مدينة طيبة أسطورة مصر القديمة قضت على الهكسوس ووحدت مصر بوجهيها القبلى والبحرى وقضت على النزاعات الانفصالية فكانت عاصمة الإمبراطورية الفرعونية فى أزهى عصورها فى الدولة الوسطى ومقصد العالم القديم كله. قاد أمراء طيبة الكفاح ضد الهكسوس، بعد أن بسطوا سيطرتهم على صعيد مصر وبلاد النوبة وأنشأوا سلطة قوية يحسب لها ألف حساب وأسسوا الأسرة السابعة عشرة. وعندما خاف الهكسوس من ازدياد قوة المصريين، رأى ملكهم أن يستفز أمير طيبة، وأرسل إليه رسولاً يقول له: «أسكتوا أفراس الماء فى البحيرة الشرقية بطيبة، فضجيجها يحرمنى من النوم نهارى وليلى، وأصواتها تطن فى مسامع مدينتى». كان هذا الطلب غريباً وخاصة إذا علمنا أن «طيبة» تبعد عن «أواريس» التى اتخذها الهكسوس مقراً لحكمهم بمئات الكيلومترات، ولكن الذى كان يقلق ملك الهكسوس هو نشاط «سقنن رع»، أمير طيبة، ورجاله بعد أن وصلت المعلومات إلى الهكسوس بمدى الحشد العسكرى وازدياد قوة طيبة بعد توحيد أقاليم النوبة والتفاف الناس حول أمرائها فرفض أمير طيبة هذا الطلب الغريب والمستفز الذى عرف أنه مجرد تحذير أجوف المقصود منه الاستهانة بالمصريين وبث الخنوع فى نفوسهم والاستهزاء بهم وسرعان ما نشبت الحرب بين الهكسوس وأمراء طيبة بعد أن أصبحت بروح مصرية جديدة تحركها العزة والكرامة سقط خلالها «سقنن رع» شهيداً على أرض المعركة. فكان أول حاكم يستشهد فى سبيل تحرير وطنه، وخلفه ابنه «كاموزة» فى قيادة الكفاح ضد الغزاة، وكانت أمه العظيمة «أياح حتب» تشجعه إلى أن استشهد كذلك فى معركة الحرية. وازداد غليان الشعب المصرى الرافض لأن يدنس الهكسوس أرضهم للأبد وعمت روح الانتقام وتحرير الوطن فهب «أحمس» لقيادة شعبه الثائر، فأعد جيشاً قوياً مدرباً على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية (التى كان يستعملها الهكسوس)، وانضم إلى جيش التحرير الكثير من المواطنين المتحمسين للثأر. وخرج أهالى طيبة عن بكرة أبيهم يتقدمون المحاربين بعد أن بذلوا الغالى والنفيس مما يمتلكون لتجهيز جيش النصر وزحف جيش «أحمس» الجرار إلى الشمال، وشدّد الهجوم عليهم فى عاصمتهم «أواريس» حتى دخلها، وظل يطاردهم عبر شمال سيناء حتى فلسطين، وتشتت شملهم ولم يظهر اسمهم بعد ذلك فى التاريخ. عاد «أحمس» إلى وطنه منتصراً، واستقبله شعب مصر استقبالاً رائعاً. وبذلك انتهت من تاريخ مصر فترة احتلال أجنبى بغيض، وبدأت فترة جديدة من المجد والفخار بقيام عصر الدولة الحديثة. وأصبح لطيبة معزة خاصة فى قلوب المصريين كمدينة جميلة وعاصمة للعالم القديم تتدفق عليها خيرات أفريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد إليها، كل عام، رسل من جميع البلاد التى تحت سلطانها وكما كان لكل إقليم فى مصر القديمة إله كان لطيبة الإله آمون (إله الشمس) الذى عبده أهل طيبة بعشق شديد وأصبح إله طيبة ملك الآلهة فى مصر بعد طرد الهكسوس لما أصبحت فيه مصر من مجد عظيم بدأ من طيبة.