تلقيت دعوة تليفونية لحضور (مينى فاشون) لمصمم الأزياء بهيج حسين فى (الشو رووم) الخاص به فى خان يونس بالمهندسين، وذكرتنى الدعوة بأول تعارف لى ببهيج منذ ما يقرب من أربع سنوات من خلال أول مينى فاشون فى نفس المكان ووقتها لم يكن الإعلاميون يعرفونه رغم شهرته بالإسكندرية، لكن فاجأنا فى أول إطلالة إعلامية له أنه مصمم أزياء من الطراز الثقيل مُلم بأصول مجال تصميم الأزياء والمتوهج بموهبته، وتوقعت له شخصياً أن يغزو الإعلام بقوة لكونه مصمم أزياء موهوبا ومتجددا ودءوبا وللباقته الإعلامية. وصدق توقعى!! تستهوينى كثيراً أفكار مصمم الأزياء بهيج حسين، فهو شغوف ومتحرك ومتوهج الفكر فى مجال عشقه وهو تصميم الأزياء، حين تأتيه أفكار تصميماته يلتقطها ثم يدخل معها فى تحد ويصارعها وتصارعه حتى يصل بها إلى ذروة إبداعها، ثم يهدهدها بعد ذلك فى اسكتشات، ثم يذهب بها فى رحلة مع قماش ومقص وخيوط واستراس حتى يتوجها لفستان أو تايير! يبهرنى بهيج دائماً بذوقه المميز والحياكة الراقية التى يعتمدها لتقديم تصميماته، وكذلك بعده عن التقليدى من الأزياء! وكذلك يبهرنى بأفكاره المتجددة وغير المتوقعة لكنها تجذبك إليها.. وهذا ما وجدته فى أحدث (كوليكشن) قدمه بهيج حسين، فهو مختلف تماما يخرج بالمرأة المصرية إلى الأزياء العالمية، وقد أطلق بهيج على المجموعة بالفرنسية (لى نيفو) أى الجديد!! وهو ما عودنا بهيج حسين عليه دائماً، لكن الجديد هذه المرة جاء فى كل شىء حتى كادرات الصور التى التقطها بفنية شديدة المصور كريم نور الذى أسمع اسمه يتردد كثيراً، لكن حين قارنت بين الموديلات التى شاهدتها فى (المينى فاشون) والصور وجدت أن الصور لم تنصف التصميمات الجميلة ولن تراها أنت عزيزى القارئ كما شاهدها الحضور، ولا أريد أن أقول من ذلك أننى لا أميل للكادر الفنى وجمالياته، لكنى أريد ككاتبة متخصصة فى الفاشون أن تكون الصورة معبرة فنياً، عن الفكرة وأيضاً ناقلة بأمانة لجماليات التصميمات، وهو ما أدعو المصمم المبدع كريم نور للاهتمام به فى المرات القادمة. البساطة والتميز البساطة والتميز كلاهما سهل منفرد، لكن الصعب أن تجمع الاثنين معاً فى تصميم واحد، وهو ما برع فيه بهيج فى هذه المجموعة، فقد رسم بالأقمشة وألوانها قصات الموديلات واستخرج من ثنايا الدانتيل وهشاشة التُل وحبيبات الاستراس والسلاسل والخيوط المختلفة وحدات تطريز غاية فى الأناقة وبذلك عزف بهيج سيمفونية أناقة تجمع بين البساطة والتميز، وهو فى نظرى مفهوم أناقة يتناسب مع المرأة فى القرن الواحد والعشرين، فهو مفهوم يمنحها الثقة بالنفس والانفتاح على العالم الخارجى. عالم الألوان للألوان بهجتها وأسرارها أيضاً وبهيج يجيد اختيار اللون سواء منفرداً أو متداخلاً مع لون آخر، فمن الألوان السادة يقدم البيج والسيمون والأخضر وأما الألوان التى تتماوه معاً فهناك الأبيض مع الأزرق والأبيض مع الأصفر والأحمر مع الأسود، كلها فى تداخلات رانعة وهناك مجموعة الأبيض مع الأسود التى تتناغم فى تصميمات تناسب عذوبتها من أفكارها المتحررة عن التقليدية. الفيونكات من التفاصيل التى نراها هى الفيونكة التى قد نراها مختلفة فهى فيونكة يدوية الصنع تبعد عن الفيونكات التقليدية التى نراها منشية وكلها تناسق و(سيميترية). وهى تارة ترتفع وتعلو الصدر وتارة تتوسط الخصر وتارة تميل على الأرداف وأحياناً تكون بذراع طويلة وأخرى قصيرة، المهم أنها ممكن أن تلعب دور البطولة فى العديد من التصميمات. فستان العروس كيف سيكون شكلى وأنا عروس؟! سؤال ملح على أفكار كل فتاة على موعد مع السعادة هذا العام.. بهيج أتاح للعروس هذا العام أن تكون عصفورة رقيقة تحلم بالتحليق خارج حدود المألوف، لكن بشكل مقبول، فقدم للعروس مجموعة متنوعة التصميمات ما بين القصير والطويل وما بين الضيق والواسع وما بين الأبيض الشاهق والأوف وايت الذى يفرض سطوته بقوة على فستان الفرح لهذا العام، التطريز يكاد يكون منعدما والموجود منه دقيق وغير براق. وقماش التل موجود بكثرة لكن بشكل غير تقليدى، فهو يتناثر فى أشكال تشابه أوراق الخرشوف المنفوشة والمحببة أيضاً. أخيراً النيو كوليكشن الذى بين أيدينا يدعو للحلم بالتأنق والتألق خلال ليالى الصيف القادم وخلال أفراحنا الكبرى.