حسن شحاتة سيد المظاليم صحيح يا جماعة ساعة الحظ متتعوضش، فقط أرجوك لا تفهمنى خطأ، أنا لا أقصد الحظ إياه، الذى تتكيف منه الناس. لا أقصد جلسة الفرفشة والنعنشة، وقعدة المزاج، أقول لكم بلاش حكاية ساعة الحظ دى، لأنها فى بعض الأحيان سمعتها مش ولابد. طيب لو قلت ساعة الفرح متتعوضش، أيوه كده، أهو ده الكلام، وحقيقى حقيقى ما أجمل وما أحلى الفرح. يا سلام من منا لا يحب الفرح، من منا لا يحلم بساعة فرح، بلاش ساعة، ثانية واحدة، أو حتى فيمتو ثانية فرح.. أصبحنا نقول إن الابتسامة غابت عن وجوه المصريين، والضحكة تلاشت، والتكشيرة أصبحت سيدة الموقف، والغضب ما أسهله، والنكد يا عينى عليه، طيب من فضلك قل لى آخر مرة شعرت بالسعادة والفرح، آخر مرة ضحكت فيها.. هل فكرت مرة أن تنظر للمرآة لترى شكلك كيف يبدو؟ هل لاحظت أن تجاعيد الوجه ظهرت قبل الأوان، والسواد تحت العينين بدا أكثر سواداً، هل لاحظت أنك أصبحت أكثر ميلاً لحضور الجنازات والسرادقات من حضور الأفراح والمناسبات السعيدة؟ غير مطلوب رد الآن، فقط راقب نفسك وسجل ما تراه. والآن هل لفت نظرك عصبية المصريين واستعدادهم للغضب السريع؟ هل شاهدت تصرفات الناس مع بعضها فى الشوارع وفى الأوتوبيسات؟ حضرات القراء قد يقول البعض، وربما أكون أنا منهم، ماذا يجرى فى مصر؟ إيه الحكاية، هوه فيه إيه، أين ذهب الناس «المكلضمين» الذين كانوا أمامى من لحظات، أين هؤلاء الذين لم يكونوا يطيقون أنفسهم، ولا من هم حولهم؟ صحيح هو فيه إيه!! الناس ملأت الشوارع، الأغانى وصلت لعنان السماء، الناس أفواهها تبتسم دون توقف، الناس كلها ترقص وفرحانة. إذن هناك فرح وفرح غير عادى. إذن هناك شىء غير طبيعى حصل ويحصل الآن، هل هناك ساحر استطاع بعصاه أن يبدل من حال إلى حال، العيون كلها تتجه إلى مكان ما وإلى شخص ما.. فى البعد صورة لإنسان يبتسم ويشير بعلامة النصر.. الصورة تقترب ويبدو فى الكادر رجل اسمه حسن شحاتة، تاجر السعادة، لا تعجبنى كلمة تاجر هذه فهى تعنى البيع والشراء والمكسب والخسارة، أفضل كلمة مصدر السعادة، فعلينا أن نتصور أى إنسان هذا الذى يستطيع أن يسعد وطناً وأمة بحالها، ثمانون مليون مصرى وصل هذا الرجل إلى قلوبهم وعقولهم، استطاع أن يقلب الصورة، ويحول كل من جلس طوال الليل حزينا يغنى آه يا ليل آه يا عين. الزوج الذى كان يخاصم زوجته أصبح يقبلها قبلات سريعة بعد كل هدف، والذى كان ضارب بوز معتبر مع أم العيال اختفى هذا البوز وحل محله نظرات الحب والحنان، العواجيز جرى الدم فى عروقهم جريان الماء فى الأنهار، كل من له فىالكورة أو ليس له، أصبح خبيراً فى كرة القدم، فقط هو يحب أن يرى الهدف يدخل فى مرمى منافس مصر والسلام، الناس فى البيوت بتشوط الهواء وتضرب شقلباظات، وتصرخ حتى يذهب صوتها مع نهاية المباراة. كلمة واحدة تبادلها المصريون فى نهاية اللقاء هى كلمة «مبروك» تصوروا.. ثمانون مليون مصرى ينطقون كلمة الفرح والسعادة هذه فى وقت واحد. حضرات القراء كان السؤال بعد المباراة هو كيف جاء هذا النصر الكبير؟ أستميحكم عذراً لكلماتى القادمة، وأرجوك لا تفهمنى خطأ فلست الآن وزيرا للرياضة حتى أنافق ولا أبحث عن وظيفة أو مكافأة فقد مضى هذا الزمن من زمن. فى رأيى أن مقدمات النصر جاءت بعد هزيمة الفريق من الجزائر فى موقعة أم درمان، بدأت بعد أن بدأنا جميعاً نزمجر ونسن السكاكين ونمسك السواطير والخناجر والمسدسات لفريقنا الوطنى، يا داهية دقى، نخرج من بطولة كأس العالم.. ده كلام، كيف ولماذا ومن السبب؟ استعد الكتبة وميكروفونات الفضائيات، وقبل أن تبدأ ساعة العمل النقدى تدخل الرجل صاحب الفضل الذى حول هذا المساء مائة وثمانين درجة من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين، فعلها الرئيس مبارك عندما اتصل بحسن شحاتة وأبنائه فى السودان وواساهم وأعلن نيابة عن المصريين احترامه لهم ولوطنيتهم. وساعتها كان أجمل رد من شحاتة هو: إننى أعتذر يا سيادة الرئيس لأننى لم أنجح فى تحقيق أمل المصريين. كانت هذه اللحظة الفارقة التى بدلاً من أن ينكسر فيها أفراد الفريق وقفوا بكل قوة وتعهدوا ببدء المشوار لبطولة الأمم الأفريقية. كانت هذه نقطة التحول التى حولت إرادة الهزيمة إلى إرادة النصر. حضرات القراء لو لم يتدخل الرئيس مبارك لكنا أكلنا لحم حسن شحاتة ومصصنا دمه وقرقشنا عظامه، بل ربما كنا سنرقص حوله كما يرقصون حول الفريسة فى أدغال أفريقيا، نكتف يديه ورجليه ونكمم فمه حتى لا ينطق ثم نشعل حوله النيران ونبدأ رقصة الحرب التى كنا نراها فى أفلام الهنود الحمر قبل التخليص على الفريسة. بل ربما كان سيطالب البعض بسحل حسن شحاتة، ونفيه إلى أقاصى صحراء مصر وتركه هناك دون ماء وحيداً، ونتركه للنسور والصقور لتكمل المهمة. فى هذه البطولة وخاصة ما قبلها لدينا مظاليم، كان يحلو لنا ملاعبتهم، ودغدغتهم، ورجمهم بالألفاظ النابية، الذى ليس له فى الكتابة قرر أن يتدرب فيها على حسن شحاتة، والذى أمسك بالميكروفون لأول مرة قرر أن يقول آلو آلو آلو، واحد اتنين تلاتة هنا قناة الحاج مدبولى وتليفوننا رقم «صفر صفر صفر»، مستعدون للقيام بواجب العزاء من أول الليلة حتى آخرها. عزيزى القارئ ليس هناك أقسى من الظلم، وأرجوك لا تصدق المثل العبيط الذى يقول يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم. الظلم يقتل الرجال ويذلهم ويدوس على كرامتهم. ولعل أجمل شىء ما يقوله ديننا عند قيام القيامة «لا ظلم اليوم» كنت أتعجب مما يدور حول حسن شحاتة، فالرجل نعامله كما لو كان «عمل عملة»، كأنه سرق بنكاً، أو اعتدى على فتاة قاصر، كحرامى جزم، ما يجرى مع الرجل لم يكن مفهوماً، الرجل نجح فى الأولى 2006، والثانية 2008، طيب ما هو المطلوب أكثر من ذلك؟ لماذا هذا الضغط الرهيب على الرجل؟ قال حسن شحاتة حاربونى بسبب «جدو» وقالوا عنى طاووس وماشى بالبركة والكوسة والحظ. وأنا أقول الذى ليس لديه حظ فليعتزل كرة القدم، فالحظ جزء مهم من اللعبة. حُزن حسن شحاتة والمرارة التى بداخله والظلم الذى ظلموه به شىء لا يقدر عليه أحد، أرادوا أن يكسروه ونصره الله، وقال بعد المباراة الحمد لله لأنهم اتخرسوا. عزيزى شحاتة لقد ظلموا حبيبنا محمداً رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأهانوه، وأبعدوه عن بلده، وتحاملوا عليه وفرقوا بين عائلته، وكان يخاطب الله سبحانه وتعالى: «إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى». عزيزى حسن شحاتة.. أقول لك «كبّر»، ولا أقول لك «إرمى ورا ظهرك». مشاعر ■ د. زكريا عزمى.. يعجبنى لأنه ابن بلد وجدع.. ومصحصح ولا يتأخر عن أحد.. أعتب عليه عدم دعوة حكمنا الدولى عصام عبدالفتاح الذى أدار مباراة الافتتاح فى بطولة كأس الأمم الأفريقية للقاء الذى عقده الرئيس مبارك مع المنتخب الوطنى، مقابلة الرئيس كانت ستكون ترضية له بعد موقف الكاف والاتحاد المصرى باستبعاده من التحكيم فى كأس العالم. رجاء رد الاعتبار للطيار عصام عبدالفتاح. ■ خالد يوسف، مخرج سينمائى.. يشعر كثيرون أن الأنا والنرجسية لديه أكثر من فنه، يثير المشاكل للفت الأنظار إليه، لدينا مخرجون أفضل منه ولم نر منهم مثل هذه التصرفات غير الفنية، هل هناك علاقة بين أفلامه المكررة عن العشوائيات وقضية الأمن القومى؟ وهل أدت إلى التعاطف مع أهلها أم أدت إلى النفور والابتعاد عنهم أم أدت إلى سخطهم على النظام السياسى؟ الفن هو إعلاء قيمتى الفن والجمال. رحم الله صلاح أبوسيف مبدع الواقعية ومنك لله يا يوسف شاهين. ■ الدكتور نصر علام، وزير الرى.. من المؤكد أنه لا ينام الليل لأن هناك تأخيرا فى تنفيذ كوبرى كفر المصيلحة بلد الرئيس مبارك.. من المؤكد أن هذا الكوبرى سيكون له الأولوية فى أجندة مشروعات وزارة الرى. ■ حسنى عبدربه، نجم منتخب مصر.. فى حوار معه من الإمارات، سألته ماذا فعلت له الإسماعيلية حكومة وشعباً؟ الرد: وهل فعلوا لى شيئاً عندما حصلت على لقب أحسن لاعب فى البطولة السابقة.. بصراحة أنا حزين لذلك وأحسد اللاعبين الآخرين الذين استقبلهم الآلاف والمحافظون بينما مدينتى لم تفعل ذلك مع ابنها البار حسنى عبدربه.. التراس الإسماعيلية وروابطها كسفتونا. ■ الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.. سفير مصر العالمى الذى يستقبل استقبالا لا يلقاه كبار السياسيين فى دول العالم، والذى أعاد لمصر آثارها، حزنت عندما اعتدى عليه نائب مغمور دفاعاً عن المهندس أحمد عز، الذى أثق أن هذا التصرف أغضبه أكثر مما أسعده، والذى أساء لشخصه، صحيح «لا كرامة لنبى فى بلده». ■ عصام الشوالى، المعلق التونسى.. طالب بإقامة تمثال لحسن شحاتة فى القاهرة، ونحن ماذا طلبنا له، لا شىء.. الكرة فى ملعب نادى الزمالك ومحافظى القاهرة والجيزة. بدون مشاعر .. لماذا لا يتحدث الوزراء السابقون؟ يتعجب كثيرون من المهتمين بالعمل السياسى من صمت الوزراء السابقين، فهم يرونها ظاهرة لا تفسير لها، فمنهم من يقول إنهم لا يتحدثون لأنهم لا يملكون الشجاعة الكافية، ومنهم من يقول إنهم كما دخلوا خرجوا، دخلوا لم يشعر بهم أحد وعندما خرجوا لم يشعر بهم أحد كذلك، ومنهم من يرى أن ملفهم ملىء بالأخطاء والأعمال التى قد تستحق المحاكمة، وآخرون يقولون إنهم لا يتحدثون لأنهم ملوا وزهقوا ولم يستمع لهم أحد وهم فى الموقع فهل سيسمع لهم أحد بعد ترك الوزارة؟! ويراها البعض ظاهرة مصرية خالصة لأنها غير موجودة فى معظم دول العالم خاصة الديمقراطية منها. الصحفيون والمثقفون لا يعجبهم هذا الصمت المريب غير المفهوم، فكأنما مطلوب من كل وزير يخرج أن يعقد مؤتمراً صحفياً يتحدث فيه عن أسباب خروجه من الوزارة وهو أصلاً لا يعرف كيف دخل.. فهل سيعلم كيف خرج؟ إن مشكلة كثير من الوزراء الذين خرجوا أنهم إذا تكلموا قامت الدنيا ولم تقعد، وإذا صمتوا قالوا لماذا لا يتكلمون؟! فالساكت عن الحق شيطان أخرس. ولماذا لا نعذر هؤلاء الوزراء، فرؤساء الوزراء لم ينطقوا، فنحن لم نر أحداً منهم قد تحدث أى حديث فلا هو حكى لنا ظروف اختيار وزرائه وهل فرضوا عليه أم أنه لم يكن عليه سوى الموافقة والاستسلام، أو حتى تحدث عن المشاكل الرئيسية الكبرى التى واجهها طوال فترة رئاسته للوزارة، وقد أزعم، وقد عملت مع كثير من رؤساء الوزارات، أننى أستطيع أن أعطى رأياً موضوعياً إلى حد كبير فى كل منهم. فالدكتور عاطف صدقى كان يشعر الذين عملوا معه أنه أب لهم، فقد كان رقيقاً سلساً يحاول أن يلم شمل أسرة حكومته قدر المستطاع مع صعوبة العمل مع كثير من الذين عملوا معه. وأشهد أنه كان يعطى حرية مطلقة لكل زملائه، فلم يكن يتدخل إلا إذا كانت هناك توجيهات من الرئيس بشأن أداء بعضهم. أما الدكتور عاطف عبيد، فكانت الملكة الرئيسية عنده هى قدرته على التفاوض والوصول إلى الحلول الوسط بين كل الأطراف المختلفة، وفى رأيى أن هذه أكبر مميزات الرجل، وكان يخيل للبعض أنه يبرز الخلاف بين بعض الوزراء حتى يتدخل ويمارس هوايته فى الوصول إلى حل يرضى الأطراف حتى لو لم يكن ذلك فى صف الصالح العام، وكان هذا الأداء يعطيه الثقة فى نفسه، فهو عاش دور كبير المفاوضين أكثر من دور رئيس الحكومة.. ومع كل هذا كانت تعود الخلافات بأسرع مما يتوقع. أما الدكتور الجنزورى، فقد جاء وهو يقول لنفسه كما كان يقول محمد على كلاى «أنا الأعظم» I am the greatest ولهذا كان مفهومه أن الذين يعملون معه يعملون تحته وأنهم الرعية وعليهم أن يستمعوا ولا يعلقوا أو يناقشوا، فهو القائد والزعيم داخل مجلس الوزراء، وهو الملهم (بضم الميم) الذى على الجميع الاستماع لتوجيهاته، وكان يتردد أنه قال لبعض من حوله «لقد فعلت لمصر أكثر مما فعله محمد على» كان الرجل لديه خطة لم تكن خطة خمسية كتلك التى وصل بها إلى منصب نائب رئيس الوزراء ثم رئيس الحكومة، كانت الخطة هى القضاء على من ينازعونه السلطة أو لديهم القدرة على مناقشته أمثال صفوت الشريف وكمال الشاذلى والدكتور محمود الشريف والدكتور حسين كامل بهاء الدين والدكتورة آمال عثمان والدكتور إبراهيم سليمان والدكتور يوسف بطرس غالى وكثيرين غيرهم. ولهذا فإنه يعتبر الشخص الوحيد الذى لم يفهم السياسيون أسباب صمته مع كل هذه الصلاحيات التى كان يحوزها. حضرات القراء حوار الوزيرة ميرفت التلاوى أعجبنى واحترمتها أكثر فقد تكلمت ببعض ما كان يدور فى كواليس الحكومة، وقد حزنت عندما اتهمها أحد الصحفيين بأنها تدعى البطولة وأنها مثل دون كيشوت تحارب الهواء، وكان عليها أن تتحدث وهى فى الموقع وليس بعد أن تركته. الصحفى هنا انتصر للدكتور الجنزورى وهجومه عليها هو دعوة إلى صمت الوزراء الذى لا يعجب معظم الصحفيين. ما قالته كان يعرفه كل من كانوا فى كواليس الحكم فى هذه الفترة، فهى صادقة وشجاعة كما كانت وهى وزيرة. قالت إن كل وزير وكل حكومة تأتى يبدأون من الصفر، أليس هذا حقيقياً أليست هذه هى مأساة الإدارة الوزارية فى مصر؟ قالت إن الدكتور يوسف غالى أراد أن يستثمر أموال المعاشات فى أحد البنوك الأمريكية، وإنها قالت آخر اللقاء «المقابلة انتهت» وهذه حقيقة يعلمها الجميع. وقالت عن الدكتور الجنزورى إنه رجل وطنى، وأضافت: إنه نموذج للجمود الفكرى، وهذا حقيقى فكل الذين يعرفون الرجل أو تعاملوا معه يرونها محقة تماماً فى هذا الرأى، وهذا ما كان يقوله كل الذين حوله فى العمل، فقد كانوا يقولون إنه «سى السيد» الشخصية المشهورة فى رائعة نجيب محفوظ. أما ما قاله الدكتور عبيد عن إنها شخصية تصادمية، فالوصف لا يعيبها، فهذا يعنى أنهم لا يريدون الرأى الآخر، ولا يستريحون مع مثل هذه الشخصيات. سيدتى الوزيرة خرجت رافعة الرأس مستريحة الضمير.. وما زلت كما أنت رافعة الرأس مستريحة الضمير.