«يخرج جورج عندما تدخل مجموعة من الحكام العسكريين، مهمة مصمم الأزياء أن يوحى فى تصميمه لملابسهم وبشكل غير مباشر بالبلاد التى ينتمون إليها كما أن مهمة المخرج أن يختار عناصر توحى ملامحها بالانتماء لأجناس مختلفة.. تكشيرة غبية تعلو وجوههم.. يتجاهلون طارق تماماً.. طارق ينظر لهم مبتسماً فى ترحيب». طارق: أهلاً.. أهلاً.. أرجو إننا نقضى عام دراسى موفق.. إن شاء الله.. واهى فرصة طيبة.. عشان نقدم لشعوبنا.. «ينظرون لهم بتجهم وبلا ترحيب.. تموت ابتسامته». طارق «هامساً لنفسه»: أعوذ بالله.. ده إيه التكشيرة دى؟ ربنا يكون فى عون الشعوب اللى بتحكموها.. «يدخل كاباكا وهو عملاق أفريقى يرتدى ملابس عسكرية مزركشة، يقف مقدماً نفسه بصوت قوى وشراسة» كاباكا: رئيس جمهورية كباجنيا الديمقراطية.. كباكا.. كابانجو.. شنجر شنجر سنجر، نوه.. بارنجى.. مارنجى.. طارق: يعنى.. ترجم.. يعنى إيه؟ كاباكا: يعنى.. التمساح العظيم، الملتهم، الشرس.. الذى يلتهم أعداءه واحداً بعد الآخر فى سهولة ويسر.. بلا رحمة ولا شفقة.. المعادى للديكتاتورية.. وحامى حمى الديمقراطية فى الغابات الشاسعة. طارق: أهلاً وسهلاً.. «لنفسه».. ونعم الزملاء.. دى حاتبقى سنة دراسية منيلة بستين نيلة.. «كاباكا يجلس.. يرفع سماعة التليفون فى وقار.. كل المجموعة ماعدا طارق تقوم بنفس الحركة». كاباكا: خد الأخبار دى عندك.. المجموعة: خد الأخبار دى عندك.. «المجموعة تردد مقاطع من كلمات كاباكا» كاباكا: نزلها فى التليفزيون والإذاعة.. والجرايد.. وأجهزة توجيه الرأى العام.. علقوها على قمم الأشجار فى الغابات.. ارسموها على الرمل فى الصحراء.. افتحوا عقول الناس وحطوها جواها.. المجموعة: وحطوها جواها.. كاباكا: هيئة التدريس فى الجامعات السويسرية تبدى دهشتها وإعجابها من المستوى الثقافى الرفيع لكاباكا.. كاباكا يحصل على الدرجات النهائية فى كل مادة.. كاباكا يكتسح كل الرؤساء العسكريين فى مادة الديمقراطية.. ترشيح كاباكا للعمل أستاذاً بالأكاديمية.. «لحظة».. الأوغاد أعداء الشعب أخبارهم إيه؟.. اعدمهم.. يتحاكموا النهارده ويتعدموا بكرة.. بس المحاكمة تكون عادلة.. إوعوا تشنقوهم من غير محاكمة.. ماتودوناش فى داهية.. «لحظة».. صنعوها محلى.. مفيش مشانق فى سويسرا.. دخت امبارح فى السوبر ماركت مالقيتش.. الحبال اللى هنا كلها بلاستيك ماتنفعش.. طارق: (بجد ووقار شديد وكأنه يتحدث عن مشكلة تخصه أيضاً).. فعلاً الحبال البلاستيك ما تنفعش ممكن نتهم بإننا بنستخدم حبال مستوردة.. الحبال اللى نشنق بيها لازم تكون نابعة من تقاليدنا وتراثنا.. كاباكا: هيه.. اليمين المتطرف عمل إيه؟.. واليسار المتطرف عمل إيه؟.. واليسار المتطرف..؟.. والوسط المتطرف..؟.. كله تمام..؟ كويس. مع السلامة.. «يضع السماعة.. المجموعة كلها تنهى المكالمة فى نفس الوقت» طارق: «لنفسه».. طبعاً الوسط المتطرف ده هو أخطرهم.. «يلتفت لكاباكا».. إيه يا عم كاباكا.. كل صحافة العالم بتقول إن الدراسة لسه حاتبتدى النهارده.. إيه بقى يكتسح وحكاية المستوى الثقافى الرفيع.. الناس تقول عليك إيه لما تقرا الجرايد.. كاباكا: ماعديش حد بيقرا صحف أجنبية ولا محلية.. نسبة الأمية فى شعبى 98٪ ومعمول حسابها أنها تبقى 100٪ فى الخطة الخمسية اللى جاية.. طارق: ربنا يقويك.. ومش خايف من الاتنين فى المية اللى بيقروا؟ كاباكا: لا.. لأنهم بيشتغلوا معايا.. طارق: والإذاعات..؟ شعبك أطرش كمان..؟ كاباكا: عامل شوشرة على كل المحطات.. اطمن.. أنا عامل حساب كل حاجة.. محسوبك التمساح الشرس ماسك البلد بإيد من حديد.. ضامن الحكم لأولادى وأولاد ولادى خمس آلاف سنة لقدام.. (كل أجراس التليفونات تدق فى وقت واحد.. يرفعون سماعات التليفون ماعدا كاباكا الذى لا يدق تليفونه، يستمعون لحظة ثم يضعون السماعات) الجميع: كاباكا.. كل سنة وانت طيب.. كاباكا: وانتم بالصحة والسلامة.. خير..؟ عيد ميلادى النهارده؟. طارق: لأ.. انقلاب يا خسارة، صيفت بدرى يا تمساح يا شرس اتضح إنك مش ماسكها بإيد من حديد ولا حاجة.. (يدخل بونجو الحاكم الجديد) كاباكا (ترتفع روحه المعنوية قليلا عندما يشاهده): ده بونجو.. سكرتيرى ومدير مكتبى وأخويا وحبيبى.. تعالى يا بونجو.. طمنى.. مين اللى عمل الانقلاب..؟ بونجو (بشراسة): أنا.. (يغمى على كاباكا.. يسقط على التختة بلا حراك) بونجو (مقدما نفسه): بونجو باندا باندو.. سارجى.. مارجى.. سيكالولو شنجر.. سنجر، نو.. يارنجى.. مارنجى.. طارق: يعنى..؟ بونجو: يعنى التمساح الطيب الذى تمكن من التهام التمساح الشرير.. طارق (يكمل له): الذى يلتهم أعداءه واحدا بعد الآخر فى سهولة ويسر.. بلا رحمة ولا شفقة، المعادى للديكتاتورية.. وحامى حمى الديمقراطية فى الغابات الشاسعة.. بونجو: بالضبط.. طارق: يا أهلا بيك.. (يدخل جورج فى خفة وهدوء ومعه زجاجة صغيرة وحقيبة سفر متوسطة الحجم، يقترب بالزجاجة من أنف كاباكا فيفيق) جورج (يكلمه همسا مواسيا): أخ كاباكا.. الجماعة كلفونى أبلغك أسفهم الشديد للى حصل.. الشنطة دى فيها بيجاما وشبشب وقميص وبنطلون وأدوات حلاقة.. وفيه كمان فى الشنطة عقد شراء بيت صغير باسمك.. البيت فى قرية اسمها منسر فيل.. وهى أقرب مكان للبنك اللى إنت حاطط فيه المبالغ إياها.. فيه احتمال الصدمة تنسيك الرقم السرى اللى إنت حاطط فيه الفلوس.. (يخرج من جيبه كارت صغير).. أهوه.. (يعطيه الكارت والحقيبة ويخرج بهدوء وهو يغمز لطارق بعينه قبل أن يخرج ينحنى هامسا لأحد الطلبة) جورج: مليون دولار وربع أجيب لك كل امتحانات آخر السنة قابلنى فى الحوش.. (يخرج) (كاباكا الذى كان على وشك الخروج يقف خطيبا فيهم بكبرياء وهو متمالك نفسه تماما) كاباكا: لن يسكت شعبى وإن بدا ساكتا.. لن ينحنى شعبى وإن بدا منحنيا.. لن يخضع شعبى وإن بدا خاضعا.. وأنا.. أنا لن أنخ وإن بدوت ناخا.. وستردد الغابات أصداء أحلام الشعب التى كنت أنوى تحقيقها.. وسترى وسترون.. حاتشوفوا.. (بسرعة خاطفة يخلع غطاء الرأس ويفتح صدره وينهار مولولا).. حاشوف فيك يوم يا بونجو يا بن باندا.. ربنا على الظالم.. ربنا على المفترى.. ربنا على الخاين.. يا خاين العيش والملح.. تخونك الأيام؟.. تخونك الليالى اللى سهرناها سوا نموت فى أعداء الديمقراطية.. روح يا بونجو.. اللى بييجى على مايكسبش.. مدام جيت على عمرك ما حاتكسب.