يبدأ زملاء طارق تجهيز أنفسهم لحضور الاحتفال، ويحمل أحمد وإبراهيم وأسامة وخليل وحسن باقات الورد، إلا أن مرسى يقترح مشاهدته فى التليفزيون بدلا من حضوره، لأن سويسرا بلد ما عندهاش بحر. يحضر خليل ومرسى تليفزيونا كبيرا ويوصلانه بالكهرباء، وعلى الجانب الآخر امتلأت المدرجات بمئات الآلاف من البشر الذين جاءوا من أنحاء المعمورة، ليحتفلوا بزوال وجه الديكتاتورية، ويعلن المذيع فرحة الشعب السويسرى بالاحتفال، والورد يحيط طارق أول الدفعة من كل جانب. يظهر طارق على المسرح ليلقى كلمته، وخلفه علم الأممالمتحدة، لكن صوتا فى الخلفية يؤكد أن هذه ليست الخطبة التى كتبت له، ويعلن طارق أن ما يحدث خدعة تلعب على بلاده، العالم الثالث، وأنه يرفض تلك الخدعة.. ويطالب زملاءه العسكريين فى العالم كله بحق الشرف العسكرى، ينقطع الإرسال وتختفى صورته، بينما يعلن المذيع تسبب عاصفة رعدية فى عطل الإرسال، وإصابة طارق بتعب. (طارق يدخل، ومنذ لحظة دخوله يزداد إيقاع المشهد إلى أقصى درجة) طارق: سلام عليكم.. الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. (ينظر لهم ولا يجد ما يقوله، يستدير ليخرج) طارق: سلام عليكم.. سعد: الله.. طارق.. رايح فين؟ طارق: خلاص.. إبراهيم: كل حاجة خلاص.. ماشى.. أسامة: ماشى رايح فين؟.. هو لعب عيال؟ طارق: اسمعوا يا جماعة.. مفيش داعى نخدع نفسنا.. مش حانعرف نعمل حاجة.. لازم نسيب الحكم للمدنيين.. مش عاوزينى أمشى.. خلاص.. كلنا نرجع الثانوية العسكرية.. نرجع مكاننا الطبيعى.. سنة أولى.. إبراهيم: (يهمس جانباً فى ذهول).. يا نهار أسود.. نرجع تانى؟ أحمد: واللى خدناه؟ سعد: مفيش حد يعرف يرجع الزمن لورا يا طارق.. انت ممكن تعمل حاجات كتير قوى.. حاجات كتير جداً.. طارق: زى؟ سعد: آلاف المصانع.. نزرع ملايين الفدادين.. نبنى آلاف المدارس ونعلم كل الناس.. طارق: وعشان أعمل كده كله وأرسيه وأرسخه فى الأرض.. لازم أعيش خمسمائة سنة.. وأنا مش حاعيش خمسمائة سنة.. لكن الشعوب بتعيش.. خمسمائة وألف.. وللأبد.. هى اللى تعمل الحاجات دى.. أسامة: أيوه يا طارق، بس انت عارف إن شعبنا.. طارق: (مقاطعاً).. آه.. قاصر؟.. مش حايعرف يعمل الديمقراطية.. يبقى ما يستحقهاش، وما يستاهلهاش.. وعليه إنه يموت ويندثر.. مش حايبقى أول شعب اندثر فى التاريخ.. يا جماعة افهمونى.. الحكم مش مكاننا.. ومش شغلتنا.. مهمتنا أنبل مهمة فى التاريخ.. حماية الآخرين.. الموت من أجل حياة الآخرين.. فيه أعظم من كده فى الدنيا.. انتم عاوزين تدخلونا بيت جحا وملاعيب شيحة؟.. ليه.. لازم نحتل مكاننا الطبيعى.. خليكم معايا.. (يشير لصورة الجسم البشرى).. شوفوا الجسم اللى قدامكم ده.. شوفوا قد إيه جميل.. وقد إيه قوى، لأن كل حاجة فى مكانها.. وكل حاجة بتقوم بوظيفتها.. احنا هنا.. ده مكاننا (يشير للصدر).. عاوزين تعرفوا لما بنحكم جسم البلد بيبقى شكله إيه؟ أهو.. (الصورة مرسومة على مربعات خشبية، ينزع مكان الصدر ويضعه فى أعلى الجسم فيصبح الرأس فى المنتصف) طارق: وبعد شوية، يبقى كده.. (الرأس الآن فى أسفل الجسم) طارق: الدنيا كلها شايفانا كده دلوقت.. وبيتعاملوا معانا على هذا الأساس.. أسامة: انت جاى دلوقت تقول لنا الكلام ده؟.. طارق: أيوه.. عشان أنام.. (يدخل جورج فى أقصى حالات الغضب، يمسك بمخدة صغيرة.. يلقيها على المسرح فى غيظ) جورج: إيه يا سيدى؟.. إيه يا خويا؟.. انت عملت دربكة فى النظام العالمى كله.. اضطرابات فى أفريقيا توتر فى أمريكا الجنوبية.. سوق العملة اتبهدل.. الدولار وقع.. الإسترلينى اتنيل.. انت مقدر خطورة اللى عملته؟ طارق: من فضلك أنا مش عاوز أوصياء علىّ.. وماتكلمنيش باللهجة دى.. جورج: ما أكلمكشى باللهحة دى؟.. بعد كل اللى عملناه عشانك؟ طارق: اخرس.. انت عاوز توحى لزمايلى انكم عملتونى.. جورج: لأ.. بعبقريتك.. بذكائك.. بقدراتك الذاتية.. طالب فى سنة أولى ثانوى عسكرى يمسك بلد.. تصدقها انت؟.. كل خطوة من اللى حصل معمول حسابها بالكمبيوتر.. أنا عاوزك تفتكر وتسترجع الأحداث كويس.. الخدمة فى الليلة إياها كانت عليكم.. على سنة أولى (يشير للشخصيات).. خليل واقف على السور الغربى.. مرسى، على السور الشرقى.. حسن على السور البحرى.. حايشوفوا التلات عربيات والتلات خواجات.. لازم ييجوا يحكوا قدامك وقدام أحمد.. رابعة وتالتة وتانية لابسين طوارئ والسلاحليك مفتوح.. الكمبيوتر عارف درجة ذكائك بالضبط.. حاتستنتج إن فيه تلات انقلابات.. معروف أحلام أحمد تعيلب.. ومعروف إنه غير قادر على التخطيط والقيادة.. وإنه حايستثير غرورك وحبك للمغامرة.. بعد كده احنا اللى مهدنا لكم الطريق لكل حاجة.. مؤامرة أسامة احنا اللى كشفناها.. لك.. وأحبطنا لك خمستاشر انقلاب.. فوق.. اوعى تتصور يا أخ طارق إن فيه حاجة اسمها الصدفة على الكرة الأرضية.. أى حاجة بتحصل يوم الخميس متخطط لها من يوم السبت اللى قبليه.. طارق.. اطلب أى حاجة.. احنا ممكن نساعدك بأى حاجة.. طارق: (يصمت لحظات).. جورج.. أنا عاوزك تساعدنى بحاجة واحدة بس.. ماتورينيش وشك تانى.. وأرجوك روح قول للكمبيوتر.. إن فيه واحد قال لأ.. (جورج ينهار على أحد الكراسى) ( تدخل عايدة) عايدة: أنا جاهزة يا طارق.. طارق: وأنا جاهز يا حبيبتى.. عايدة: حانروح فين؟ طارق: ماعرفش.. لكن أكيد حانلاقى مكان.. مكان لسه ماوصلوش الكمبيوتر.. أحمد: طب بعد إذنك يا طارق.. حانتفاهم فى المسألة دى.. طارق: اتفضلوا.. وأتمنى لكم حظ طيب.. (يخرجون بسرعة شديدة.. على الفور نستمع لطلقات رصاص متفرقة) عايدة: إيه ده؟.. طارق: بيتفاهموا.. وهى دى طريقة التفاهم الوحيدة اللى بيعرفوها.. يالله بينا.. (يضع يده فى يدها فى طريقهما للخروج، قبل أن يخرج يلتفت لجورج، يغمز له بعينه ويشير بإصبعه لأسفل علامة الهزيمة.. تثبت الصورة.. ببطء شديد تنزل..) الستار