هل قرأت عزيزى القارئ الخبر المنشور فى جريدة «المصرى اليوم» يوم الأربعاء فى الصفحة الثالثة عن وجود كمامات مسرطنة بالمحلة؟.. كلا؟.. طيب، هل علمت عن وجود كمامات مصنعة من الملابس الداخلية؟ الغريب فى الموضوع أننى بعد علمى بهذين الخبرين انتظرت أن أرى أو أسمع أى رد فعل حكومى من أى جهة إنشا الله وزارة الكهرباء، لكن الحكومة لا حس ولا خبر!.. ومنذ يومين قررت أن أعتكف على جميع الجرائد ربما أجد رداً حكومياً هنا أو هناك.. وأثناء استغراقى فى البحث إذا بدقات على بابى.. فقمت فتحت الباب، فإذا بالبواب عم حسين يقف أمامى ويسألنى: «صحيح يا دكتورة اللى بيقولوه ده عن الكمامات المتسرطنة»؟».. وما أن سمعت السؤال حتى فرحت بعم حسين.. أخيراً وجدت من سيثور على هذه المهزلة !.. فدعوته للدخول وأجلسته فى صالونى المفضل الذى لا أسمح بالجلوس فيه إلا بدءاً من الأمير تشارلز وطالع.. وبعد أن أقسمت عليه أن يشرب شيئاً سألته: «وانت قلقان ليه يا عم حسين، هو انت بتستعمل الكمامات؟».. «فنظر لى بتهكم وأجاب: إلا باستعملها! يا دكتورة دى الكمامة عندى بقت أعز من ولد الولد! ده أنا لما العيال بتخلعها قبل النوم باحط الكمامات تنام جنبهم فى السرير.. ومن يوم السقعة ما اشتدت بالليل وأنا باشد عليهم البطاطين زيهم زى العيال بالضبط.. دا أنا حتى باخلى الواد حسنين ابنى ينام ع الأرض مش فى السرير، أصله بيرفص بالليل فخفت عليها منه».. ثم صمت قليلاً.. ثم سألنى وابتسامة خبيثة تعتلى وجهه: «طيب وحكاية الكمامات اللى من اللامؤاخذة الملابس الداخلية، دى بردك صحيحة؟». - «والله يا عم حسين شكلها كده.. ليه؟ هو انت اشتريت منهم؟».. فأجابنى وابتسامته تزداد على وجهه: «أصلى ماخبيش على حضرتك كنت باشترى امبارح كمامات ولقيت عند الأجزجى كده على جنب شوية كمامات حمراء، فقلت فى عقل بالى أكيد الكمامات الشفتشى دى هى اللى متصنعة من اللامؤاخذة الملابس الداخلية».. استمعت لما يقول ووزنته ووجدت أن الراجل برضه عنده وجهة نظر ونظرة تحليلية جديرة بالاحترام! فقلت له: «عموماً طالما الحكومة لسه ماصرحتش ولا علقت ع الموضوع، ف انت خليك فى الأمان وخليك فى الكمامات البيضاء أسلم»... فأجابنى والخجل يبدو على وجهه: «أصلى.... الحقيقة... أصلى....». - فيه إيه يا عم حسين اتكلم. - أصلى الصراحة عينى زقزقت على الكمامات الحمراء دى فاشتريت منها لأم العيال. ففجعت وسألته بقلق: وبعدين؟ جالها هرش ولاَّ حاجة لما لبست الكمامة؟ فنظر إلى كمن يتحدث الى مخبولة: هرش إيه يا ست الدكتورة؟!.. دى بعد ما لبستها بقى مزاجها عالى قوى.. داحنا ليلتها سهرنا للصبح! - لا يا شيخ! طب ولما هى الحكاية كده بتخبط عليا دلوقت ليه؟ - أنا بس جاى أطلب منك تبلغى زملاتك الأفندية الصحفيين بلاش والنبى تبطلوا تقولوا كلام لا عن اسمها إيه الجودة والذى منه وبعدين نبص نلاقى الكمامات الشفتشى اتسحبت من السوق.. سيبونا نشوف مزاجنا بقى!