فى 10 يناير عام 1869 ولد جريجورى يافيموفيتش فى قرية بوكروفسكوى فى سيبريا وفى طفولته، ظهرت لديه رؤى مستمرة عن قدرات الشفاء فلما بلغ الثلاثين كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أنه كان مدمنا الشرب وسرقة الجياد وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة جواد نقطة تحول فى حياته، حيث هرب من القرية ولاذ بأحد الأديرة واتخذ صفة الرهبانية وبدأ رحلة طويلة جوالا وقام برحلة إلى جبل اثوس باليونان وهناك اكتسب أنصار ذوى نفوذاً كما أنه صار فى تجواله تحت تأثير طائفة متطرفة غير شرعية تنزع إلى ممارسة طقوس التحمل والممارسات المحرمة ومع عام 1903 وفى سان بطرسبورج كانت الطبقة الأرستقراطية آنذاك مولعة بالسحر والتنجيم وفى عام 1905 قابل راسبوتين عالم لاهوت كان رئيسا لأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للإمبراطورة إلكسندرا فيودوروفونا فقدم لها راسبوتين واقتنعت تماما بقدراته حين استطاع أن يخفف من النزيف الذى أصاب أليكسيس نيكوليافبتش، وريث عرش روسيا المريض بسيلان الدم ولم يمض وقت طويل حتى برهن راسبوتين على قوته الخارقة لإلكسندرا، وصار مستشارها الشخصى ومع بزوغ نجمه زاد أعداؤه وفى 27 يونيو عام 1914 عاد راسبوتين إلى قريته فى سيبريا. وفى اليوم التالى تلقى برقية، وبينما كان فى طريقه لإرسال الرد تعرض لمحاولة قتل على يد عاهرة فلما تعافى عاد إلى بطرسبورج واستطاع اكتساب المزيد من النفوذ السياسى فصار صاحب رأى فى تعيين وطرد الوزراء. ومع تزايد نفوذه الطاغى على قرارات القيصر السياسية. وفى السابع من ديسمبر عام 1916 كتب راسبوتين خطابا للقيصر يتنبأ فيه بمقتله. وقال له: «إذا قتلنى أقاربك فلن يبقى أى فرد من عائلتك حيا» أما عن مقتله فكان حينما قرر الأمير يوسوبوى، زوج ابنة أخ القيصر وابن عم القيصر بافالويتش، وفلاديمير بيرشيكفيتش. القضاء على راسبوتين وفى مثل هذا اليوم 30 ديسمبر 1916 دعا يوسوبوى راسبوتين إلى قصر مويكا بحجة أن إيرينا تريد مقابلته. وبينما كان ينتظر ظهورها، قدم رجل لراسبوتين كعكا وخمرا بهما سم وأبدى راسبوتين حصانة ضد السم فهلع فنزع مسدسه وأطلق النار عليه وترنح راسبوتين خارجا إلى ساحة القصر فأطلق يرشيكفيتش النار عليه ثانية ثم ضربوه بهراوة وقيداه وألقيا به فى نهر نيفا. وبعد عشر أسابيع فقط من وفاته، أطاحت الثورة الروسية التى اندلعت عام 1917 بآخر جيل من سلالة رومانوى. وبعد مرور أقل من عامين قامت فرقة بإعدام القيصر نيقولا وعائلته بأكملها فى سيبريا.