يستضيف متحف ومكتبة مورجان بمدينة نيويوركالأمريكية معرضا عن الكاتب الأمريكي الساخر صمويل لانجهورن كليمنس المعروف باسم مارك توين، ورؤيته النقدية للحداثة في الولاياتالمتحدة في نهاية القرن التاسع عشر. وقال ديكلان كيلي، منظم المعرض الذي افتتح أمس الجمعة والخبير في المخطوطات والدراسات الأدبية لمورجان، في تصريحاته ل(إفي): "كان توين يبدي دائما تشككه من التقدم البشري وكان يرى أن الثورة الصناعية أمر خطير". ويكشف المعرض، الذي يضم مخطوطات ورسائل وصورا فوتوغرافية، فضلا عن الطبعات الأولى لبعض الأعمال المعروفة لتوين، عن جانب خفي بشخصية الكاتب الأمريكي ومرتبط بالثورة الصناعية في الولاياتالمتحدة، والتي تزامن جزء من حياته معها. ومن المقرر أن يظل المعرض متاحا أمام الجمهور حتى الثاني من يناير 2011. يشار إلى أن أصول توين أثرت في الكثير من أعماله، حيث ولد في 30 نوفمبر عام 1835 بولاية فلوريدا وانتقل للعيش في ميناء هانيبال مع عائلته بنفس الولاية، ونقل العديد من تجاربه المبكرة في مغامرات توم و هكلبيري، من المشاهد التي استوحاها على ضفاف نهر المسيسيبي. وبدأ توين حياته العملية ككاتب، بعد رحلة مريرة في الثامنة عشرة من عمره، واضطر إلى الانتقال إلى نيويورك، حيث نشر خلال مكوثه بها العديد من المقالات. وبرغم تركه للصحافه ودخوله في مجالات أخرى مثل التنقيب عن الذهب إلا أنه عاد سريعا إليها، واستخدم آنذاك اسمه المستعار المعروف به حتى الآن. وصدرت أول أعماله الأدبية في عام 1865 عندما نشرت العديد من الصحف روايته القصيرة "الضفدع الشهير والقفز في أرض الأموات"، التي حققت نجاحا باهرا، إلى جانب مقالاته الشهيرة التي تم جمعها في كتاب "دليل المسافرين الأبرياء".. وجاءت مغامرات "توم سوير" في عام 1867 التي ابتعدت كثيرا عن أدب الأطفال والشباب وتوغلت في الجانب الاجتماعي الذي أبرزه الكاتب في أعماله اللاحقة مثل "الأمير والشحاذ" (1881) و"الحياة في المسيسيبي" (1883) و"يانكي في بلاد الملك أرثر" (1889)، والأكثر شهرة للأطفال "مغامرات هاكبيلري فين"(1884) التي يسخر فيها من الرق المستشرى آنذاك في الولايات الجنوبية، إلى جانب أعمال أخرى لتضع اسمه بين أعظم كتاب الأدب الساخر.