عايدة: (تواصل).. ولا عاوزنى أستناك أربع سنين.. المتغيرات الدولية سريعة جداً.. ماحدش عارف حايحصل إيه فى الأربع سنين دول. طارق: سنة واحدة.. المقرر بتاع حكم الشعوب مضغوط فى سنة واحدة. عايدة: شكلى كما لو كنت باترجاك تتجوزنى. طارق: حبيبتى أرجوكى.. ماتقوليش الكلام ده. عايدة: (ببطء وحزن).. طارق.. لأول مرة باشعر بالخوف.. مش المخاوف العادية اللى كل الناس بتحسها.. لأ. طارق: من إيه.. على إيه؟ عايدة: من كل حاجة.. وعلى كل حاجة.. (يختنق صوتها).. أنا مش بالومك.. أنا جزء من الماضى.. أو زى الجرايد ما بتقول.. من العهد البائد.. مفيش داعى نخجل من بعض.. ومفيش داعى لمحاولة التهرب منى.. أنا مش حاطاردك.. (تبدأ فى خلع الدبلة).. مش حاطاردك يا ريس. طارق: بتعملى إيه يا عايدة؟ عايدة: ولا حاجة.. (تخلع الدبلة).. عشان تبقى خفيف وأنت بتنطلق بالبلد لقدام.. علاقتنا حاتثقل حركتك.. أنت كمان ماتتكسفش.. اقلع دبلتك. طارق: عايدة. عايدة: مش عاوزة أحطك فى موقف اختيار صعب.. بين الحكم والحب.. حط الدبلتين دول فى متحف مكاسب الثورة.. (يزداد صوتها اختناقاً).. باعتبارهم.. باعتبارهم رمز.. رمز لأول خساير الثورة. (تخرج فى اندفاع قبل أن تنفجر باكية) طارق (ينادى):عايدة. (على الفور يدخل الوكيل) الوكيل: أنا حاططها يافندم تحت رقابة شديدة.. فيه احتمال تكون فيه جهات أجنبية وراء فسخ الخطوبة. (طارق يضطرب بعد أن أدرك أن كل حواره مع خطيبته كان مسموعاً.. ينظر له بغل شديد ثم يكمل بتؤدة وبطء وكأنه يحاول منع نفسه من الانفجار) طارق: من فضلك.. شيل الميكروفونات اللى فى مكتبى. الوكيل: يا فندم الشغل له أصول. طارق: من فضلك شيل الميكروفونات اللى إنت حاططها فى مكتبى. (وكيل المكتب يهز رأسه فى استسلام.. يخرج من جيبه حقيبة بلاستيك صغيرة بها بعض مفاتيح ومفكات صغيرة.. يبدأ فى خلع الميكروفونات.. يتناول فازة زجاجية.. الميكروفونات موضوعة فى كل مكان فى الغرفة.. الحوائط.. الأرضية.. مكتب طارق نفسه.. ملتصقة بكل الأثاث.. يضعها فى الفازة واحداً وراء الآخر فنستمع لصوت ارتطامها بقاع الفازة الزجاجى.. ولتسهيل المهمة على المخرج من الممكن أن تكون هذه الميكروفونات، دبابيس رسم أو مسامير تنجيد.. مغروسة فى كل مكان.. الوكيل ينتهى من لم الميكروفونات ثم يأخذ طريقه خارجاً». الوكيل: (وهو خارج).. الباقى مش بتاعى. إظلام تدريجى المشهد الثانى (المسرح مظلم، أسامة يدخل ومعه شمعة، يرتدى عباءة بيضاء لها غطاء رأس، ليس مهماً أن يتبين الجمهور ملامح الممثلين فى هذا المشهد.. وإضاءة المشهد بشمعة واحدة كافية تماماً.. ثلاثة أشخاص آخرين يظهرون.. يرتدون نفس الملابس.. الحوار يدور همساً بين الجميع وفى جو يفوح بالتآمر) أسامة: قف من أنت. سعد: ده أنا سعد.. ومعايا خليل ومرسى. أسامة: كلمة السر الليل؟ الثلاثة: إلحق نفسك قبل ما تتاكل. أسامة: تعالوا. الثلاثة: خير. أسامة: لا مش خير.. عندى ليكم أنباء مؤلمة. الثلاثة: يا ساتر. أسامة: الأفندى ناوى يضيع البلد.. ويضيعنا. الثلاثة: يضيعنا مفيش مانع.. إنما يضيع البلد.. لأ. أسامة: ناوى ياكلنا كلنا.. أول حاجة اتخلص منها خطيبته.. بعد كده حايتخلص مننا واحد ورا واحد. الثلاثة: مش معقول. أسامة: معقول ونص.. أنا وقع فى إيدى تقرير خطير.. كاتب فيه بخط إيده.. لابد من الانفراد بالحكم والتخلص من بعض زملائى.. لأنهم عيال. الثلاثة: والله ما حد عيل إلا هو. أسامة: هو طبعاً مش حايتخلص من أحمد وإبراهيم وحسن لأنهم بتوعه.. ومسكهم أكبر حتت فى الوزارة.. ماسكين الداخلية والخارجية والخزانة والإعلام.. ماسكين ومتبتين جامد. سعد: أنا يا حسرة ماسك أهيف حاجة.. الثقافة. خليل: أمال أنا أعمل إيه.. أنا ماسك الصحة.. يعنى العيانين.. نفسى أمسك فيها حاجة فيها الخير. مرسى: وأنا قال إيه ممسكنى السياحة.. مش عارف أمسك فيها حاجة خالص.. ولا سايح عاوز ييجى. أسامة: مفيش غير حل واحد.. عارفينه؟ الثلاثة: نتغدى بيه قبل ما يتعشى بينا. أسامة: ونعم الكلام. سعد: بس يا جماعة إحنا حالفين على المصحف ما حدش يئذى التانى. أسامة: الحلفان ما ينطبقش علينا.. لأننا حنئذيه أذية دفاعية.. دفاعاً عن البلد. خليل: وعلى أسوأ الظروف.. وعشان ما نطلعش كدابين قدام ربنا سبحانه وتعالى.. ليها حل. الثلاثة: نصوم ثلاثة أيام. سعد: هس.. حد جاى. (يطفئ الشمعة، يظلم المسرح)