«سائق التاكسى.. الطبيب.. المراكبى.. سائق الحنطور».. مهن تفرض على أصحابها قضاء العيد بعيداً عن أسرهم بسبب الواجب وأكل العيش.. كيف يشعر هؤلاء بطعم العيد بعيداً عن البيت والزوجة والأولاد؟ محمد، سائق تاكسى، يقول: «العيد بالنسبة لى هو يوم الوقفة، البلد بتكون واقفة على رِجْل والمحلات والناس فى الشوارع لغاية الصبح، بعدها باروح البيت على الساعة 8 أنام لغاية العصر، ولما أصحى بانزل أزور أهلى وأهل زوجتى، وأكمل بقية يومى على التاكسى». يضيف محمد: «تأتى لى طلبات فى أيام العيد من الناس لتوصيلها للقناطر، والقناطر مكان حلو جدا، لكن الأعياد مناسبة للشباب إنهم يخرجوا، لكن لو زوج وزجة الأفضل يخرجوا بعد العيد لأن البلد بتكون زحمة وتجنبًا لأى مضايقات». عم سيد، تلك العربة الصغيرة بيته الثانى بل قد يكون الأول فهو يمضى فيه معظم يومه من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساءً والتى تزداد قليلا فى أيام العيد نظرا لكثرة ضيوفه، يقول عم سيد: «فرحتى بالعيد وسط الناس ومعاهم، عرب ومصريين، عائلات وخطاب وأطفال، بيركبوا الحنطور ليفرحوا ويقضوا فُسحة جميلة خاصة فى الأعياد، وللعيد عندى استعداد خاص، أزين عنتر بالبلالين وأجهز له أكله، أشغل أغنية أركب الحنطور لأنها بتتطلب دائما منى، ولو كان فيه زفة عروسة فى العيد باجهز العربية بالأنوار والفلاشات وبتبقى عروسة». يضيف عم سيد: «أول يوم العيد بأقضى ساعتين بعد الصلاة مع ولادى وأحفادى، وأحيانا آخد أحفادى معايا أفسحهم فى الحنطور، وبعدها أتوكل على الله وأبدأ رحلتى مع العيد والبيت عندى اتعود على كده، فأنا أعمل فى هذه المهنة من 50 سنة، وقناعتى أن كل يوم يعدى علىَّ بخير عيد». أبوالفضل «مراكبى» يقول: «أول يوم العيد باقضى ساعة الصبحية مع ولادى وأولادهم عندى فى البيت، وأنزل على شغلى لأنه أكل عيش، وباقف ألاغى الناس لغاية ما يركبوا وبعدها نبدأ الفسحة، بعد العيد تكون الراحة بناخد يوم واحد ونرجع على الشغل، وباحرص بعد العيد إنى آخد الجماعة فى فسحة على المركب فى النيل». ويقول دكتور محمد: «اعتدت قضاء العيد فى المستشفى، حتى بعد أن أصبحت رب أسرة، لا أتمكن من قضاء العيد مع أسرتى وتقصيرى مع أسرتى تعوضه زوجتى، حيث تقوم بالواجب عمله فى العيد، أما أنا فورديات عملى دائما تكون فى الأيام الأولى من العيد، وأعوض ذلك الغياب عن أسرتى بعد العيد، بنخرج نتفسح ونزور أقاربنا الذين لم أرهم منذ شهور». ميس فوزية: «رغم ابتعادى عن بيتى وأبنائى وأحفادى فإننى أحرص على صنع بهجة للعيد داخل أجواء العمل بمشاركة زميلاتى من فريق ممرضات غرفة العمليات، ورغم ضغوط العمل وصعوباته فإننا لم نشعر يوما بضيق للبعد عن الأهل فى الأعياد، حيث نحرص جميعا كأسرة عمل واحدة على الاحتفال فى المستشفى وتقوم الإدارة بذبح الأضاحى ونتناول الأكلات الشهيرة كالفتة، ويمكن أن ننظم رحلات جماعية نصطحب فيها أسرنا بعد انتهاء يوم العمل».