أعلم أن الجو فى مصر أصبح مشحونًا بمشاعر سلبية تجاه الجزائر الشقيق!! مشاعر غضب فى حدها الأدنى، ومشاعر كراهية فى حدها الأعلى، وهى مشاعر موجودة بالفعل فى قطاع عريض من جماهير مصر، تسببت فيها تصرفات غير رياضية من الإخوة الجزائريين هناك، بالإضافة إلى مجموعة من البرامج والصحف والمنتديات غير المسؤولة فى البلدين، التى لا يهمها غير إثارة الرأى العام، الغريب فى الأمر أن تتسبب لعبة رياضية فى إحداث كل هذه الفرقة بين بلدين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية ونضالية مشتركة، ربما يكون ذلك من المفارقات العجيبة .. لكن مما يخفف من غرابة الموقف أننا نعلم أن هذه المشاعر مصطنعة وغير حقيقية، ولكن هناك ظرفًا مؤقتًا أوجدها!.. لذلك علينا أن نتعامل مع الواقع، فنقر بأن هذه المشاعر السلبية موجودة بالفعل، ثم نسأل أنفسنا هل هذه المشاعر السلبية تجاه الجزائر فى مصلحة مصر أم لا؟، والمسألة هنا لا يحكمها سوى مصلحة مصر، فمصر أولاً كما يقولون.. لن أتحدث هنا فى سبيل التهدئة عن روابط الإخوة والعروبة والإسلام التى تجمعنا سويًا، وإننا إخوة وأشقاء، لأن هذا المدخل قد لا يعجب الكثير فى زمن تفككت فيه الأواصر العربية، وأصبح كل قطر لا تشغله غير أموره، مما أدى إلى زيادة النعرات المحلية والقومية على حساب مشاعر الأخوة والوحدة والعروبة وبعد استبعاد عنصرى العروبة والإسلام يبقى التساؤل هل مشاعر الغضب والكراهية تجاه الجزائر فى مصلحة مصر أم لا؟ وباستقراء ما يحدث فعليًا فإن هناك توهمًا يسيطر على غالبية جماهيرنا وكثير من إعلامنا غير الرشيد، بأن هذه المشاعر السلبية تجاه الجزائر عامل مهم ومساعد فى ترهيب وإضعاف الفريق الجزائرى، ويصب فى مصلحة مصر وفريقها فى النهاية!! فكلما زاد الغضب والكراهية ضد الجزائر كانت فرصة مصر أفضل فى الصعود للمونديال!! وأنا أؤكد أنه وبحسابات المصلحة والمصلحة فقط وبعيدًا عن مشاعر الأخوة والعروبة، فإن مشاعر الغضب والكراهية تجاه الجزائر ليست فى مصلحة مصر، بل تصب فى مصلحة الفريق المنافس.. لذلك فهذه رسالة لجمهور مصر العظيم (من يرد النصر لمصر فإن عليه ألا يكره الجزائر.. لماذا؟) ببساطة لأننا فى حالة تركيزنا على المشاعر السلبية تجاه الجزائر سوف نهدر كل طاقتنا وتركيزنا فى تجريح المنافس، الذى لن يضره أبدًا تلك المشاعر والتصرفات بل ستكون فى مصلحته فسوف تتسبب هذه التصرفات الصبيانية بلا شك فى شحن وتحفيز الفريق المنافس واستثارة كل قواه.. فى الوقت الذى سيفقد فيه الفريق المصرى عنصرًا من أهم عناصر النصر، وهو التشجيع المثالى والحماسى له، مما قد يكون له أثره السلبى على أداء الفريق الوطنى!! لذلك أؤكد أن أى مشاعر كراهية للجزائريين يوم المباراة ليست فى مصلحة مصر.. فهل سيسعد المصريون عندما يصبون كل غضبهم ومشاعرهم السلبية ضد الفريق الجزائرى ثم يصعد الجزائر للمونديال؟!! من المؤكد أن الجمهور المصرى يعلم أن المباراة لن تحسمها سوى أقدام اللاعبين.. والأفضل هو من سيفوز ويصعد.. نحن على ثقة أننا الأفضل والأحق بالصعود للمونديال، فلا داعى للتشجيع الشاذ والمشاعر السلبية تجاه فريق عربى شقيق.. نحن نريد فقط دعمًا جماهيريًا معنويًا حقيقياً يشحن ويحفز لاعبينا، ويرهب لاعبى الفريق المنافس فى حدود المسموح به أخلاقيًا وسلوكيًا، ثم يبقى الدور الأهم على لاعبى مصر وجهازهم الفني، لكى يثبتوا أنهم الأفضل والأحق بالصعود، فتلك هى مباراة العمر بالنسبة لهذا الجيل، ومباراة الأمل والحلم بالنسبة لكل المصريين.. نحن على ثقة بأن المنتخب المصرى قادر على تحقيق حلم المصريين بالصعود للمونديال بإذن الله.. وموعدنا السبت المقبل.. أليس السبت بقريب؟ أمير عمار