تنسيق حكومى لاحتواء أزمة انقطاع الكهرباء عن الصناعات الاستراتيجية و«التجارة» تراقب مصانع الأسمنت المتوقفة مؤقتاً عن الإنتاج

كشفت مصادر مسؤولة أن الحكومة تتابع عن كثب أزمة انقطاع الكهرباء عن بعض المصانع الاستراتيجية، خاصة الأسمنت، مشيرة إلى وضع سيناريوهات لمواجهة الأزمة خوفاً من استمرارها أو تكرارها خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت المصادر إن وزارة الكهرباء تنسق مع جميع الجهات المعنية لاحتواء أزمة انقطاع التيار الكهربائى عن عدد من المصانع لفترات زمنية تتراوح بين 4 و10 ساعات يومياً، مؤكدة وجود تنسيق على أعلى مستوى خشية حدوث أزمة فى المعروض، خاصة الأسمنت والحديد.
وقال اللواء محمد أبوشادى، رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة، إن القطاع يتابع الوضع فى مصانع الأسمنت والسوق، ويتلقى إخطارات يومية من المصانع بتوقف الإنتاج لفترات محدودة نتيجة انقطاع التيار الكهربائى.
مؤكداً وجود لجان مشكلة من هيئات التنمية الصناعية والرقابة الصناعية والجودة تفحص يومياً المصانع المتوقفة عن الإنتاج لفترات مؤقتة للتأكد من صحة مبررات المصانع.
وأضاف أن الوزارة تنسق مع جميع الجهات المعنية لاحتواء انقطاع التيار الكهربائى عن بعض المصانع، وتسعى الى توفير البدائل المتاحة لمواجهة أى نقص فى المعروض فى السوق، مشيراً الى أن وزارة الكهرباء تعمل على مدار الساعة للانتهاء من صيانة وإصلاح بعض الأعطال فى شبكة الكهرباء خلال الأسبوع الجارى.
وأوضح أن الوزارة تكثف من حملاتها على أسواق الأسمنت والحديد لمواجهة أى مضاربة على الأسعار، خاصة فى الإسكندرية والصعيد، لافتاً الى أن الحملات تحرر مابين 15 و25 محضراً يومياً لتجار يبيعون بأعلى من السعر المعلن.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائى عن مصانع الأسمنت خلال الأسبوع الماضى فى انخفاض الإنتاج بنسبة 30%، حسب العاملين فى المجال، مشيرين إلى أنه يهدد بتعطل بعض خطوط الإنتاج.
وقال مدحت استيفانوس، المدير التجارى لشركة تيتان، إن انقطاع التيار الكهربائى عن مصانع الأسمنت يمثل خطورة كبيرة للمعروض فى السوق، ولأفران الأسمنت التى لا يسمح تصميمها بالتوقف المفاجئ لأكثر من مرة، دون صيانة، مؤكداً أن عدداً من المصانع الكبرى تعمل حاليا ب 70% فقط من طاقتها الإنتاجية، إلا أنها تعوض ذلك حالياً بمخزون «الكلنكر» المتوافر لديها منذ حوالى أسبوع.
وأضاف أن الحل الأمثل حالياً هو قطع التيار الكهربائى عن بعض مصانع الحديد بدلاً من مصانع الأسمنت، خاصة أن المخزون الاستراتيجى من الحديد جيد ويلبى الطلب، بالإضافة الى سهولة استيراد كميات من الحديد المستورد.
واعتبر أن استمرار انقطاع الكهرباء سيؤثر حتماً على أفران الأسمنت، وعلى المعروض فى السوق، مما سيخلق أزمة كبرى فى السوق، خاصة أن المصانع مهددة بالتوقف عن الإنتاج نهائياً إذا استمر الوضع طويلاً.
وأكد استيفانوس أن الشركة لن ترفع الأسعار خلال العام الجارى، نهائياً، وأنها ملتزمة بالأسعار التى أعلنتها فى شهر ديسمبر الماضى.
وقال مصدر مسؤول بشركة سيمكس «أسمنت أسيوط» إن الكهرباء تنقطع يومياً عن مصنع الشركة بأسيوط لمدة 5 ساعات، منذ أسبوع، وأن استمرار انقطاع التيار الكهربائى يهدد بتوقف الأفران عن العمل ودخولها فى عمليات صيانة وعمرات لأسابيع، بسبب تأثرها من التوقف المفاجئ.
وتوقع المصدر حدوث أزمة كبيرة فى السوق بسبب نقص المعروض من الأسمنت، متوقعاً ارتفاع الأسعار خلال أيام بمقدار 30 جنيهاً، وذلك بعد أن استنفدت الشركات المخزون المتاح لديها من خام «الكلنكر» خلال الأسبوع الماضى.