يواصل «كاباكا» حواراته مع أشخاص وهميين، بينما يحاول البروفيسور بمساعدة طارق معاونته فى إلقاء خطبة فى الاحتفال، ويتعاون جورج معهما فى إقناع «كاباكا» بخوض الامتحان، وأن شعبه «لو لف الدنيا مش حيلاقى زيه».يقترح طارق أن يكلم الشعب السويسرى عشان يروح بدل شعب «كاباكا»، لكن «كاباكا» لا يقوم بأى رد فعل ولا يتكلم. يطلب جورج تجهيز الأوضة التى تطل على البحيرة، لمعاناة «كاباكا» من صدمة شعبية، ويسحب «كاباكا» معه لوضعه فى الغرفة، ولا أى استجابة تبدو منه بل يخرج كالطفل فى هدوء. يبدأ جورج توزيع أوراق الامتحان الذى سيصححه نخبة من أكبر أساتذة العلوم السياسية فى العالم، وبينما يجيب طارق فى هدوء وسرعة، يخرج زملاؤه البرشام من تحت الكابات ومن داخل الجوارب، ويخرجون الكتب من داخل القمصان، يعترض طارق فيرد البروفيسور «خليك فى نفسك»، ويضع زملاؤه المسدسات والسكاكين والمطاوى والقنابل أمامه، ويضمن طارق أنه سيأخذ «صفر»، رغم تأكيد البروفيسور أن إجابته تضمن له «امتياز مع مرتبة الشرف». (يبدأ زملاء طارق فى الدخول، أحمد، إبراهيم.. إلى آخر المجموعة، يرتدون ثياباً مدنية أنيقة ويحملون باقات ورد) إبراهيم: كويس كده.. حانعمل إيه دلوقت.. حانحضر الاحتفال إزاى؟ أحمد: نتصل بالحكومة السويسرية تشوف لنا هليكوبتر يودينا. أسامة: هو أنت النهاردة تعرف تتصل بحد.. البلد كلها مقلوبة. خليل: العطلة دى كلها منك انت يا حسن.. لميت الناس وركبتها عربيات نقل.. وعلى آخر لحظة اكتشفت إن مالناش حدود مع سويسرا.. مش كنت تسأل. حسن: أسأل مين؟.. أسألك انت؟.. ده انت اللى لميت الناس فى الأول وحطيتهم فى المراكب.. وفين وفين لما اكتشفت إن سويسرا ماعندهاش بحر. خليل: الله.. بلد مالهاش موانى على البحر.. يبقى العيب فى أنا والا فى سويسرا؟ أحمد: احنا مش جايين نتخانق.. حانحضر الاحتفال إزاى؟ مرسى: مش لازم نحضره.. نتابعه فى أى تليفزيون. سعد: خلاص.. روح انت وخليل اصطادوا لنا تليفزيون.. بس بسرعة. (مرسى وخليل يخرجان) أحمد: إحنا بقى نوضب الفصل.. ونقعد نتفرج هنا... (لزملائه).. باقول إيه.. الله الله على الجد، والجد الله عليه.. اسمعوا.. احنا كلنا فى الهوا سوا.. أى حد منكم يغلط بكلمة.. حافتش كل حاجة.. كله تمام.. فاهم انت وهو.. اللى حايجيب سيرة الطيارات، حاجيب له سيرة العمارات.. واللى حايجيب سيرة الأتوبيسات، حاجيبله سيرة المراكب، واللى حايجيب سيرة الحسابات اللى فى البنوك.. حاجيب له سيرة الحسابات الجارية والنايمة والقاعدة. إبراهيم: جرى إيه يابوحميد.. وهى دى حاجة نتكلم فيها؟ أحمد: باقول يعنى.. وتفهموا خليل ومرسى. سعد: هم فاهمين كل حاجة. أحمد: طارق دلوقت حاكم شرعى معترف بيه من الدنيا كلها.. وحاصل على بكالوريوس فى الديمقراطية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.. يعنى ممكن يسجنا كلنا ولا يهمه والدنيا كلها تقف وراه. (يدخل خليل ومرسى ومعهما تليفزيون كبير موضوع على مائدة تتحرك على عجل، يضعان التليفزيون فى وضع يتيح لهم جميعاً رؤيته.. وبحيث يصبح ظهره للمتفرجين، يضعان توصيلة الكهرباء فيرتفع صوت المذيع) المذيع: أيها السادة فى كل أنحاء الدنيا.. أحييكم من الاستاد الكبير فى جنيف.. حيث امتلأت المدرجات بمئات الألوف من البشر الذين جاءوا من كل أنحاء المعمورة، يحتفلون بزوال وجه الديكتاتورية البغيض.. إنها المرة الأولى فى التاريخ التى يجتمع فيها كل هذا العدد من الملوك والرؤساء.. والمفكرين والفلاسفة والفنانين. مرسى: صوفيا لورين دى؟ حسن: أيوه. خليل: واللى جنبها ده عمر الشريف؟ أحمد: كارتر يا غبى. المذيع: إنها الفرحة الكبرى.. أعضاء الحكومة الأمريكية وأعضاء الحكومة السوفيتية بيحضنوا حكام العالم الثالث. سعد: ده بيحضنوهم قوى.. حايكسروا ضلوعهم. المذيع: الجو النهاردة فى جنيف جميل جداً.. كما لو كان بيحتفل معانا.. والشعب السويسرى منامش طول الليل امبارح.. فرحان بيرقص فى الشوارع.. والنظام داخل الاستاد بديع جداً.. ومدير الأمن السويسرى عمل اللى عليه.. ومن حقه علينا إننا نوجه له الشكر.. كمان ما ننساش السيد رئيس الهيئة العامة ل... الشاب اللى ظاهر فى الصورة هو طارق الريس.. اللى طلع الأول على الدفعة.. شايفين الورد اللى قدامه قد إيه.. كثير قوى.. لو الكاميرا حبت تستعرضها.. حاتقعد شهر.. ورد من كل أنحاء العالم.. هو اللى حايخطب دلوقت.. حايقول كلمة الدفعة.. والأقمار الصناعية حاتنقل كلمته لكل سكان العالم.. أهو الكاميرا جايباه وهو قايم رايح على المنصة الرئيسية قدام الميكروفونات.. والكاميرات.. بيخوض فى أمواج من آلاف البشر.. لكن رجال الأمن السويسرى.. عاملين حسابهم.. مضبوطين قوى.. واحنا بنشكرهم.. و... (فجأة).. سادتى.. سادتى. (صياح شديد، يظلم المسرح، ثم يظهر طارق فى بقعة ضوء بعيدة وأمامه الميكروفونات وخلفه علم الأممالمتحدة) طارق: يا سكان الأرض.. يا سكان الأرض. (يهدأ الصياح) يا سكان الأرض.. أحييكم.. (لحظة).. بعضنا يصل للحكم بدافع من الإحساس العميق بالوطنية.. وعدد كبير منا يصل إليه بدافع من المغامرة وعشق الخطر.. وأعتقد أننى أنتمى للنوع الأخير وكلنا نعتبر أنفسنا ثواراً، وكلنا نتمنى لشعوبنا الصلاح والفلاح.. والذى ننجح فيه غالباً هو العودة بشعوبنا للوراء.. ولذلك نبعت الحاجة لأكاديمية حكم الشعوب، نتعلم فيها الديمقراطية ثم نعود لنعطيها لشعوبنا فتنحل المشكلة وتنامون مرتاحى البال والضمير.. وفكرة إنشاء المعهد بحد ذاتها نبيلة، وهى ككل الأفكار النبيلة تولد فى عقول الأنبياء ويسرقها اللصوص والفتوات. صوت مجهول المصدر: الله.. مش دى الخطبة اللى كتبناها له. طارق: غير أننى والحق يقال، لم أكتشف ما اكتشفته إلا بعد التحاقى بالأكاديمية، لقد أتيحت لى فرصة ذهبية للتعرف عن قرب بزملائى الأعزاء الذين يحكمون قطعة كبيرة من الأرض حكماً عسكرياً، رأيتهم فى نفسى، ورأيت نفسى فيهم وبدأت أشعر بالخجل منهم ومن نفسى.. وبدأت أبعاد الخدعة كلها تنكشف.. الديمقراطية لا تدرس.. ولكنها تمارس.. وليس هناك حاكم ديمقراطى وآخر غير ديمقراطى.. هناك حياة ديمقراطية وأخرى غير ديمقراطية. والديمقراطية لا تصنعها المعاهد أو حسن النوايا.. ولكن تصنعها الشعوب.. بأن تصر عليها وتموت من أجلها.. وأنتم يا من تنعمون بالديمقراطية فى بلادكم، يا من تعتقدون أن التخلف والفقر والديكتاتورية شىء جدير ولائق بنا فقط بدافع من الاحتقار - وهو كما تعلمون خطيئة - أقول لكم، لستم بعيدين عنا.. والعنف فى طرقات مدنكم هو امتداد للعنف العقلى الذى تفرضونه علينا فى أوطاننا.. وذلك عندما تتجاهلون أن الناس سواسية كأسنان المشط، وهذا شرط أصيل فى الديمقراطية. وهذا الذى تصنعونه الآن هو خدعة، تضاف للخدع التى تلعبونها على بلادى.. العالم الثالث.. والذى أصبح بفضل ألعابكم الشيطانية الفرصة دائماً لدفعه لآخر الصف، بعيداً عن الكبرياء والكرامة الإنسانية. وأنا أعلن أمامكم رفضى لهذه الخدعة.. وأقدم استقالتى.. وأطلب من زملائى العسكريين فى العالم كله.. أطالبهم بحق الشرف العسكرى. صوت: اقطع الإرسال. (تختفى صورته ثم تظهر لوحة مكتوب عليها نأسف لقطع الإرسال) المذيع: أيها السادة.. فيه عاصفة رعدية عطلت الإرسال فى كل الأقمار الصناعية.. والظاهر كمان السيد طارق تعب فجأة أو جاله كرامب.. لأنى شايف رجال الأمن السويسرى شايلينه وبيحطوه فى طيارة هليكوبتر.. سليمة إنشاء الله. (تختفى اللوحة.. تعود إضاءة المسرح لما كانت عليه) إبراهيم: طارق اتجنن. أسامة: لأ.. ماتجننش.. هو مجنون من الأول، قلت لكم كده ماصدقتونيش. أحمد: يا جماعة انتم حاتحجروا على حريته؟ إحنا ناس ديمقراطيين.. من حقه يستقيل. سعد: والحل إيه دلوقت؟ أحمد: هو فيها حل.. نقبل الاستقالة. مرسى: ونختار مين؟ أحمد: نختار مين؟ تختارونى طبعاً. خليل: لأ.. مش حانقبل الاستقالة. إبراهيم: أنا معاك.. هو تلاقيه قال كده فى لحظة نشوة.. بس لما ييجى. حانعقله. حسن: نشوة إيه؟.. فيه واحد يحس بالنشوة يقوم يستقيل؟ إبراهيم: طبعاً.. أصل طارق ده فنان.. لما شاف الكاميرات والناس حب يعمل حاجة عظيمة، راح مستقيل.. لو أنا مطرحه أعمل كده. غداً الحلقة الثانية والعشرون