استأنف الجيش السعودى أمس غاراته الجوية على مواقع حركة التمرد اليمنية فى المناطق الحدودية وشملت أهدافا داخل اليمن، بحسب ما أعلنه المتمردون الحوثيون الذين نفوا سيطرة السعوديين على جبل دخان الحدودى. وقال المتحدث باسم المتمردين الزيديين محمد عبدالسلام: «القصف السعودى استؤنف صباح أمس، وقد استخدم السعوديون قنابل فوسفورية حرقت مناطق جبلية». وسبق أن اتهم الحوثيون السعوديين باستخدام هذا النوع من القنابل، إلا أنه لم يتسن التأكد من ذلك من مصادر مستقلة. وأشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن القصف السعودى شمل أهدافا داخل اليمن، معتبرا أن ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين إلى الأراضى السعودية واقتصار العمليات ضمن نطاق أرض المملكة، «مجرد ذرائع لهجوم منظم». وأفاد عبدالسلام بأن «الغارات السعودية المكثفة استهدفت مدينة الملاحيظ (7 كيلومترات داخل اليمن)، وقرى سوق الحصامة وقرى مديرية شدا وقرى يمنية أخرى متاخمة للحدود السعودية». كما نفى الحوثيون أن تكون القوات السعودية سيطرت على جبل دخان الحدودى، مؤكدين استمرار تواجدهم فيه. وقال بيان للمتمردين نشر على موقعهم الإلكترونى: «إن ما أعلنته السعودية حول السيطرة على جبل دخان الذى تسلل إلى الجزء السعودى منه متمردون الأسبوع الماضى مجرد أكاذيب وتقديم انتصارات وهمية لا أساس لها». وأكد عبدالسلام أن السعودية «لن تتمكن من تحقيق أهدافها»، مشددا على أنهم «ينتظرون الهجوم البرى السعودى ليواجهوه بأسلوب حرب العصابات». وعلى صعيد آخر، أكد السفير اليمنى لدى الكويت، الدكتور خالد الشيخ، أن بلاده أبلغت السلطات الكويتية المعنية بوجود معلومات لدى صنعاء تفيد بتلقى الحوثيين معونات ودعما من أفراد وتجمعات كويتيين يتعاطفون معهم لاعتبارات ذات طابع مذهبى أو سياسى. وقال إن ثمة تبادلا للمعلومات بين السلطات الكويتية واليمنية فى هذا الشأن على مستوى القنوات الرسمية، رافضا الإفصاح عن تلك المعلومات فى الوقت الحاضر. وأضاف: «ليس من المعقول أن يقاتل زهاء 10 آلاف مقاتل حوثى، على مدى خمس سنوات دون أن يكون هناك دعم خارجى لهم»، موضحا أن «الكثير من هؤلاء المقاتلين تلقوا تعليمهم فى إيران منذ فترة، ولابد أن يكون هناك دعم من قوى خارجية للحوثيين، علما بأن الحرب الحالية ليست الأولى التى يخوضونها لكنها السادسة» فمن أين لهم هذا الدعم طوال تلك السنوات». وأشاد السفير اليمنى بالموقف الكويتى الرسمى تجاه استقرار وأمن بلاده ووحدة وسلامة أراضيها، معتبرا أن الحديث عن تعاطف بعض الجهات فى الكويت والسعودية والبحرين، لا يشمل المواقف الرسمية المشهودة لتلك الدول. فى السياق ذاته، أكد مصدر يمنى وجود تنسيق كامل بين السلطات السعودية وبلاده فى مواجهة التمرد الحوثى دون السماح لأى من قوات البلدين بالدخول إلى أراضى الطرف الآخر. وقال المصدر الذى طلب عدم ذكر أسمه: «إن هناك تنسيقا كاملا بين السلطات فى السعودية واليمن لمواجهة المتمردين الحوثيين لكن ذلك لا يشمل السماح بدخول أى قوات للبلدين إلى أراضى الطرف الآخر». وأضاف المصدر: «إن الحوثيين يحاولون استعطاف الرأى العام فى الداخل والخارج أيضا بالحديث عن دخول القوات السعودية إلى الأراضى اليمنية مع أن ذلك غير صحيح، وسبق لهم أن قالوا إن المملكة سمحت لقوات الجيش اليمنى بالمرور إلى أراضيها للالتفاف على المتمردين».