في ثاني أيام العيد واصل ملايين المصريين في مختلف المحافظات الخروج لمناطق المنتزهات والحدائق وقد ازدحم كورنيش النيل بالآلاف الذين فضلوا الاستمتاع برحلات نيلية سواء في البواخر النيلية او المراكب الشراعية. في الوقت الذي خلت فيه شوارع وسط القاهرة من المارة تقريبا ومن حركة المرور بسبب نزوح ملايين الاسر إلي المحافظات مع أول ايام العيد. علي الجانب الآخر ازدحمت الشواطئ مرة أخري بالمصطافين علي أمل قضاء بعض الايام قبل بدء الدراسة. شهدت الحدائق والمتنزهات وحدائق الحيوان بالجيزة وسائر المحافظات اقبالا شديدا من المواطنين في اليوم الثاني للعيد, في الوقت الذي خصصت فيه هيئة النقل العام خطوط أتوبيسات وميني باصات لنقل المواطنين من مختلف أحياء القاهرة الكبري لمناطق المتنزهات. وفي الوقتت الذي استمتع به الملايين بالتنزه في العيد هناك الكثيرون الذين تتطلب طبيعة عملهم العمل خلال أيام العيد لتوفير الخدمة والراحة لباقي المواطنين. * يقول د. نبيل محمود صدقي رئيس الادارة المركزية لحدائق الحيوان علي مستوي الجمهورية وصل عدد زوار حديقة حيوان الجيزة في أول أيام العيد إلي حوالي95 ألف زائر معظمهم من الشباب والأطفال, بينما في اليوم الثاني وصل إلي حوالي100 ألف زائر معظمهم في صورة أسر متكاملة ورحلات من مختلف المحافظات. والشيء الجديد هذا العام والملفت للنظر تزايد الاقبال بصورة غير مسبوقة علي حدائق الحيوانات الموجودة بالمحافظات الأخري وعددها7 حدائق( الشرقيةالفيومطنطابني سويف كفرالشيخ العريشالاسكندرية) فمثلا حديقة حيوان الفيوم كان ايرادها في اليوم الأول هذا العام16 ألف جنيه ونفس الشيء بالنسبة لحديقة حيوان بني سويف وصل ايرادها أول أيام العيد إلي19 ألف جنيه, وطنطا وصل ايراد حديقتها في اليوم الأول إلي19,5 ألف جنيه وكان من قبل لا يتعدي7 آلاف جنيه, وذلك نتيجة أعمال التطوير والتجديد التي شهدتها تلك الحدائق وتزويدها بعدد كبير من الحيوانات الجديدة. مما جعل سكان تلك المحافظات يقبلون عليها بصورة غير مسبوقة. ويضيف د. نبيل صدقي أن المواطنين اقبلوا علي التصوير مع الحيوانات الصغيرة مقابل أجر رمزي, وقد أعطينا حق استغلال هذا التصوير لشركة مقابل720 ألف جنيه في السنة وتدخل هذه الحصيلة في الانفاق علي تطوير الحديقة وتحسينها إلي جانب الإيرادات الأخري للحديقة. ويقول اللواء عادل طه حسين رئيس مجلس إدارة الحدائق المتخصصة ان عدد زوار الحدائق المتخصصة علي مستوي القاهرة(27 حديقة) يتزايد في اليوم الثاني وباقي أيام العيد عن اليوم الأول, حيث وصل عدد زوار الحديقة الدولية في اليوم الأول إلي حوالي100 ألف زائر. بينما في اليوم الثاني وصل إلي160 ألف زائر, ومن المتوقع أن يستمر هذا المعدل باقي أيام العيد, بل وقد يزيد علي ذلك حسب حالة الطقس فقد يصل إلي200 ألف زائر يوميا حتي نهاية اجازة العيد. أما بالنسبة لباقي الحدائق المتخصصة المنتشرة في جميع أنحاء القاهرة فتراوح عدد زوار الحديقة الواحدة في أول أيام العيد بين1000 و3 آلاف زائر حسب موقع الحديقة ومساحتها, بينما في اليوم الثاني وصل عدد زوار تلك الحدائق من1500 زائر إلي5 آلاف. وقد تزايد الاقبال علي الحدائق الممتدة علي طول الكورنيش وحدائق القناطر الخيرية التي يذهب إليها المواطنون في رحلات نيلية للاستمتاع بالخضرة والمناظر الرائعة للنيل معا. سيد محمد دسوقي مسئول أمن بأحد البنوك الكبري يقول: أنا مطبق عملي من يوم الوقفة وحتي آخر أيام العيد, ولم أر أسرتي وأولادي تركت لوالدتهم تدبير الكعك.. بصراحة, فضلا عن أن مهنتي هذه تتطلب اليقظة التامة في حراسة المنشآت خاصة البنوك, فإن ضيق الحالة الاقتصادية يدفع أي أحد إلي أن يعمل في هذه المناسبات للاستفادة, حيث إن العائد المادي مجز وأجر اليوم يومان.. فضلا عن أن الواجب يقتضي أن أفسح المجال لزملائي الذين لديهم ظروف أسرية تتطلب بقاءهم مع أسرهم في هذه المناسبة. وفي أحد الميادين وقف الأمين عماد عبدالظاهر مع مساعده عسكري المرور.. لتنظيم حركة المرور.. قائلا: برغم أنني مقيم بالمنوفية ومتزوج حديثا فإنني أري العمل في هذه المناسبات فرصة لزيادة الدخل وتحفيف العبء عن الزملاء من ذوي الأسر والأولاد. زوجتي متفهمة ذلك لأنها متعلمة وتقدر عبء العمل لدي, علي أمل أن نعوض هذه الأيام في بدل الراحة الذي تمنحه لنا الوزارة, بالإضافة إلي يوم الراحة الأسبوعية.ويضيف: مكاني بهذا الميدان مع عسكري وائل محمد لا أتركه لأي سبب من الأسباب حتي تنتهي فترة الوردية, ويأتي المناوب بدلا مني.. عادل العطار سائق تاكسي يقول: لا نعرف العيد!!.. فأنا أعمل علي هذا التاكسي في مقابل50 60 جنيه يوميا في حالة تحقيق الإيراد الكامل المتفق عليه مع صاحب السيارة, فإذا لم يتحقق يكون المقابل ضعيف. وهناك المدارس ومتطلباتها ولدي ثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة.. لا أكذب عليك إذا قلت لك أنه لا يتوافر معي ثمن كيلو كعك.. ففي أول أيام العيد برغم أنني أعمل علي السيارة منذ الخامسة الحصيلة صفر, وكما ترين أسير بالسيارة بدون ركاب... فتحي عبدالله سليمان سائق اتوبيس.. يقول: أعمل أيام الأعياد لأنها أفضل لدي حيث تبدو الشوارع مريحة والركاب غالبيتهم من الشباب الصغير, وانتهز هذه الفرصة للعمل لزيادة الدخل.