ماذا قال فنانو الجزائر عن مصر؟

الرياضة والفن هما جسر التواصل بين الشعوب، وإذا كانت الرياضة قد أفرزت مثل هذا التعصب الكريه بين مشجعى الجزائر فقد كان الأمل معقوداً على الفن كملجأ أخير ونافذة حوار بين الشعبين المصرى والجزائرى، وإذا كان البلطجية فى الجزائر قد سيطروا على السوق الرياضية بالسنج والمطاوى، فقد كنا نتمنى أن يسيطر المبدعون هناك على السوق الفنية وعلى مائدة الحوار الإبداعى،
فصوت الفن دائماً مشبع بالعقلانية ومحمل بالإنسانية وخال من التعصب والكراهية، راهنا على الفن الجزائرى والفنانين والمثقفين الجزائريين ولكننا خسرنا الرهان، وهذه هى اقتباسات من بعض البذاءات التى قالها هؤلاء الفنانون فى حق مصر، والتى نقلتها الصحف الجزائرية، خاصة صحيفة «الشروق» مشعلة الفتنة الكروية.
كتب المفكر الجزائرى يحيى أبوزكريا، المشرف على قناة القدس: «لا يمكن بأى حال أن نقارن بين دولة المليون شهيد، ودولة المليون راقصة، وسوف نرى من يقود العالم العربى والإسلامى نحو المجد والعزة والكرامة والإباء: أحفاد الشهداء أم الذين ملأوا الدنيا عهرا براقصاتهم وأفلامهم الماجنة التى فسّقت نساءنا وبناتنا!!»،
 وصرح المخرج أحمد راشدى الذى كان يتمنى أن يبنى حلم الشهرة العربية من خلال إخراجه لفيلم «لا» لعبدالحليم حافظ، والذى كرمه مهرجان القاهرة السينمائى فى الافتتاح، صرح بأن سبب غضب مصر لا يعود إلى خسارة مباراة كرة قدم ولكنها «ثورة غل دفين يختزنونه لنا ولإنتاجنا الوطنى الذى لطالما أعابوا عليه وانتقصوا من قيمته بسبب - ما اعتبروه - عائق فهم اللهجة الجزائرية».
ذهب الممثل الجزائرى كمال بوعكاز خطوة أبعد حين اتهم الشعب المصرى بأنه شعب إرهابى، وقال: «التاريخ يشهد على أنهم أهل العنف والإرهاب، كيف لا وقد ارتوى تراب أرضهم بدماء العلماء أمثال الشيخ حسن البنا الذى شُنق بمنتهى البشاعة»، وأتمنى من بوعكاز أن يذاكر التاريخ جيداً ليعرف من منا تجرى فى عروقه دماء الإرهاب وبقر بطون الحوامل وسلخ وجوه الأطفال، وليصحح معلوماته عن شنق حسن البنا!،
ويواصل بوعكاز فى سفالة وانحطاط حديثه عن الفن المصرى قائلاً: «لا نريد أفلامكم المبتذلة التى توسخ مهرجاناتنا وتنفر العائلات الجزائرية من مشاهدتها بسبب ما تحتويه من مشاهد إغراء.. لا نريد شركاتكم التى يصب عائدها فى جيب العدو الإسرائيلى»،
 ونشرت جريدة «الشروق» رسائل شباب الفنانين هناك والتى تقول: «عن أى سينما تتحدثون يا رقاصين، يا من شوهت أعمالكم المعنى الحقيقى للعروبة والإسلام تحت اسم كسر التابوهات، عن أى تابوهات تتحدثون، فهل رؤيتكم فى الأسرّة وأنتم تمارسون الرذيلة على المباشر ولا تستحون تسمونه بالسينما، تدعون بصناع السينما وكل أفلامكم ومسلسلاتكم لا تصوّر سوى الفراخ والملوخية والفول، تبدأ من الكبارى وتنتهى فى غرف النوم والعلاقات المخلة بالحياء، اختشوا بقى يا فنانين يا مصريين كفاية بقى والله زودتوها أوى!!».
أما ما أدهشنى حقاً فهو تصريح الممثلة السورية، وأكرر السورية، سلمى المصرى التى منحناها من قبل جائزة التمثيل فى مهرجان التليفزيون عندما قالت: «تصرفات المصريين تصرفات صبيانية وعنصرية، والأضرار التى لحقت بالخضر أصابتنى بحزن شديد».
لا تعليق إلا «إذا لم تستح فافعل ما شئت وقل ما شئت».