واصل مئات النشطاء الغربيين ينتمون إلى نحو 42 جنسية تظاهراتهم فى القاهرة أمس احتجاجاً على عدم السماح لهم بالتوجه إلى غزة، لنقل مساعدات إنسانية لسكان القطاع، والإعلان عن تضامنهم مع الفلسطينيين فى الذكرى الأولى لهجمات «الرصاص المسكوب» الإسرائيلية ضد القطاع، فيما قرر القائمون على قافلة «شريان الحياة 3» التى تنقل مساعدات إنسانية وطبية لقطاع غزة والعالقة فى ميناء العقبة الأردنى منذ أيام، أمس العودة إلى سوريا استعداداً لدخول مصر من ميناء العريش عبر اللاذقية بعد رفض السلطات المصرية دخولها من ميناء نويبع. ونظم الناشطون وقفة احتجاجية أمام مبنى مركز التجارة العالمى بكورنيش النيل أمس، قاموا خلالها بترديد الهتافات والشعارات المؤيدة لفلسطين، رافعين علماً فلسطينياً تجاوز طوله ال15 متراً، وذلك وسط حصار أمنى مكثف. كما نظموا وقفة أخرى أمام مجمع التحرير بوسط القاهرة للإعراب عن رغبتهم فى موافقة السلطات المصرية دخولهم إلى قطاع غزة لنقل مساعدات إنسانية، لافتين إلى أنهم ينتمون إلى 42 جنسية، وينتمون إلى الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأن عددهم وصل إلى 1362 شخصاً، حضروا خصيصاً للتضامن مع أهالى غزة. وفى العريش تظاهر نشطاء من المنظمة الدولية لفك الحصار عن غزة وسط حصار أمنى مكثف، مطالبين المجتمع الدولى بالعمل على فتح معبر رفح، ووقف بناء الجدار الفولاذى، وفك الحصار عن الشعب الفلسطينى. وكان نحو 300 متظاهر معظمهم من فرنسا، قطعوا شارع مراد «شارل ديجول سابقاً» المؤدى إلى ميدان الجيزة، مساء أمس الأول، لمدة 3 ساعات ونصف الساعة، بداية من الساعة ال10 مساء وحتى الواحدة من صباح أمس، وافترش المتظاهرون اتجاهى الشارع أمام السفارة الفرنسية، ونصبوا خياماً بلاستيكية فى وسط الشارع، احتجاجاً على منع الأمن السماح لهم بالذهاب إلى رفح للعبور إلى غزة، وردد المتظاهرون بالإنجليزية والفرنسية هتافات «الحرية لغزة» و«الحرية لفلسطين»، فيما توجه عدد من الناشطين الإيطاليين إلى مقر السفارة الإيطالية، حاملين نفس المطالب، وعلمت «المصرى اليوم» أن هذا الوضع أدى إلى اجتماع أعضاء السفارة لبحث الوضع المتعلق بالمسيرة. وقال السفير الفرنسى فى القاهرة «جين فيلكس بجانون» إن المتظاهرين من حقهم الذهاب إلى رفح «طالما لا يوجد قانون يمنعهم من هذا» ولم يترك المتظاهرون الشارع إلا بعد أن وعدتهم «قيادات أمنية» بالسماح لهم بالذهاب إلى رفح صباح اليوم، بعد تهديدهم باللغة الفرنسية باستخدام العنف لاختراقهم القوانين المصرية. بدأت المظاهرة بتجمع نحو 300 من المشاركين فى «مسيرة إلى غزة» أمام السفارة الفرنسية الساعة 7 مساء أمس الأول، فى انتظار الأتوبيسات التى اتفقوا معها لنقلهم إلى رفح، وبعد انتظارها ثلاث ساعات، علموا أن قوات الأمن منعت الأتوبيسات من نقلهم فتحركوا مستغلين التواجد الأمنى الضعيف، وافترشوا شارع مراد باتجاهيه، حاملين حقائبهم. وحاولت قوات الأمن فتح الطريق لحارة وحيدة ولكن المتظاهرين رفضوا وناموا فى الشارع، مما اضطر الأمن إلى تحويل المرور من الشارع كلياً إلى شوارع جانبيه. وعند الساعة الواحدة من صباح أمس، بدأت قوات الأمن فى إخلاء الشارع من السيارات المركونة، وبدأ عدد من سيارات الأمن المركزى وسيارات المطافى فى الوصول إلى مكان الاعتصام، وتحدث أحد القيادات الأمنية مرة أخرى إلى المعتصمين باللغة الفرنسية، وهددهم باستخدام العنف فى حال أصروا على خرق القوانين المصرية بإغلاق أحد الشوارع، ومن جديد تدخل السفير الفرنسى «مرتدياً بيجامة»، وأقنع المعتصمين بالمغادرة مع وعد بأن تصل سيارات تنقلهم إلى غزة بعد ساعات «وهو ما لم يحدث حتى مثول الجريدة للطبع، وبعد مشاورات بين قادة المظاهرة، وافقوا على اقتراح السفير، وأخلوا الشارع ليعود إلى العمل. فى المقابل صرح السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن النشطاء الفرنسيين من أصل عربى الذين يواصلون اعتصامهم أمام السفارة الفرنسية فى القاهرة «لم يحترموا تعهدهم»، حيث دخلوا مصر بتأشيرات سياحية حسب قوله وفى ذهنهم القيام بنشاط سياسى عن طريق تنظيم مسيرة سياسية على أرض مصر وهذا يخالف شروط دخولهم. وقال زكى فى مقابلة مع راديو «بى. بى. سى» أمس: «تم إخطار هؤلاء النشطاء مسبقاً بأنه سيتم منع هذه المسيرة فقامت قوات الأمن بالوقوف أمام هذ المسيرة فتراجعوا ووقفوا على الرصيف الموجود أمام السفارة الفرنسية»، موضحاً أن قوات الأمن المصرية قامت بتأمين هذا الرصيف. وأضاف: «إن ادعاء هؤلاء النشطاء بأنهم يحملون مساعدات للفلسطينيين فى غزة غير صحيح، فهذه المساعدات التى يتحدثون عنها عبارة عن طعام وبعض الأدوية التى اشتروها من متاجر القاهرة، ولكن قافلة شريان الحياة هى التى تحمل المساعدات الكبيرة معظمها من تركيا ولذلك فإن المنظمين الأتراك يريدون حل هذا الموضوع، بينما توجد حفنة أخرى من المنظمين الآخرين الذين يريدون التمسك بالظهور الإعلامى والضغط وإحراج مصر». وصرح مصدر دبلوماسى فرنسى بأن «مسيرة شريان الحياة 3» ليس لديها تصريح بالتوجه إلى غزة عبر رفح المصرية وأنه جار الاتصال بين السفارة الفرنسية والسلطات المصرية لبحث الموقف بشأن أعضاء المسيرة المتظاهرين أمام السفارة. فيما صرح دبلوماسى إيطالى بأن بعض المتظاهرين الإيطاليين من أعضاء مسيرة «شريان الحياة» توجهوا إلى السفارة الإيطالية نظراً لرفض السلطات المصرية المرور إلى غزة عبر أراضيها، وأنه كان المقرر للقافلة أن تمر يوم 28 ديسمبر الجارى. وقال ممثل الوفد الفرنسى، يزيد شارنى، فى مسيرة «الحرية لغزة»: إن الوفد الذى يضم 420 ناشطاً سياسياً فرنسياً، لا يريد أى توترات مع الحكومة المصرية، مشيراً إلى تجمعهم أمام سفارة بلدهم «كان عفوياً»، بعد أن انتظروا الأتوبيسات التى كان يفترض أن تقلهم إلى العريش ولم تأت فتجمعوا أمام السفارة للتعبير عن غضبهم. وأشار إلى أنه و42 ممثلاً عن نشطاء فى دول أخرى، وقعوا على وثيقة وأرسلوها لرئاسة الجمهورية تطالب بتغيير الموقف الرسمى من القافلة المانع لها، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة للمسيرة لم تتلق رداً حتى الآن.