أتمنى أن يكون مهندس تنظيم الحزب الوطنى الديمقراطى أحمد عز قد وجد الشعب السعيد البشوش الذى تحدث عنه فى المؤتمر السادس الأخير للحزب الحاكم وعدد صنوف وأنواع العز والرفاهية التى يعيش وينعم فيها فى ظل حكومة الحزب السعيدة وأتمنى أن يكون قد وجد هذا الشعب الضال فى أى مكان بعيدا عن هذا الشعب الحقود المتمرد الناكر للجميل ذى النظرة السوداء التشاؤمية لكل «إنجازات الحكومة وخيراتها» والمسمى أحيانا بالشعب المصرى فى السجلات الرسمية لحكومة الحزب السعيد. كل من استمع إلى المهندس أحمد عز فى تقريره فى الجلسة العامة للمؤتمر نظر حوله وتحسس عقله وواقعه الذى يعيشه وضحك ملء فمه من الرجل الذى كان بالتأكيد يتحدث عن شعب غير الشعب المصرى ودولة غير مصر التى يحكمها حزبه منذ 33 عاما، فالشعب الدانماركى أو الهولندى الذى كان يقصده المهندس عز يركب مليون منه السيارات ويلحق أولاده بالمدارس الخاصة وينعم 250 ألف أسرة منه بالرخاء، والدولة التى وردت فى تقريره باتت أحسن حالا ويحق له أن يفتخر بها ويذكر محاسنها من باب اذكروا محاسن أوطانكم. لا أشك فى هوية وجنسية المهندس أحمد عز فهو يحمل الجنسية المصرية بالتأكيد ولا أعرف إذا كانت لديه هوية أو جنسية أخرى، ولكنى أشك فى أن لديه معرفة حقيقية بواقع غير بعيد منه، ولكنه منفصل عنه أو أن حزبه فى عالم آخر فى مصر أخرى من الأمصار السعيدة الهانئة وليس فى مصر التى تعانى من مرض وفقر وفساد، وهذا ليس كلاماً مرسلاً، وإنما تثبته وتؤكده تقارير حكومية ودولية. فالشعب الحقود الناكر للجميل، كما تراه حكومة الحزب وحزب الحكومة 41 فى المائة منه يعيشون تحت خط الفقر كما ذكر تقرير التنمية البشرية الأخير للأمم المتحدة، و12 مليوناً منهم ليس لديهم مأوى و1.5 مليون منهم لا مكان لهم سوى المقابر (راجع يا باشمهندس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء الحكومى)، وترتيبه فى تقرير البؤس العالمى ال57 من بين 60 دولة، ويعانى 20 مليوناً منه بالاكتئاب، ومن بين 16 مليون أسرة مصرية نحو 8 ملايين لاتجد الطعام الكافى للحركة والنشاط. أما عن الفساد فحدث ولا حرج، وتقرير هيئة النيابة الإدارية (الحكومية برضه) يشير إلى أن هناك قضية فساد مالية وإدارية فى مصر كل دقيقتين بواقع 180 قضية يوميا إذا ما قارناها مع عدد ساعات العمل الرسمية للموظف فى مصر. وفى العام الماضى أشار تقرير مركز الدراسات الريفية إلى أن 39 ملياراً و373 مليوناً تم إهدارها خلال عام واحد ما بين 2008 و2009. ولذلك تحتل مصر المركز 115 من 134 دولة فى مؤشر مدركات الفساد الذى يقيس درجة انتشار الفساد بين المسؤولين فى الدولة. الأرقام والتقارير لا حصر لها، ولكن يبدو أنها لا تصل إلى المهندس عز - أدامه الله عليه - أو ليست لديه شهية لقراءتها لأنها نتاج إنجازات ثلاثة عقود من حكم حزبه. أرجو أن يسامحنا الباشمهندس أو يترفق بنا ويرحمنا ويحتملنا قليلا فنحن ضيوفه فى وطننا الثانى مصر وربما نغادره عما قليل لأننا شعب لا يستحق هذه الحكومة البديعة وهذا الحزب الرائع الذى أغلقت الحكومة عيوننا عن إنجازاته وتجلياته، ونعاهدك يا باشمهندس أن نساهم معك فى البحث عن الشعب الذى تتمناه ويرضا بك وبحزبك، شعب ظريف ولطيف.