اشتدت حدة الحرب التى تخوضها القوات اليمنية والسعودية ضد المتمردين الحوثيين، الذين أعلنوا مهاجمة قاعدة عسكرية سعودية بصواريخ الكاتيوشا، فردت البحرية السعودية بفرض حصار بحرى على ميناء ميدى اليمنى لمنع وصول الأسلحة والذخائر من الخارج لهم، وأعلنت مقتل المتحدث الإعلامى للمتمردين مع 30 آخرين فى قصف جوى متواصل على الشريط الحدودى. واستأنف الطيران الحربى السعودى والمدفعية قصف مواقع المتسللين الحوثيين على الحدود مع اليمن فى مناطق جبل دخان وقرية لحج الضبرى، واستهدف القصف المركز القيادى والإعلامى للحوثيين مما أسفر عن مقتل المتحدث الإعلامى للمتمردين، محمد عبدالسلام، مع 30 آخرين، واعتقال عشرات المتسللين. ومن جانبه، نفى المتحدث الإعلامى الرسمى بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركى، اعتقال القيادى المتمرد عبدالله أحمد عبدالملك الحوثى، فيما نفى الحوثيون فى بيان لقناة العالم إلقاء القبض على مقاتلين حوثيين فى السعودية. وفى الوقت نفسه، فرض سلاح البحرية السعودى حصاراً بحريا على ميناء ميدى اليمنى قرب الحدود المشتركة لمنع تزويد المتمردين بالسلاح - بحسب ما أعلن مستشار حكومى سعودى رفض الكشف عن هويته. وفى غضون ذلك، دعا المتمردون الحوثيون فى بيان الأمين العام للجامعة العربية إلى التدخل لوقف العدوان السعودى الذى يتعرضون له، كما طالبوا بتقصى الحقائق حول ما وصفوه ب«العدوان السعودى الظالم وغير المبرر عليهم»، واتهموا النظام اليمنى بمحاولة جر السعودية للحرب التى اعتبروها غير مبررة، نافيين أن تكون لهم ارتباطات خارجية، وأكد المتمردون فى بيان آخر أنهم هاجموا قاعدة عين الحارة العسكرية السعودية فى جازان بصواريخ الكاتيوشا رداً على مقتل مدنيين فى القصف السعودى، وأضافوا أنه «شوهدت نيران فى القاعدة»، وقال المتحدث باسم المتمردين «إننا نعتبر هذا رداً تأديبياً حتى تعيد السعودية التفكير فى موقفها العدائى من الشعب اليمنى وتنبذ الظلم»، جاء ذلك بعد أن دكت القوات السعودية عدة مواقع للمتمردين على المناطق الحدودية لمنع تسللهم إلى أراضيها. وبدورها، أعلنت إدارة الدفاع المدنى السعودى فى المنطقة الشرقية عن تحطم طائرة حربية سعودية من طراز (تورنيدو) بسبب حريق شب فيها، وقالت إن «قائد الطائرة ومساعده قفزا بالمظلات قبل سقوط الطائرة وتحطمها». وعلى الجبهة اليمنية، دارت معارك عنيفة بين الجيش اليمنى والحوثيين فى منطقة الملاحيظ قرب الحدود السعودية وأعلن ناطق باسم الجيش اليمنى إن المعارك تواصلت أمس بقوة على جبهة الملاحيظ بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة الكاملة على جبل الخزائن وطرد الحوثيين من مناطق فى صعدة فى مواجهات أسفرت عن مقتل 5 من المتمردين واعتقال عدد آخر، مشيراً إلى أن الوضع هادئ فى محافظة عمران وحرف سفيان. وفى غضون ذلك، شهدت الحرب فى اليمن أبعاداً جديدة ، فبعد أن أدان مجلس الشورى الإيرانى ما سماه «المجازر» التى يتعرض لها الشيعة فى اليمن على أيدى القوات اليمنية والسعودية، قال مفتى عام السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، فى تصريح لصحيفة الوطن السعودية «إن تعاون الإيرانيين مع الحوثيين هو تعاون على الإثم والعدوان»، داعياً الإيرانيين إلى المحافظة على أهل السنة فى إيران وحمايتهم من الظلم والعدوان. من جهة أخرى، حذر تقرير أمريكى صادر عن مشروع استراتيجية الشرق الأوسط بجامعة هارفارد من أن التدخل العسكرى السعودى المتزايد فى اليمن من الممكن أن يفقد الحكومة اليمنية شرعيتها بشكل أكبر، ويتسبب بمشكلات للسعودية فيما سيعزز وضع الحوثيين. ولفت إلى أن «هناك استياء قوياً من التدخل السعودى رغم أن اليمنيين يوافقون عليه، وأضاف أن العمليات العسكرية السعودية فيما يبدو تستثير بعض التعاطف فى إيران مع المتمردين. وتابع التقرير أن المتمردين الحوثيين، «لن يعانوا على الأرجح أكثر من مجرد تراجع تكتيكى طفيف نتيجة للتدخل العسكرى السعودى»، واعتبر أن الخطر الأكبر على الحوثيين يتمثل فى قيام الرياض بجهود لتمشيط الحدود ووقف التهريب، مؤكداً أن السعودية تشعر أن لديها الكثير الذى تخشى عليه فى اليمن أكثر من مجرد التدخل الإيرانى لمصلحتها مع القبائل الحدودية وتهريب الأسلحة إليها عبر اليمن، وأكد أن السعوديين يشعرون دائما بأنهم يجب أن يكونوا القوة المهيمنة فى اليمن وتدخلوا بشكل مكثف لعقود فى سياسات البلد الداخلية.