أخبار الأقصر اليوم.. تفاصيل لقاء قائد قطاع المنطقة الجنوبية لإدارة التراخيص والتفتيش ونائب المحافظ    مصطفى بكري: هناك حملة ممنهجة ضد اتحاد القبائل العربية    طب الفيوم تحصد لقب الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية    من 100 سنة، مرسوم ملكي بحل أول مجلس نواب مصري بعد دستور 1923 (فيديو)    الوزراء: منظومة الشكاوى الحكومية تلقت 2679 شكوى بمخالفات مخابز    وظائف وزارة العمل 2024.. بالتعاون مع شركات القطاع الخاص    البنك الزراعى: استلام 1.2 مليون طن قمح خلال أسبوع    كيف يعاقب قانون العمل المنشآت الممنتعة عن توفير اشتراطات السلامة المهنية؟    أسعار النفط تتراجع عند الإغلاق وتسجل أكبر خسارة أسبوعي في 3 أشهر    رسالة من "دهب".. أشرف صبحي يخاطب شباب مصر في معسكر يالا كامب بجنوب سيناء    خبير اقتصادي: "ابدأ" نجحت في إنشاء مشروعات تتوافق مع السوق المحلي والأجنبي    بعد محور جرجا على النيل.. محور يربط «طريق شرق العوينات» و«جنوب الداخلة - منفلوط» بطول 300 كم لربط الصعيد بالوادي الجديد    «التضامن» تبحث تنظيم وحوكمة دعم الأشقاء الفلسطينيين في مصر    9 قتلى خلال انفجارات في مخيم للنازحين شرق الكونغو الديمقراطية    الغضب بشأن غزة يخيم على فوز حزب العمال في الانتخابات المحلية البريطانية    تعرف على قائمة الأهلي لمواجهة الجونة في الدوري    أنشيلوتي يؤكد مشاركة نجم ريال مدريد أمام قادش    تفاصيل اجتماع رئيس الإسماعيلي مع اللاعبين قبل مواجهة فاركو    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    سبب رفض الكثير من المدربين فكرة تدريب البايرن    نشوب حريق هائل في 200 شجرة نخيل بإدفو شمال أسوان    قتلا الخفير وسرقا المصنع.. المؤبد لعاطل ومسجل خطر في القاهرة    «التعليم»: نظام التصحيح الإلكتروني «بابل شيت» لا يشوبه أخطاء    بعد غيبوبة 10 أيام.. وفاة عروس مطوبس تفجع القلوب في كفر الشيخ    "قطّعت جارتها وأطعمتها لكلاب السكك".. جريمة قتل بشعة تهز الفيوم    الحزن يسيطر على ريم أحمد في عزاء والدتها بمسجد الحمدية الشاذلية| صور    «خفت منها».. فتحي عبد الوهاب يكشف أغرب مشاهده مع عبلة كامل    الاحتفال بذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة    ياسمين صبري تخطف الأنظار بتمارين رياضية في «الجيم» | صور    "ربنا يتصرف فيكم".. فريدة سيف النصر ترد على الاتهامات في كواليس "العتاولة"    أجمل دعاء ليوم الجمعة.. أكثر من الصلاة على سيدنا النبي    أحمد كريمة: علم الطاقة «خزعبلات» وأكل لأموال الناس بالباطل.. فيديو    حسام موافي يكشف علاقة الإسهال بالتهاب الأطراف لمريض السكر    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    «السمكة بتخرج سموم».. استشاري تغذية يحذر من خطأ قاتل عند تحضير الفسيخ (فيديو)    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    برشلونة يوافق على انتقال مهاجمه إلى ريال بيتيس    رئيس قوى عاملة النواب يهنئ الأقباط بعيد القيامة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    المحكمة الجنائية الدولية عن التهديدات ضد مسئوليها: يجب أن تتوقف وقد تشكل أيضا جريمة    خدمة الساعات الكبرى وصلاة الغروب ورتبة إنزال المصلوب ببعض كنائس الروم الكاثوليك بالقاهرة|صور    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    بقير: أجانب أبها دون المستوى.. والمشاكل الإدارية عصفت بنا    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طيب ولو حكيتلهم عن طنط سالى...
نشر في المصري اليوم يوم 13 - 09 - 2010

عمرى ما كنت من الأشخاص المحظوظة بشكل خاص .. أقدر أقول عادية .. ممكن أتفاجىء بحاجة ظريفة كل فترة كده .. إنما اللى حاططنى أنا تحديداً فى دماغه هو سوء الحظ غير المتصل.
ما فى مرة أمشى فى طريق إلا وأتهبد فى نقرة .. ولا مرة تحصلى حاجة بايخة فى يوم ويتكسف على دمه - اليوم - ويقول كفاية عليها كده، لأ.. لازم يكَمِل سيمفونية المواقف البايخة لحد ما اليوم يقضى عليا خالص.
حتى فى عالم التدوين، بيحصل إن ضغطى يعلى ودمى يتحرق وأعصابى تنهار.. بيحصل .. زى يومها كده .. لما أصابنى فقع متكرر للمرارة!
لسه يا دوبك بقول يا صباح التداوين وبكتب الباسوورد .. لمحت إعلان تدوينة أخ أمريكانى يدرس فى جامعة ما بيشتكى يا عينى من منشور وزعه أحد الدكاترة يدعو لمنع إنتشار الدين الإسلامى بحجة إن ده انتشار هادم للثقافة الامريكية .. وسمى الدكتور ده دعوته بأنها ثقافية وليست عنصرية .. طبعاً فى يوم واحد التدوينة دى كان عليها 150 تعليق .. 100 منهم تتفق مع المدون فى إن دى دعوة للكراهية تتنافى مع الدستور الامريكى اللى بيكفل حرية الدين لكل مواطن أمريكى .. و50 نازلين شتم فى المدون وفى الإسلام ..(أظن واضح كده ليه الفقع كان متكرر).
مش بس شتموا .. دول دعوا كل مسيحى مؤمن حقاً إنه يطرد أى مسلم من شغله ولو قدر من بلده .. بما أن القتل مش وارد حفاظاً على سلامتهم الشخصية .. وكانت حجتهم أن الإسلام يدعوا لقتل المسيحيين.
واتمنيت ساعتها لو حكيتلهم عن طنط سالى...
طنط سالى جارتنا من سنين طويلة .. طنط سالى بتحبنى بجد وكأنها خالة من خالاتى أو عمة من عماتى .. طنط سالى بتزين شارعنا كله بفوانيس عملاقة من الإزاز الملون والنحاس وبتفرحنا كلنا برمضان .. طنط سالى شفتها بالصدفة وهى بتزور ملاجىء أيتام تابعة لجمعيات شرعية إسلامية .. طنط سالى بتوصى أى حد من معارفها مسافر عمرة أو حج يجيبلها سبحة وسجادة صلاة .. طنط سالى بتسمى قبل ما تاكل وبتصوم معانا رمضان زى ما بتصوم صومها وبتوزع شنط رمضان على المحتاجين وعمرى ما شفتها خارجة من غير إيشارب على راسها.
فى المقابل ومش عشان لازم يبقى فيه مقابل إنما عشان ده من القلب بجد، كلنا بنحبها أوى وبنعتبرها من عيلتنا .. كلنا بنثق فيها زى ما هى تثق فينا .. عيد الأم عندى يعنى هدية لأمى وهدية لخالتى وهدية لطنط سالى .. ياما فيه مواقف بيننا من أحسن ما يمكن ... ياما إحتاجنا لبعض وياما وقفنا جنب بعض.
كتير طلعوا عليها إشاعة إنها مسلمة فى السر .. وعشان أنا بحبها وفى نفس ذات الوقت عشان مفتاح بقى ضايع من زمان، سألتها فى لحظة روقان:
- طنط .. إيه حكايتك بقى؟ (مع ابتسامة مُشَجعة)
- حكاية إيه يا حبيبة طنط؟
- حكاية الإيشارب الشيك اللى أنتى لابساه وصوم رمضان وشريط دعاء ختم القرآن من مكة اللى سمعت صوته طالع من عندك إمبارح؟
- عادى...زي زيك.
- يا طنط .. بجد قوليلى .. حضرتك مسلمة؟
- بصى حبيبتى .. كل واحد فينا إتولد لقى أهله لهم دين .. وكلنا إتبعنا الدين اللى عليه أهالينا .. بس الواحد لازم يفكر ويشغل مُخه .. ولما فكرنا أنا وبابا الولاد - ما إحنا متجوزين صغيرين أوى - لقينا إن مش معنى إننا مسيحين يعنى ما نؤمنش بمحمد والإسلام .. وارتحنا لفكرة إن ربنا كلنا واحد وأن الأنبيا من البشر وكلهم مرسلين من الله وإن كل الأديان حلوة إلا إذا إحنا بوظناها فى حياتنا بغباوتنا .. أهم حاجة محدش يكره حد حتى لو مختلف عنه وأهم حاجة المعاملة الكويسة والرحمة بين الناس .. أما القناعات بقى فكل واحد يختار اللى هو عاوزه عشان دى حاجة بينه وبين ربه.
مقدرتش أقول حاجة (وده حدث جلل) وكل اللى قدرت عليه هو أنى أبتسم وأنا فرحانة أن فيه فى حياتى عقلية زى عقلية طنط سالى.
إرتحت أن زى ما إحنا شايفين جمال أخلاقها وقربها مننا هى كمان شايفة ده فينا .. إرتحت أن تعليم أمى ليا أن أحسن الظن بكل الناس وأقيم البنى آدمين حسب جودتهم وأخلاقهم جه بفايدة .. والفايدة هى طنط سالى ووجودها القوى فى حياتى.
عرفت أن الحل الوحيد للخروج من الحالة المؤسفة للعنصرية داخل مصر أو الهجوم الأعمى خارج مصر هو إن الواحد يركز فى إنه يصلح نفسه وينضف مُخه من أى معتقدات مُضللة مزروعه فيه .. وإننا منبطلش توصيل لفكر الحرية الحقيقى واحترام الغير اللى بجد وتقدير الآخرين بذمة.
بس...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.