الزراعية لإنشاء طرق مواصلات جديدة،
كما أكد ضرورة إعادة تخطيط وتقسيم الخريطة الإدارية لمحافظات مصر بحيث تكون لكل محافظة مساحة من الظهير الصحراوى.