حيلة قديمة ولكنها أثبتت فاعليتها فى العديد من النظم الغربية، حيث استعان بها رجال النخبة بالدولة فى توجيه فكر العامة إلى ما يخدم مصالحهم الخاصة، معتمدين على وسائل التأثير والاستمالة التى يملكونها ويتحكمون بها مستغلينها فى تهدئة الرأى العام واستخلاص الآراء التى يرونها فى صالحهم، وأيضاً يستخدمونها كسلاح دفاعى ضد مثالبهم التى يئن منها الشعب، ومن أمثلة هذه الأسلحة التوجيهية الإعلام، الذى قد يركز فترة ما على الحديث حول موضوع معين صابا اهتمامه عليه حتى يظن الناس أنه موضوع الساعة الذى ينبغى ألا يُغفل، مع وجود مثلب ما أو نقيصة ما فى ذات الوقت من شأنها أن تؤثر فى ثقة الشعب فى هذه النخبة، ولكن التعتيم الإعلامى يلعب دوره الكبير هنا، خاصة إذا كان للإعلام دوره المؤثر فى المجتمع. وأذكر أيضاً من وسائل توجيه الفكر المناهج الدراسية الحكومية التى تستغلها الدولة، وبمعنى أدق النخبة الحاكمة، فى توجيه فكر النشء الصاعد وتلقينه معلومات وأفكاراً من شأنها خدمة مصالحهم على المستوى البعيد. هذا عرض ولمحة لجزء مما يدور فى واقعنا، قد نكون من المخدوعين، قد نكون من الذين تأثروا بهذه الخدعة، ولكننا لانزال شعباً قوياً يملك حكمة وفناً وقدرة على التصرف وإدراك الأمور. محمد عبدالناصر