كشفت «المصرى اليوم» عن مفاجأة جديدة فى قضية تورط مصنع الحوامدية للسكر والصناعات التكاملية، فى تلوث مياه النيل وإصابة المواطنين بأمراض الكلى والكبد والسرطان، وأثبت تحليل عينات مياه الصرف الصناعى للشركة ومياه الشرب فى مدينة الحوامدية، فى مركز التحاليل الدقيقة بجامعة القاهرة، وجود عناصر ثقيلة ومواد كيميائية شديدة السمية، بنسب عالية تتجاوز الحدود المسموح بها محلياً وعالمياً. جاءت نتائج المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة لتحمل مفاجأة، حيث نفت تماماً وجود أى مخالفات أو تجاوزات فى الصرف الصناعى للشركة أو فى مياه الشرب، ووضعت نسب العناصر الموجودة فى العينات أقل من المعدلات المسموح بها، وكأنها تثبت بذلك أن الوضع هناك على أفضل ما يكون، النتائج التى قدمتها معامل الصحة استبعدت تماماً وجود أى عناصر كيميائية أو عناصر ثقيلة، لكنها أثبتت فقط ارتفاع نسبة الأكسجين الممتص كيميائياً وحيوياً، وهو ما يتوقف تركيزه فقط على الأحياء المائية، ولا يصل إلى مياه الشرب. من جانبه، فسر الدكتور مجدى علام، رئيس الاتحاد العربى للبيئة، تصرف وزارة الصحة، بأنه محاولة لإخلاء المسؤولية، لأنها بحسب علام لها مسؤولية مزدوجة، الأولى نصت عليها المادة 3 من القانون 48 لسنة 1982 الخاصة بحماية نهر النيل، والتى تلزم أجهزة وزارة الصحة بإجراء تحاليل دورية لعينات من المخلفات السائلة من المنشآت المسموح لها بالصرف على النهر، وتقديم تقرير لوزارة الرى لتجديد أو إصدار التراخيص، وهو ما لم تفعله الوزارة بدليل استمرار عمل مصانع شركة السكر، وهو ما يعنى أن الوزارة تتستر على إهمال يقتل المصريين فى الوقت الذى تعتبر فيه المسؤولة الأولى عن حمايتهم والكشف عن أى خطر يهدد صحتهم. أثبتت التحاليل التى أجرتها وزارة البيئة مؤخراً فى معاملها، تورط «الصحة» فى إخفاء حقيقة السموم الموجودة فى مياه الشرب بالحوامدية و«صرف» شركة السكر، أكدت احتواء الصرف على عناصر الفينول والكادميوم والزنك بنسب تتجاوز الحدود المسموح بها، كما حررت الوزارة عدة محاضر للشركة كان آخرها فى منتصف يوليو الماضى تحت رقم 5479 جنح الحوامدية، يدين الشركة، وبالتبعية وزارة الصحة. وجاءت نتيجة تحليل مياه الشرب فى معامل الوزارة، لتؤكد خلو الماء تماماً من عنصر الفينول والسيانيد، ووجود النيكل بنسبة ضعيفة جداً، تكاد لا تذكر، فى حين جاءت نتيجة تحاليل مركز التحاليل الدقيقة بجامعة القاهرة الذى يعد وفق العالمة المصرية رشيقة الريدى من أهم وأدق المعامل والمرجعيات التحليلية فى مصر. وقالت الدكتورة رشيقة، الحاصلة على جائزة اليونسكو فى العلوم: «إن الخطوات العلمية التى انتهجتها «المصرى اليوم» فى إجراء التحقيق، تفند أى اتهامات قد توجهها أجهزة الدولة للتشكيك فى مدى دقتها، وأن هذا التقصى يعتبر بحثاً علمياً متكاملاً فى حد ذاته، وقالت: «إن نتائج التحاليل جاءت منطقية لصرف شركة السكر، التى تضم أكثر من مصنع، بينها مصنع للكيماويات ضمن صناعاتها التكاملية، وهو ما يفسر وجود عناصر كيميائية قاتلة ضمن نتائج التحاليل».