فى كتاب «القاهرة» شبّه العالم المصرى الراحل الدكتور جمال حمدان مدينة القاهرة بقوارض الأرض الزراعية، مؤكدا أن المدينة تأكل أرضها. ويقترح محورا آخر فى عمليات التمدد والعمران باتجاه أحياء العباسية ومدينة نصر ومصر الجديدة حيث الأصل الصحراوى، بدلا من البناء على أراض زراعية وتحويل القرى الريفية إلى أحياء مدنية. تلك الدعوة التى تراعى أهمية المساحات الخضراء لم تكن الوحيدة من نوعها بهذا الشأن، بل صاحبتها دعوة رومانسية أخرى لأستاذ الجيولوجيا الدكتور رشدى سعيد الذى ردد كثيرا ضرورة تحويل وادى النيل إلى محمية زراعية مع نقل الحياة الصناعية ناحية المساحات الصحراوية المجاورة مقدما مشروعا محكما فى هذا الشأن. مثل هذه الاقتراحات وغيرها من التوصيات التى تحذر من خطورة انحسار المساحات الخضراء فى مصر لم توقف الزحف العمرانى، إذ كشفت دراسة أجراها علماء الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء فى العام الماضى عن احتمال اختفاء المساحة الكلية للأراضى الزراعية المصرية بعد حوالى 60 عاما، وذلك إذا استمر التوسع العمرانى العشوائى بمعدلاته الحالية المرتفعة. حسب قواعد وزارة الزراعة فإنه من المحظور البناء خارج «الأحوزة العمرانية» المعتمدة للقرى والمدن.