«توك توك» لتأمين مستقبل الولد وتوك توك يحميه من الفساد

باعتباره مشروع المستقبل الذى يؤمَّن حياة كريمة لصاحبه فكر سامى فى تأمين مستقبل ولده الوحيد به، فبدلاً من شراء شقة وعربية والبحث عن وظيفة حكومية، اشترى سامى لولده «توك توك» ليعمل عليه بعد انتهاء دراسته، ومن ناحيته لم يحلم أحمد سامى بأكثر من هذا، فدبلوم التجارة الذى حصل عليه وسنه الصغيرة 20 عاماً لا يؤهلانه سوى لهذا العمل، «سائق توك توك».
لا يدل فكر سامى ولا موقعه كموظف حكومى مرموق على هذا التفكير الذى لجأ إليه لضمان مستقبل ابنه، ولا يتصور أحد العاملين معه أنه ينزل لمساعدة ابنه فى التوك توك، لدرجة أن أطلق عليه اسم «التوأمان» نظراً لازدواج ملكيته بينهما، أى هو نجله، ومنطقه فى هذا: «البلد فيها بطالة، ومالقتش شغلانة أؤمن بيها مستقبل ابنى عشان يقدر يكون نفسه خصوصاً إنه خاطب وعلى وش جواز».
سامى يرى أن مشروعه لتشغيل ابنه لا يختلف كثيراً عن مشروعات الحكومة لتشغيل الشباب بتوزيع عربات الفول والكشرى وبيع الخضروات عليهم.. التوك توك بيلم شباب كتير من عينة أحمد ابنى، وبيحل مشاكلهم وبيرحمهم من البطالة، ليه بقى شرطة المرور بتضايقهم وتعكنن عليهم فى الأكمنة».
اختيار التوك توك كمشروع للمستقبل لم يكن عشوائياً من قبل سامى، حيث جاء بعد تفكير طويل يصفه: صحيح التوك توك ب24 ألف جنيه، لكن تقسيطه رخيص وتكلفته العامة أقل من التاكسى. أحمد السيد، أحد أصحاب التكاتك، لا يقل فى ظروفه عن سامى، بل يزيد عليه، فهو مدير مخازن سابق فى شركة خاصة، ترك عمله هرباً من الجحيم الذى وجده فيه، ويصفه: «إما أن تكون فاسداً مثلهم أو يكرهوك ويطفشوك من شغلك، حسبى الله ونعم الوكيل، خلونى استقلت عشان أفضل محتفظ بشرفى ومادخلش بيتى لقمة حرام، وبصراحة مالقتش غير التوك توك، ورغم مشاكله، فهو أرحم بكتير من السرقة والفساد الموجود فى كل مكان دلوقتى».